ابتكر فريق علمي في أحد مختبرات الأبحاث الألمانية "جلداً إلكترونياً" فائق الرقة والمرونة، يتميز بقدرته على اكتشاف وتتبع المجالات المغناطيسية باستخدام مستشعر واحد فقط، في خطوة رائدة تقرّب العالم من دمج الحواس البشرية بالتقنيات الرقمية بطريقة غير مسبوقة.

ويُعد هذا الجلد الإلكتروني تطوراً لافتاً مقارنة بالتصاميم التقليدية التي تعتمد على مكونات معقدة وكثيفة استهلاك الطاقة. أما النسخة الجديدة، فهي تعتمد على غشاء رقيق وشفاف يسمح للجلد بالتنفس، مغطى بطبقة حساسة للمجال المغناطيسي، بالإضافة إلى وحدة معالجة مركزية تلتقط التغيرات في المقاومة الكهربائية وتحدد الموقع المغناطيسي بدقة، في محاكاة لطريقة عمل الجهاز العصبي البشري.

الميزة الأبرز لهذا الابتكار تكمن في أنه يتيح التفاعل مع الأجهزة دون لمس فعلي، ما يفتح المجال لاستخدامه في بيئات صعبة مثل المختبرات المعقمة أو تحت الماء أو في الطقس القاسي. كما يتمتع بكفاءة طاقية عالية، ويستخدم تقنيات تصوير مشابهة لتلك المعتمدة في التصوير بالرنين المغناطيسي لزيادة دقة الاستشعار.

ويمهد هذا الجلد الإلكتروني الطريق أمام تطبيقات واسعة في مجالات الروبوتات، الواقع الافتراضي، والأطراف الاصطناعية. فعلى سبيل المثال، يمكن للأشخاص المكفوفين الاستفادة من أنظمة مغناطيسية للتنقل والتفاعل مع محيطهم، كما يتيح لأصحاب الأطراف الاصطناعية استخدام شاشات اللمس التي يصعب التعامل معها حالياً.

ويمثل هذا الابتكار خطوة نحو دمج التكنولوجيا بشكل أكثر عمقاً في حياة الإنسان اليومية، لا سيما في الجوانب الصحية والمساعدة الحسية، حيث يمكن مستقبلاً أن تُصبح التفاعلات مع الأجهزة رقمية بالكامل، دون الحاجة للمس، وبدقة تحاكي الإدراك البشري الطبيعي.