اعترضت القوات البحرية الإيرانية مدمرة بريطانية قالت إنها كانت تنفذ مهمة تجسس في شمال المحيط الهندي، وأجبرتها على تغيير مسارها، في تصعيد جديد يعكس حساسية المشهد العسكري الإقليمي في ظل استمرار الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.

وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية، السبت، أن أنظمة الاستطلاع التابعة للقوات البحرية رصدت المدمرة البريطانية، التي كانت تهدف – بحسب البيان الإيراني – إلى توجيه صواريخ إسرائيلية نحو الأراضي الإيرانية. وأضافت الوكالة أن طائرات مسيرة إيرانية وجّهت إنذارات مباشرة للمدمرة، ما أجبرها على التراجع وعدم مواصلة مسارها.

بالتزامن، صعّدت طهران من لهجتها تجاه واشنطن ولندن وباريس، محذرة من أن أي تدخل عسكري من هذه الدول لعرقلة الهجمات الإيرانية الجارية على إسرائيل، سيُقابل برد فوري يشمل استهداف القواعد العسكرية والسفن الغربية في الخليج والبحر الأحمر. ونقلت وكالة "مهر" شبه الرسمية عن مصادر رسمية قولها إن إيران أبلغت العواصم الثلاث نيتها الاستمرار في "الضربات الواسعة"، محذرة من أن أي اعتراض لها سيقابل برد "مباشر ومؤلم".

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، السبت، أن بلاده تنقل أصولًا عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط، بينها طائرات مقاتلة، لتقديم دعم طارئ، وسط تصاعد التوترات في المنطقة، قبل مشاركته في قمة مجموعة السبع بكندا.

وفي واشنطن، كشفت مجلة "بوليتيكو" الأميركية أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قررت إعادة تمركز مدمرتين في شرق البحر المتوسط، وسط مخاوف من توسع المواجهة، خاصة مع تهديدات إيرانية باستهداف القواعد الأميركية في حال تصديها للضربات الإيرانية الموجهة نحو إسرائيل.

على الأرض، تستمر إسرائيل في تنفيذ عملية عسكرية واسعة تحت اسم "الأسد الصاعد"، شملت قصف منشآت نووية وصاروخية داخل إيران، واغتيال أكثر من 20 قائدًا عسكريًا إيرانيًا، بحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، الذي أكد أيضًا اغتيال تسعة من كبار العلماء النوويين الإيرانيين، بعضهم من الشخصيات الرئيسية في برنامج إيران النووي.

وقال مسؤول استخباراتي إسرائيلي لشبكة "فوكس نيوز" إن لدى إسرائيل "المزيد من المفاجآت" في انتظار إيران، مشيرًا إلى أن طهران قد تمتلك ترسانة تضم 8000 صاروخ باليستي في غضون عامين، مقابل نحو 2000 حالياً، وهو ما اعتبره من الدوافع الرئيسية لانطلاق العملية العسكرية.

المواجهة المفتوحة بين طهران وتل أبيب، التي بدأت بهجوم إسرائيلي واسع النطاق يوم الجمعة، باتت تنذر بانفجار إقليمي أكبر، خصوصاً مع اتساع نطاق الأهداف والردود، وتبادل التهديدات بين أطراف دولية وإقليمية معنية مباشرة بالصراع.