في ظل التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين إلى التوصل لاتفاق، مؤكدًا إمكانية تحقيق سلام بينهما قريبًا. وقال ترامب في مقابلة مع شبكة "ABC" الأمريكية: "على إيران وإسرائيل التوصل إلى اتفاق، وسنعمل على تحقيق السلام بينهما في وقت قريب". وأضاف: "سأعقد اتفاقًا بين إيران وإسرائيل كما فعلت سابقًا مع الهند وباكستان".

وأوضح الرئيس الأمريكي أن هناك "اتصالات واجتماعات عديدة تُجرى حاليًا" بهدف احتواء الأزمة المتصاعدة، مشددًا على أن "الولايات المتحدة قد تتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني".

وتابع ترامب: "ليس هناك موعد نهائي لإيران من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكننا نعمل على إحلال السلام... اجعلوا الشرق الأوسط عظيمًا مرة أخرى".

في السياق ذاته، نقلت شبكة "ABC" عن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن قوله: "لقد أعدنا البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء بشكل كبير، لكن ليس بما فيه الكفاية"، مضيفًا أن "إزالة البنية التحتية النووية المعدّة لأغراض عسكرية قد يستغرق عدة أسابيع".

ميدانيًا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت عدة صواريخ باتجاه إسرائيل خلال الساعة الأخيرة، مؤكدًا أنه تم اعتراض معظمها قبل أن تسقط في الأراضي الإسرائيلية. وأشار إلى أن "الصواريخ لم تسقط في المدن، ولم تُسجل إصابات".

من جهتها، أفادت القناة 12 الإسرائيلية باندلاع حريق في منطقة جنوب الجولان نتيجة عمليات الاعتراض، بينما نقلت القناة 14 عن وزير الطاقة الإسرائيلي قوله: "النظام الإيراني لا يمكن أن يبقى قائمًا، فقد وضع هدفًا لنفسه هو تدمير إسرائيل".

من جانبها أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم اعتراض معظم الصواريخ الـ50 التي أُطلقت من إيران واليمن، في حين سقط أحدها على منزل في لبنان.

وعصر اليوم الأحد، دوّت صفارات الإنذار، في تل أبيب ومدن إسرائيلية عدة، بما في ذلك الجليل وحيفا ومستوطنات الضفة الغربية، في ظل تصعيد عسكري متواصل بين إيران وإسرائيل. وأكد الجيش الإسرائيلي أن أنظمة الرصد التابعة له سجلت إطلاق 50 صاروخًا جديدًا من إيران باتجاه أهداف داخل إسرائيل، ولاحقا أعلن اعتراض معظمها.

ويأتي هذا في أعقاب هجوم واسع شنّته إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو الجاري، على إيران تحت اسم "الأسد الصاعد"، استُخدمت فيه عشرات المقاتلات لقصف منشآت نووية ومواقع عسكرية في طهران وأصفهان وكرمانشاه، ما أدى إلى مقتل عدد من القادة والعلماء النوويين.

وردّت إيران مساء اليوم نفسه بعملية مضادة أطلقت عليها "الوعد الصادق 3"، استخدمت خلالها صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة استهدفت مدنًا إسرائيلية عدة، أبرزها تل أبيب وحيفا، وأسفرت عن مقتل 13 شخصًا على الأقل وإصابة المئات، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية وممتلكات مدنية.

ويُعد هذا التبادل العسكري المباشر بين إيران وإسرائيل تصعيدا غير مسبوق بين الطرفين، وسط تحذيرات دولية متزايدة من خطر انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع يصعب احتواؤها.