تشهد المنطقة تصاعداً غير مسبوق في التوتّر بين إيران وإسرائيل، حيث وصلت المواجهة بين البلدين إلى مرحلة خطيرة من التبادل الصاروخي المباشر. 

وفقاً للبيانات الرسمية، أسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل 24 إسرائيلياً وإصابة المئات منذ بداية التصعيد في 12 يونيو الجاري. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن سقوط 224 قتيلاً في صفوفها، 90% منهم من المدنيين.

يأتي هذا التصعيد في أعقاب سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية حيوية، فيما أثار تقرير حديث صادر عن معهد دراسات الحرب تساؤلات مهمة حول قدرة إيران على مواصلة هذه المواجهة، حيث أشار إلى تباطؤ ملحوظ في وتيرة الهجمات الصاروخية الإيرانية خلال الأيام القليلة الماضية.

تراجع معدل إطلاق الصواريخ الإيرانية 

وفقاً للتقرير المذكور، شنت إيران في البداية ست موجات هجومية يومي الجمعة والسبت، استخدمت فيها ما بين 100 إلى 200 صاروخ في كل موجة.

 لكن هذا المعدل تراجع بشكل كبير يوم الأحد، حيث اقتصرت الهجمات على موجتين فقط، لم تتجاوز كل منهما 35-40 صاروخاً. هذا التراجع الكبير في عدد الصواريخ المستخدمة يطرح عدة تفسيرات محتملة.

تقديرات أمريكية بامتلاك إيران 2000 صاروخ باليستي

أول هذه التفسيرات يتمثل في تأثير الضربات الإسرائيلية الدقيقة على البنية التحتية العسكرية الإيرانية، فيما تشير التقارير إلى أن إسرائيل نجحت في تدمير العديد من منصات إطلاق الصواريخ ومخازن الذخيرة الإيرانية، مما حدّ بشكل كبير من قدرة طهران على الرد بالوتيرة نفسها. 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن التقديرات الأمريكية السابقة كانت تشير إلى امتلاك إيران لما يقارب 2000 صاروخ باليستي، لكن جزءاً كبيراً منها لا يملك المدى الكافي لضرب الأراضي الإسرائيلية.

إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي

أما التفسير الثاني فيتمثل في احتمال تبني إيران لاستراتيجية بديلة، حيث تدرس طهران خيارات أخرى للرد على إسرائيل.

 صرح الجنرال الإيراني إسماعيل كوثري بأن بلاده تدرس بشكل جدي إمكانية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، وهو ما قد يعطل حوالي 21% من إمدادات النفط العالمية. كما أكد الحرس الثوري الإيراني استخدام "أساليب جديدة" في الهجمات الأخيرة، زاعماً أن هذه الأساليب جعلت أنظمة الدفاع الإسرائيلية "تستهدف بعضها بعضاً".

إلى دمار غير مسبوق في المدن الإسرائيلية

على الأرض، تشير التقارير إلى دمار غير مسبوق في المدن الإسرائيلية، وخاصة في تل أبيب وحيفا. فقد ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 24 شخصاً، بينهم 8 قتلوا في الهجوم الذي استهدف المدينتين صباح الاثنين. وتشهد المناطق المستهدفة دماراً هائلاً، حيث انهارت مبانٍ سكنية من 32 طابقاً في تل أبيب، وتعرضت مئات المنازل الأخرى لأضرار بالغة في رمات غان.

إيران تعاني من خسائر فادحة

من جهتها، تعاني إيران أيضاً من خسائر فادحة،  فقد أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير 150 موقعاً عسكرياً إيرانياً، بما في ذلك منشآت نووية في طهران وأصفهان. كما وردت أنباء عن اندلاع حرائق في حقل بارس الجنوبي للغاز، الذي يعد أكبر حقل غاز في العالم، مما قد يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.

ردود فعل دولية على المواجهة 

على الصعيد الدولي، تباينت ردود الفعل تجاه هذا التصعيد الخطير،  فقد أعلنت الولايات المتحدة تأييدها للضربات الإسرائيلية، مع تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران من "عواقب أسوأ" إذا لم تتراجع عن برنامجها النووي. من جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى "وقف التصعيد الفوري"، محذرة من خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.

أما على المستوى الإقليمي، فقد اتخذت بعض الدول إجراءات احترازية، حيث أعلنت الأردن إغلاق أجوائها أمام الطيران المدني تحسباً لسقوط صواريخ. كما شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعات حادة، حيث قفزت أسعار الخام بنسبة 9% بسبب مخاوف من تعطيل الإمدادات، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز.

==

مصادر التقرير:

الشرق الأوسط

سكاي نيوز عربية

بي بي سي عربي

الجزيرة نت 

رويترز