أعلن حزب الشعب الجمهوري المعارض، الاثنين، ترشيحه الرسمي لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2028، رغم توقيفه وسجنه مؤخرًا على خلفية قضايا فساد.

وأكد متحدث باسم الحزب لوكالة الصحافة الفرنسية أن إمام أوغلو كان المرشّح الوحيد في الانتخابات التمهيدية التي جرت الأحد داخل الحزب، ما جعله الوجه الرئيسي للمعارضة في مواجهة الرئيس رجب طيب إردوغان.

محكمة تركية تقرر حبس إمام أوغلو في انتظار محاكمته

في تطور دراماتيكي، أصدرت محكمة تركية، الأحد، قرارًا باحتجاز إمام أوغلو في انتظار محاكمته بتهم تتعلق بـ"الفساد المالي وسوء استخدام السلطة"، وهي التهم التي ينفيها بشكل قاطع، معتبرًا إياها "ذات دوافع سياسية" تهدف لإقصائه من الساحة السياسية.

ويُعد إمام أوغلو أحد أبرز المنافسين السياسيين لإردوغان، بعد أن ألحق الهزيمة بمرشح "العدالة والتنمية" في انتخابات بلدية إسطنبول عام 2019، والتي تمثل ضربة رمزية قوية للحزب الحاكم.
 

إمام أوغلو يتحدى: "لن أركع" ويدعو للاحتجاجات

وفي أول رد فعل له من داخل محبسه، كتب إمام أوغلو على منصة "إكس" (تويتر سابقًا):

"معًا سنتصدى لتلك الضربة وتلك الوصمة السوداء في ديمقراطيتنا... أقف بشموخ ولن أركع."

كما دعا أنصاره إلى تنظيم احتجاجات حاشدة في مختلف أنحاء البلاد رفضًا لاحتجازه، واصفًا الإجراءات القانونية بأنها "إعدام خارج نطاق القضاء" و"خيانة لتركيا".

تحذيرات حكومية من الاحتجاجات وحظر شامل للتجمعات

ردّت الحكومة التركية بسرعة، نافية أن تكون هناك أي دوافع سياسية خلف التحقيقات ضد إمام أوغلو، وأكدت أن "القضاء مستقل" ويتصرف وفق القانون.

كما حذرت من تنظيم التظاهرات، مشيرة إلى أن حظرًا عامًا على التجمعات في الشوارع قد تم تمديده لأربعة أيام، في محاولة واضحة لاحتواء الغضب الشعبي وتجنّب أي تصعيد ميداني.

تحدّ مبكر في السباق الرئاسي.. هل يتحول السجن إلى ورقة ضغط انتخابية؟

يرى محللون سياسيون أن ترشيح إمام أوغلو من داخل السجن يعكس توجهًا واضحًا من المعارضة لتقديمه كرمز "للمقاومة الديمقراطية" ضد ما تعتبره تراجعًا في استقلال القضاء والحريات.

ويحذر مراقبون من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى احتقان سياسي واسع قد يرافقه تصعيد في الشارع، خصوصًا إذا استمر الضغط القضائي على رموز المعارضة.