قصة الملاجئ الإسرائيلية.. دروع خرسانية غير قادرة على مواجهة الصواريخ الإيرانية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قصة الملاجئ الإسرائيلية.. دروع خرسانية غير قادرة على مواجهة الصواريخ الإيرانية, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 03:33 مساءً

تشكل الملاجئ المحصنة في إسرائيل خط الدفاع الأخير لحماية المدنيين من الهجمات الصاروخية، حيث تطورت هذه المنظومة عبر عقود من الصراعات. 

يعود تاريخها إلى عام 1948 مع إعلان قيام الدولة، حيث شُيدت أول ملاجئ بدائية، وفي عام 1951، أصدر الكنيست "قانون الدفاع المدني" الذي ألزم بإنشاء ملاجئ طوارئ عامة في جميع التجمعات السكانية، فيما  شهدت السبعينيات تطوراً كبيراً في أنظمة الملاجئ العامة تحت الأرض.

نقلة نوعية بعد حرب الخليج

شكل الهجوم العراقي بصواريخ سكود على تل أبيب عام 1991 (الذي أسفر عن 74 قتيلاً) نقطة تحول حاسمة ليتم تأسيس "قيادة الجبهة الداخلية" وتحل محل الدفاع المدني، وتتولى مسؤولية إدارة الملاجئ وصيانتها، فيما أُقرت قوانين تلزم المطورين العقاريين ببناء غرفة محصنة ("مماد") في كل منزل جديد كشرط للحصول على ترخيص البناء.

وفق أرقام مركز أبحاث الكنيست (2021)، يقدر عدد الملاجئ اليوم بنحو مليون ملجأ، تشمل 700,000 ملجأ خاص ("مماد")، وملاجئ مشتركة في العمارات ("مماك" - Mamat)، وملاجئ عامة بلدية ("ميكلت" - Miklat).

مواصفات هندسية صارمة وتحديات الواقع

تنص اللوائح الفنية على  استخدام الخرسانة المسلحة في الجدران والأسقف، إضافة إلى أبواب ونوافذ مصنوعة من الصلب المصفح لمقاومة الانفجارات والشظايا، مع أنظمة تهوية وتكييف تعمل في حالات الطوارئ، أما المساحة فيجب ألا  لا تقل عن 5 أمتار مربعة ولا تزيد عن 12.5 متر مربع للملاجئ المنزلية.

نقاط ضعف الملاجئ الإسرائيلية 

تواجه المنظومة إشكاليات جوهرية تتمثل في:

نقص التغطية: رغم الإلزام القانوني منذ 1991، تشير إحصائيات قيادة الجبهة الداخلية (2020) إلى أن 6 ملايين فرد فقط (من أصل 9 ملايين) مؤمنون بملاجئ، أي أن 34% من السكان (3 ملايين) لا يملكون ملجأ قريباً. 

الأزمة أشد وطأة في المنازل القديمة (ما قبل 1990) وفي التجمعات العربية داخل إسرائيل (فلسطينيو 48)، حيث تُهمش العديد من القرى وتُصنف كمناطق "مفتوحة" لاعتراض الصواريخ وفق تقارير منظمات مثل "عدالة".

 

ضعف الجاهزية: كشف تقرير المراقب العام الإسرائيلي (أبريل 2023) أن ما يقارب نصف الملاجئ العامة غير جاهزة للطوارئ بسبب سوء الصيانة ونقص التجهيزات. وأكدت صحيفة "غلوبس" بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 أن هذه النسبة تجاوزت 50%.

 شكوك في الفعالية: ثمة جدل مستمر حول قدرة هذه الملاجئ على تحمل الضربات المباشرة. بينما تؤكد القيادة العسكرية تصميمها لمواجهة شظايا الصواريخ (خاصة من طراز سكود)، يقر مسؤولون - كما نقلت "هآرتس" - بأنها غير مصممة لضربات صاروخية مباشرة مركزة. حوادث التدافع أثناء دخولها تزيد المخاطر.

تصعيد إيراني.. اختبار حقيقي للملاجئ

شكل الهجوم الصاروخي والمسير الإيراني المباشر اختباراً غير مسبوق لفعالية منظومتي الدفاع الجوي (القبة الحديدية، حصان داود، السهم) والملاجئ معاً حيث قامت قيادة الجبهة الداخلية: بتفعيل خطط الطوارئ على مستوى غير مسبوق، مع تحذيرات شملت معظم أراضي إسرائيل. أُمر السكان بالبقاء في الملاجئ أو الغرف المحصنة لساعات طويلة (تجاوزت 10 ساعات في بعض المناطق حسب تقرير "يديعوت أحرونوت").

وعلى الرغم من نجاعة الدفاع الجوي (التي أعلنت عن اعتراض 99% من التهديدات)، برزت العديد من التحديات في مقدمتها الاكتظاظ والمدة، حيث طول فترة البقاء كشف نقصاً في تجهيزات بعض الملاجئ (ماء، مرافق صحية، تهوية مستدامة) كما ذكرت قناة 12 الإسرائيلية.

ومع ورود أنباء عن اختراق ملاجئ، أعاد الهجوم التركيز على السؤال الحرج حول مدى تحملها لصواريخ باليستية ثقيلة ذات رؤوس كبيرة، وهو ما لا توجد بيانات عملية كافية عنه وفق تحليل معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS).

كما استمرت شكاوى من نقص الإنذار والملاجئ في القرى العربية، كما وثق مركز "مساواة".

الهجوم الإيراني المباشر أعطى زخماً جديداً للمطالبات بمعالجة سريعة لنواقص الملاجئ وتوسيع تغطيتها، خاصة في المناطق المحاذية للبنان وغزة وفي التجمعات المهمشة، كما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية عديدة (كـ "تايمز أوف إسرائيل").

===

المصادر الأساسية في التقرير:

مركز أبحاث الكنيست الإسرائيلي (تقارير 2020، 2021).

صحف إسرائيلية: هآرتس، جلوبس، يديعوت أحرونوت، تايمز أوف إسرائيل، قناة 12.

  تقارير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS).

منظمات حقوقية: عدالة، مساواة (توثيق أوضاع الفلسطينيين في إسرائيل).

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق