تحل اليوم ذكرى وفاة يوسف داود الفنان القدير، الذي يعد أحد أبرز نجوم الكوميديا في السينما والمسرح والتلفزيون المصري، رحل عن عالمنا يوسف داود في مثل هذا اليوم من عام 2012 بعد رحلة فنية حافلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، قدم خلالها ما يقارب 186 عملاً متنوعًا ما بين مسرح، دراما وسينما، تاركًا بصمة لا تُنسى في قلوب الجماهير.

ذكرى وفاة يوسف داود.. ترك الهندسة من أجل الفن

في ذكرى وفاة يوسف داود ارتفعت مؤشرات البحث عن تفاصيل في حياته ويرصدها موقع تحيا مصر، حيث ولد في 10 مارس 1938 في مدينة الإسكندرية، وتخرج في كلية الهندسة قسم كهرباء عام 1960، قبل أن يقرر التفرغ للفن في منتصف السبعينيات،  لم تكن بدايته في عالم التمثيل تقليدية، حيث جاء من خلفية هندسية، إلا أن شغفه بالفن تغلّب على مسيرته المهنية، فترك مجال الهندسة وبدأ يشق طريقه بهدوء في ساحة الفن.

عرفه الجمهور المصري والعربي بأدواره المميزة التي امتزج فيها الذكاء بالكوميديا، حيث كان يتمتع بأسلوب فريد في إلقاء النكات والعبارات الساخرة دون أن يفقد وقاره أو هيبته، ما جعل له مكانة خاصة بين نجوم الكوميديا وعلى الرغم من أن معظم أدواره كانت مساندة أو ثانوية، إلا أنه نجح في ترك أثر واضح في كل عمل شارك فيه، واستطاع أن يخطف الأضواء ببساطة أدائه وعمق شخصياته.

أدوار لا تنسى لـ يوسف داود في ذكرى وفاته

من أبرز أدواره التي لا تُنسى، مشاركته في فيلم عسل اسود إلى جانب أحمد حلمي وقدم شخصية عم هلال الرجل المصري الأصيل الذي يبلغ المثير من عمره ومتمسك ببلده رغم كل الأزمات بها، كما أبدع مع لبلبة في فيلم الشيطانة التي أحبتني وقدم بين أحداثه شخصية والدها اللص ونالت الشخصية إشادات واسعة،و أفلام أخرى مع عادل إمام منها زوج تحت الطلب، كراكون في الشارع، سلام يا صاحبي، النمر والأنثى.

أما في المسرح وشارك في عدد من المسرحيات الناجحة مثل على بابا الوزير حيث برز أداؤه التمثيلي الرفيع وقدرته على إضحاك الجمهور دون افتعال، يوسف داود لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل كان صاحب رؤية إنسانية وروحية واضحة، عُرف بتدينه وتواضعه، وكان ملتزمًا بأداء صلواته داخل مواقع التصوير، كما تحدث كثيرًا عن دور الإيمان في حياته الفنية والشخصية، مؤمنًا بأن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالصدق والتواضع وحب الناس.

تفاصيل وفاة يوسف داود

رحل يوسف داود في 24 يونيو 2012 بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 74 عامًا، لكنه ظل حيًا في ذاكرة الفن المصري والعربي، لم يكن صوته المميز ولا ملامحه الصارمة الممزوجة بخفة الظل سوى أدوات لصنع حالة فنية نادرة لا تتكرر كثيرًا.