تسوية أم مجرد استراحة محارب: ماذا خلف اتفاق وقف إطلاق النار؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تسوية أم مجرد استراحة محارب: ماذا خلف اتفاق وقف إطلاق النار؟, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 03:18 صباحاً

في اللحظة التي كان فيها أغلب المتابعين يتوقعون حرباً طويلة، قد تتوسع أكثر، بين الجانبين ال​إسرائيل​ي وال​إيران​ي، أعلن الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، بعد ساعات قليلة على إستهداف طهران قاعدة العديد العسكرية في قطر، عن التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، الأمر الذي اعتبر مفاجأة كبرى، نظراً إلى غياب المؤشرات التي كانت توحي بإمكانية حصول ذلك في وقت قريب.

على الرغم من أهمية هذا الإتفاق، لا سيما أنه نجح في تجنيب المنطقة المزيد من التوترات، التي كان من الممكن أن تقود إلى سيناريو الحرب الشاملة، الذي كان سينعكس على مختلف الدول المحيطة، إلا أن ذلك لا يلغي وجود الكثير من الأسئلة التي تزال الأجوبة عنها غامضة إلى حد بعيد.

في هذا السياق، قد يكون السؤال المنطقي الأول هو عن طبيعة الهجوم الذي نفذته طهران على قاعدة العديد، لا سيما أن الكثير من المؤشرات أوحت بأنها كانت منسقة مسبقاً مع الجانبين الأميركي والقطري، لكن الأهم يبقى الأسس التي بُني عليها ​إتفاق وقف إطلاق النار​، نظراً إلى أنها الوحيدة القادرة على تقديم تصور واضح حول المسار الذي من الممكن أن تذهب إليه الأوضاع في الفترة المقبلة.

هنا، تبرز المواقف المتضاربة حول مستقبل ​المشروع النووي الإيراني​، خصوصاً بالنسبة إلى نتيجة الضربات العسكرية التي تعرضت لها بعض المواقع، إلا أن الأهم يبقى الخلاف المستمر حول حق طهران في التخصيب، على إعتبار أن هذه المسألة من الممكن أن تكون النقطة المفصلية، من أجل فهم ما إذا كانت المنطقة أمام إتفاق يمهد لما هو أكبر، أم أنه مجرد هدنة موقتة، وبالتالي من الممكن العودة إلى الحرب من جديد.

على الرغم من أن بعض التسريبات تشير إلى أن التسوية، في هذا المجال، من الممكن أن تكون من خلال تولي دولة أخرى، ربما روسيا، دوراً أساسياً في حل هذه المسألة، لا يمكن تجاهل أن الضربات الصاروخية التي تعرضت لها إسرائيل، تفتح الباب، في ظل السياسة التي يعتمدها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ما بعد السابع من تشرين الأول من العام 2023، أمام السؤال عما إذا كان سيبادر إلى فتح هذه المعركة، أم أنه سيكتفي بما يعلنه عن القضاء على المشروع النووي الإيراني.

هذه المسألة، بالإضافة إلى أهميتها على مستوى الأمن الإسرائيلي، حيث يسعى نتانياهو إلى القضاء على كل ما قد يشكل تهديداً لتل أبيب، من منطلق مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يطمح إليه، متعلقة بسؤال جوهري آخر، هو دور إيران المستقبلي على مستوى المنطقة، ما يفتح كوّة أمام سؤال عن طبيعة تأثيرها في عدد من الساحات الإقليمية، التي كانت تعتبر مؤثراً أساسياً فيها في السنوات الماضية.

في هذا الإطار، من الطبيعي الإشارة إلى تراجع دور طهران في فلسطين، بعد الضربات التي تعرضت لها حركة "حماس"، وفي سوريا، بعد سقوط النظام السابق، إلا أن هذا لا يلغي أنها لا تزال حاضرة في ساحات أخرى، كلبنان والعراق واليمن، وبالتالي أيّ تسوية حول دورها الإقليمي، ستؤثر على دور حلفائها، بالرغم من أنهم لم يبادروا إلى الإنخراط معها في الحرب، ليس فقط بسبب ما طُرح حول عدم حاجتها إلى ذلك، بل بسبب الواقع الداخلي الذي يمر به كل منهم، ما يقود إلى سؤال آخر حول ما إذا كانت تل أبيب، بالشراكة مع واشنطن، ستسمح لطهران بمساعدتهم على بناء قدراتهم من جديد، خصوصاً أن ذلك مرفوض من قبل جهات إقليمية فاعلة أخرى.

في المحصلة، أغلب هذه الأسئلة أو علامات الإستفهام ليس من السهل الإجابة عنها، في الوقت الراهن، إلا أنها تبقى أساسية في فهم المسار المستقبلي، حيث النقطة المفصلية هي أسس إتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، فهل نحن أمام تسوية شاملة في المستقبل أم أمام هدنة مؤقتة لا أكثر؟.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق