نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطقوسيات من قبل الولادة الى ما بعد الممات, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 11:51 صباحاً
إن المقالات المنشورة في خانة "مقالات وآراء" في "النشرة" تعبّر عن رأي كاتبها، وقد نشرت بناء على طلبه.
حياتنا حافلة بالطقوسيات، وكل احتفالية اجتماعية لها طقوسياتها، من الولادة الى المدرسة، الى القربانة الاولى، الى النجاح، والاحتفالات الرياضية، والاحتفالات السياسية، والاحتفالات والمشهديات الدينية، مع ما يلازم ذلك من الصلوات والادعية والنذورات، والكلمات والاناشيد والهتافات، وحتى الصمت احياناً (نقف دقيقة حداد).
ويرافق ذلك افعال جسدية من حلق رأس وخصي، واسالة دم مع ارتباط بقيم معتقدية وايمانية، ورقص ومآكل ولباس. فلكل حالة لباسها ومآكلها ومسموحاتها وممنوعاتها، وكل تجاوز لتلك الطقوس والمعتقدات والتقاليد والاعراف، ينزل عليه بطش اجتماعي وحرمات دينية وقدسية.
لذلك، فان الانسان منذ طفولته يُربى على سلوكيات تحميه وتساعده على سكينة حياتية، والانضمام الى جماعة تعرفه وتعترف به، وتتعرف عليه من سلوكياته وانماطه الانتربولوجية ومعتقداته وطقوسياته التيولوجية.
لان انتربولوجيا وتيولوجيا الحياة والموت متلازمان في طقوسية حازمة لا يمكن الخروج منها، الا بالبطش الاجتماعي، والعزل، وفقدان الهوية، والشعور بالذات الاجتماعية والدينية والانسانية والفرح، وباقرار الجماعة بانتماء الشخص لها وتقديرها لحضوره وسلوكه وتصرفاته وانماط افكاره وسلم قيمه.
في النهاية يمكن القول ان الانسان يعيش كما في فكّي كماشة بين الحياة والموت، وهذا ما تظهره ميدالية يونانية على وجهيها: وجه موجود عليه إله الملذّة او الحياةEROS ، والوجه الآخر موجود عليه إله الموت THANATOS وهذا هو واقع الحياة والوجود ما قبل الولادة حتى بعد الممات.
0 تعليق