في تطور غير متوقع، تراجعت أسعار النفط بشكل حاد اليوم الجمعة، متجهة نحو أسوأ أداء أسبوعي لها منذ أشهر عدة، في وقت يتصاعد فيه القلق العالمي من تأثيرات القرارات الأمريكية المفاجئة على الاقتصاد العالمي. 

حرب تجارية قد تقوض الطلب على النفط

وطبقا لـ تحيا مصر ، هذه التقلبات الحادة في الأسواق النفطية تأتي بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة، ما أثار موجة من الاضطرابات في أسواق الطاقة العالمية، وأدى إلى زيادة المخاوف من حدوث حرب تجارية قد تقوض الطلب على النفط.

الرئيس الأمريكي يطلق شرارة الانهيار

هبوط أسعار النفط جاء عقب الإعلان عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى فرض رسوم إضافية على بعض الدول الشريكة تجاريًا. 

وهذه الخطوة، التي يراها العديد من الخبراء الاقتصاديين بمثابة ضربة قاصمة للعولمة وسلاسل الإمداد العالمية، أثارت توترات واسعة النطاق بشأن تأثيراتها المحتملة على أسواق الطاقة، وعلى رأسها النفط الخام.

تأثيرات غير مباشرة قد تدفع الأسعار إلى الأسوأ

شهدت الأسواق النفطية انخفاضًا حادًا في الأسعار، حيث تراجع خام "برنت" إلى 65.72 دولارًا للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.3 دولارًا، وسط تقلبات شديدة في حركة الأسواق. 

ورغم استثناء قطاع الطاقة من الرسوم المباشرة، إلا أن الأسواق لم تظهر أي إشارات للطمأنينة.

المحللون يتوقعون أن تكون هذه الإجراءات الأمريكية لها تأثيرات غير مباشرة، تتمثل في زيادة التضخم، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وتصاعد التوترات التجارية، ما قد يؤدي إلى تقليص الطلب العالمي على النفط في الأشهر المقبلة.

أوبك+ تتحرك رغم العواصف الاقتصادية

ولم يخفف من حدة الضغوط على أسعار النفط الإعلان عن زيادة الإنتاج من قبل تحالف أوبك+، الذي يضم الدول المصدرة للبترول وأكبر المنتجين العالميين. 

فقد أعلن التحالف عن خطط لزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من مايو المقبل، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالخطة السابقة التي كانت تقدر بـ 135 ألف برميل فقط.

مستقبل غامض للأسواق النفطية

ما زال هناك حالة من القلق تتسلل إلى الأسواق مع استمرار التوترات التجارية العالمية، التي تعيد للأذهان مشاهد الحرب التجارية التي كانت سائدة في السنوات الماضية. 

في ظل هذه الأوضاع المتوترة، من المتوقع أن تستمر الأسعار في التقلبات الحادة، في حين تترقب الأسواق أي إشارات تهدئة قد تساهم في إعادة الاستقرار للأسواق العالمية.