مع تعيينه في منصب الأمين العام لرئاسة الجمهورية السورية، تسلطت الأضواء فجأة على ماهر الشرع، شقيق الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الذي تولى الحكم عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

هذا المنصب الحساس، الذي يُعدّ بمثابة العقل التنظيمي للرئاسة، دفع وسائل إعلام محلية ودولية إلى التنقيب في السيرة الشخصية والمهنية للرجل الذي بقي بعيدًا عن الواجهة لسنوات طويلة، لا سيما خلال إقامته وعمله في روسيا.

مسيرة طبية في روسيا: دراسة وتخصص وتقدير مهني

كشفت تقارير إعلامية روسية عن أن ماهر الشرع قضى سنوات طويلة في روسيا، حيث درس وتخصص ومارس مهنة الطب.

وبحسب ما هو منشور على موقع "عن الأطباء" الروسي، فإن الشرع تخرّج من أكاديمية فورونيغ الطبية الحكومية، بتخصص "الطب العام"، ثم تابع دراسته العليا في التوليد وأمراض النساء من نفس الأكاديمية، والتي أنهى دراسته بها عام 2004.

ويمتلئ الملف الشخصي للشرع على الموقع الروسي بتقييمات إيجابية من مرضاه، تغطي الفترة بين عامي 2018 و2023، وتُظهر إشادة واضحة بـ"حرفيته العالية وتعاطفه الإنساني"، ما يعكس نجاحه في مسيرته الطبية قبل عودته إلى سوريا.
 

حياة خاصة روسية... وعائلة متعددة الجنسيات

المثير في سيرة ماهر الشرع هو طابعه العائلي الروسي؛ إذ تشير التقارير إلى أنه متزوج من مواطنة روسية من أصل سوري تُدعى تاتيانا زاكيروفا، وأنجب منها ثلاثة أبناء:

رشيد (23 عامًا)

ماريا (20 عامًا)

كاميل (13 عامًا)

هذا الخليط الثقافي الروسي – السوري يضع ماهر الشرع في موقع فريد، خاصة في ظل الحديث عن دور روسي مؤثر في سوريا ما بعد الأسد، ويفتح تساؤلات حول ما إذا كان للجانب الروسي دور غير مباشر في صعوده السياسي الأخير.

تعيينات مثيرة للجدل... واتهامات بالمحاباة

سبق تعيين ماهر الشرع في الأمانة العامة أن شغل منصب وزير الصحة بالوكالة في حكومة محمد البشير، وهو القرار الذي أثار آنذاك جدلاً في الأوساط السياسية السورية، واعتُبر من قبل بعض المعارضين خطوة أولى لترسيخ نفوذ العائلة داخل مفاصل الدولة الجديدة.

ورغم أن أحمد الشرع لم يُعلّق علنًا على التعيين، فإن مراقبين يرون أن اختياره لشقيقه يأتي في إطار سياسة "الثقة الشخصية" التي ينتهجها في توزيع المناصب الحساسة.

يبقى التساؤل الأكبر: هل سيكون لماهر الشرع دور فعلي في صياغة المرحلة الانتقالية في سوريا، أم أن وجوده سيكون إداريًا محضًا؟

مع خلفيته الروسية وارتباطه بعائلة لها جذور مزدوجة، يبدو أن ماهر الشرع قد يكون حلقة اتصال غير معلنة بين دمشق وموسكو، في مرحلة تعيد فيها سوريا رسم موقعها الإقليمي والدولي.