في الوقت الذي يرصد خبراء الاقتصاد التأثير الضار على التجارة نتيجة رسوم ترامب الجمركية التي فرضها على دول العالم، فإن خبراء الرياضة يضعون أياديهم على قلوبهم، بسبب ما زيادة النفقات في الأندية،  إضافة إلى ما يمكن حدوثه في كأس العالم 2026 التي تقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وضع ترامب فرق كرة القدم والجماهير في المواجهة بتلك الرسوم الجمركية التي تزيد من الأعباء المالية ، وتهدد قطاع كبير من الجماهير بعد حضور الفعاليات والتنقل بين الدول الثلاث المستضيفة للبطولة، التي تشهد فيما بينها وبين الولايات المتحدة توترات تجارية وفق تقارير صحفية. 

تأثير رسوم ترامب على المشجعين والمنتجات الرياضية 

أول المضارين من رسوم ترامب الجمركية هم المشجعين، الذين قد تتأثر المدرجات بغياب قطاع كبير منهم، ليس نتيجة لارتفاع الأسعار فقط ولكن أيضا  في الترتيبات الأمنية، لأن المشجعون سيواجهون صعوبة في التنقل بين الدول الثلاث، وعدم الحصول على ضمانات لتسهيل التأشيرات عبور الحدود.

ووفق خبير التمويل في صناعة كرة القدم "كيران ماجواير" فإن الجماهير ستتأثر سلبا عند شراء المنتجات الرياضية، إلا أنه قلل من الصدمة لأن تلك النوعية من الجماهير تعودت على دفع مبالغ كبيرة لاستهلاك المنتجات الرياضية.

وأشار "ماجواير"، إلى قمصان الفرق التي سوف تتأثر بدورها بتلك الرسوم وهو يذكر أن  قميص رياضي يُباع بـ 100 دولار في الولايات المتحدة، في حين تبلغ تكلفة تصنيعه في الدول المصدرة 12 و15 دولارًا، وهو ما سيدفع المنتجين لتحمل جزء من تكاليف الرسوم الجديدة.

زيادة نفقات الملاعب والاستثمارات

التعريفة الجمركية من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الرسوم المفروضة على المواد والمعادن التي تدخل في إنشاء الملاعب كالصلب والألمنيوم وهو ما يؤثر على الخطط الاستثمارية للأندية والبطولات المختلفة.

الولايات المتحدة ليست بعيدة عن العاصفة 

أمريكا نفسها التي أصدرت التعريفة الجمركية سوف تكتوي بنارها خاصة وأنها مُقبلة على العديد من البطولات الرياضية، مثل كأس العالم للأندية هذا العام، ومونديال 2026، ودورة الألعاب الأولمبية 2028، فيما تستعين الولايات المتحدة بواردات الجلود الرياضية،التي تدخل في تصنيع كرة القدم والأحذية من دول شرق آسيا لانخفاض تكلفة العمالة وتوافر المواد الخام. 

تأثير تعريفة ترامب على مونديال 2026

48 فريقًا يتنافسون في مونديال 2026، والتي تستضيفها 16 مدينة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بينها 11 مدينة أمريكية، ما يعني ارتفاع تكاليف استيراد معدات التجهيز وأدوات البطولة، إضافة إلى التوترات التجارية والسياسية بين أمركيا المتحدة وجيرانها، وهو ما يهدد بفقد التعاون الأمني والسياسي لتنظيم البطولة، خاصة بعد إعلان "ترامب" عن رغبته في جعل كندا الولاية رقم 51، وهو التصريح الذي واجه انتقاد المشجعين الكنديين أثناء عزف النشيد الوطني الأمريكي في العديد من البطولات.

إعادة تقييم عقود الرعاية

تزامنا مع  فرض رسوم ترامب الجمركية على العديد من الدول، فإن هناك شركات تفكر في مدى جدوى رعاية البطولات الرياضية خاصة في الولايات المتحدة ما دامت منتجاتها ستُباع بسعر أغلى.

رأي مختلف لـ "ترامب"

الرئيس الأمريكي له وجهة نظر مختلفة في التوترات السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ويرى أنها مفيدة للبطولة، ويجعلها أكثر إثارة من أي وقت مضى، وفق قوله