في تحرك جديد ضمن استراتيجيته لإعادة هيكلة النظام التجاري العالمي، كلّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، وزير الخزانة سكوت بيسنت وممثل التجارة الأمريكية ببدء مفاوضات مع اليابان بشأن الرسوم الجمركية، مؤكدًا سعي إدارته نحو "نظام تجاري أكثر عدالة وشفافية".

وقال بيسنت في تصريحات صحفية إن "أكثر من 50 دولة أبدت دعمها لهذه الخطوة التاريخية التي تهدف إلى تحقيق توازن عادل في العلاقات التجارية"، واصفًا التحرك بأنه لحظة مفصلية في مستقبل التجارة الدولية.

تصعيد أمريكي ضد الصين: محادثات معلّقة ورسوم جديدة

في موازاة ذلك، صعّد ترامب من لهجته تجاه الصين، معلنًا في منشور على منصة "تروث سوشيال" أنه سيتم فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية بدءًا من 9 أبريل، في حال لم تسحب بكين إجراءاتها المضادة.

وأوضح الرئيس الأمريكي أن جميع المحادثات مع الصين "ستنتهي"، مشيرًا إلى بدء مفاوضات فورية مع دول أخرى أبدت رغبة في التعاون التجاري. من جانبها، وصفت الخارجية الصينية تلك التحركات بأنها "تنمر اقتصادي أحادي الجانب"، ونددت بسياسات الحماية التجارية الأمريكية.

البيت الأبيض: الرسوم سترتفع إلى 104%

وفي تأكيد على مضي واشنطن في خطها التصعيدي، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في البيت الأبيض أن الرسوم الجديدة ستُضاف إلى نسبة 34% المقررة يوم الأربعاء، ما قد يرفع إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على الصين هذا العام إلى 104%.

"الصين استغلتنا بما يكفي".. ترامب يهاجم بكين

وجدد ترامب هجومه على السياسات الصينية، معتبرًا أن بكين "كسبت ما يكفي لعقود من الزمن عبر استغلال أمريكا"، وأشار إلى أن بلاده "تجني مليارات الدولارات أسبوعيًا بفضل هذه الرسوم".

وحمّل الرئيس الأمريكي الإدارات السابقة مسؤولية التراخي الاقتصادي، مشددًا على أن الأسواق الصينية "تنهار" نتيجة السياسات التجارية الجديدة.

أسواق مضطربة وترقّب عالمي

في المقابل، انعكست الإجراءات الأمريكية سلبًا على الأسواق العالمية، حيث شهدت مؤشرات البورصات تراجعًا حادًا، في ظل قلق المستثمرين من تداعيات النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

وبينما يواصل ترامب التأكيد على أن النتائج النهائية ستكون "عظيمة"، يترقّب العالم نتائج التصعيد الأمريكي، وسط مخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في دوامة من التوترات المتصاعدة.