تناول مقال رأي نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية دعوة الرئيس الأمريكي السابق والمرشح في سباق انتخابات نوفمبر دونالد ترامب إلى أن تصبح الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة في الكوكب" و"القوة العظمى للبيتكوين".

وضمن ذلك، وعد بإعداد احتياطي استراتيجي من البيتكوين، وهو ما فسره الكاتب الروسي فيتالي كاتسينيلسون، في مقاله بـ"فايننشال تايمز" بأن ترامب رجل سياسي، والدعم للعملات الرقمية يعني تأييد العاملين في هذا القطاع.

ورأى الكاتب أنه حال إعادة انتخاب ترامب، وأصبح هذا المقترح الذي قدمه كوعد انتخابي، سيحمل الأمر خطورة على الولايات المتحدة.

وأوضح المقال أن ترويج البيت الأبيض للبيتكوين من شأنه أن يضعف مكانة الدولار في وقت من المرجح أن يتم فيه اختبار الميول تجاه العملة، مشيرا إلى أن العملة أكثر من مجرد ورقة خضراء تحمل صور رؤساء راحلين؛ فهي تمثل القوة الإنتاجية والأصول التي تمتلكها إحدى الدول، الأمر الذي يعكس قيمة الناتج الاقتصادي لها.

وأشار إلى أنه مع طباعة المزيد من الدولارات سنوياً لتمويل عجز الميزانية المتزايد، فإن قصة الدولار المتعلقة باحتياطي عملة قوي للغاية تفقد بريقها.

وأوضح أنه فيما يتعلق بحديث ترامب عن الرغبة في بناء احتياطيات استراتيجية من البيتكوين، فحال انتخابه، ستغير هذه السياسة الحكومية قصة البيتكوين، حيث ستضفي شرعية لها، وتعزز الحجة لاستخدامها كاحتياطي عملة.

وأشار الكاتب الروسي إلى أن البيتكوين لا يحكمها أي شخص، بما في ذلك الحكومة الأمريكية، ولا يمكن طباعة المزيد منها لتمويل إعفاءات الطلاب أو إعفاءات الديون الطبية، أو تقديم تخفيضات ضريبية عند وجود عجز كبير في الميزانية.

كما لا يمكن، بحسب الكاتب، طباعة المزيد منها لتمويل وعودهم الانتخابية "التي لا يمكننا كبلد تحملها، فقط ليشتروا لأنفسهم مزيدا من الأصوات".

ورأى الكاتب في مقاله بـ"فايننشال تايمز" أنه من غير المرجح أن تستبدل أي عملة بديلة الدولار كاحتياطي عملة مهيمن في أي وقت قريب بالنظر إلى دورها في التجارة والنظام المالي العالمي، لكنها تواجه تحديات متزايدة.

وشدد الكاتب على أن الرئيس الأمريكي والمرشحين للرئاسة يجب أن يكونوا أكبر المروجين للدولار وليس دعم عملة بديلة، مؤكداً ضرورة عدم الترويج لقصة البيتكوين، وضرورة عدم قبولها كأحد أشكال التبرعات للمرشحين لمنصب الرئيس الأمريكي.
وفي ختام المقال، أكد الكاتب أن البيتكوين لن يجعل أمريكا عظيمة، لكن ما سيساعد البلد في ذلك هو السيطرة على الديون والعجز.