هل يدفع اغتيال قبيسي حزب الله للرد بقوة ويؤدي إلى تصعيد غير مسبوق؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تصعيد جديد للصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله، قتل إبراهيم محمد قبيسي، قائد منظومة الصواريخ في حزب الله، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. جاء هذا الاستهداف ضمن سلسلة هجمات تشنها القوات الإسرائيلية على مواقع ومقرات تابعة لحزب الله، في خضم توتر عسكري غير مسبوق منذ اندلاع المواجهات بين الجانبين.

اغتيال قبيسي: ضربة نوعية لقيادة حزب الله الصاروخية

إبراهيم قبيسي يُعد من أبرز القادة العسكريين لحزب الله، وقد انضم إلى التنظيم في ثمانينيات القرن الماضي، حيث تولى العديد من المهام القيادية في الجبهة الجنوبية، بما في ذلك قيادته لوحدة "بدر"، ومن ثم أصبح مسؤولًا عن منظومة الصواريخ. في السنوات الأخيرة، كان قبيسي يشرف على تطوير وإدارة منظومة الصواريخ الدقيقة الموجهة التي استخدمها حزب الله في إطلاق هجمات ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي الذي نقلته "قناة الحرة"، فإن قبيسي كان برفقة عدد من قادة وحدات الصواريخ في حزب الله وقت الهجوم، ما يعكس أهمية هذه العملية بالنسبة لإسرائيل، التي لطالما اعتبرت قدرات الصواريخ الموجهة تهديدًا استراتيجيًا لأمنها.

تصاعد العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل

العملية جاءت في وقت تشهد فيه الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث كثّف حزب الله هجماته الصاروخية على مواقع إسرائيلية، كان آخرها استهداف معسكر "إلياكيم" قرب حيفا بصواريخ "فادي 2"، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف غاراته الجوية على مواقع حزب الله في لبنان، بما في ذلك الضاحية الجنوبية وبقاع لبنان.

وفي الأيام الأخيرة، اشتد القصف المتبادل بين الطرفين، حيث استهدفت إسرائيل عدة مناطق جنوبية في لبنان، ما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. وقد أكدت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 6 أشخاص وإصابة 15 آخرين في قصف استهدف منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية.
 

إسرائيل تكثف استهدافها للقيادات العسكرية لحزب الله

لم يكن إبراهيم قبيسي هو الهدف الوحيد للغارات الإسرائيلية الأخيرة؛ إذ حاولت القوات الإسرائيلية اغتيال علي الكركي، أحد قادة الجبهة الجنوبية في حزب الله، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلا أن العملية باءت بالفشل. ورغم ذلك، يبدو أن إسرائيل عازمة على استهداف البنية القيادية العسكرية لحزب الله، وخصوصًا المتعلق بمنظومات الصواريخ.

ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، فقد استهدفت الغارة الأخيرة على الغبيري مبنى من خمس طوابق، أصابت شقتين في الطابقين الرابع والخامس، حيث كان يتواجد عدد من قادة حزب الله في لحظة الهجوم.

ردود الفعل المتوقعة: هل ستشهد الساحة اللبنانية تصعيدًا أكبر؟

مع مقتل إبراهيم قبيسي، من المتوقع أن يشهد الصراع بين إسرائيل وحزب الله تصعيدًا أكبر. فالعملية الإسرائيلية التي استهدفت قائدًا بهذه الأهمية العسكرية تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية واضحة للقضاء على قدرات حزب الله الصاروخية الدقيقة. ويبدو أن هذه العملية ستحفز الحزب على رد قوي، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العنف المتبادل.

ويأتي ذلك في وقت حساس للبنان، الذي يعاني من أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، مما يجعل التصعيد العسكري الأخير يمثل تهديدًا إضافيًا لاستقرار البلاد. ومن المتوقع أن يراقب المجتمع الدولي التطورات عن كثب، خاصة مع احتمالية امتداد الصراع إلى مستويات جديدة تؤثر على استقرار المنطقة ككل.

مستقبل الصراع: هل تتجه إسرائيل وحزب الله إلى مواجهة شاملة؟

المواجهة بين حزب الله وإسرائيل تجاوزت في الأسابيع الأخيرة مرحلة التصعيد المحدود. الهجمات الجوية المتكررة على مراكز حزب الله ومحاولات اغتيال قياداته العليا مثل إبراهيم قبيسي تعكس إصرار إسرائيل على تحجيم قدرات الحزب الصاروخية، ولكنها قد تؤدي إلى انفجار شامل للموقف العسكري في لبنان.

رغم أن الطرفين يسعيان لتجنب حرب شاملة، إلا أن مقتل قبيسي قد يكون نقطة تحول في الصراع، خصوصًا إذا قرر حزب الله الرد بعمليات نوعية تستهدف العمق الإسرائيلي، مما يزيد من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية شاملة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق