أعلن  حزب الله اللبناني، يوم الأربعاء، مقتل 3 من قادته الميدانيين، جراء تعرضهم لغارة جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت جنوب لبنان. ويأتي هذا الهجوم في إطار التصعيد المستمر بين الطرفين منذ اندلاع المواجهات الأخيرة في أكتوبر الجاري. وأشار حزب الله في بيان رسمي إلى أن القادة الذين استشهدوا في هذه الغارة كانوا من العناصر البارزة في صفوف المقاومة الإسلامية، ومن بينهم القائد الميداني عباس إبراهيم شرف الدين.

استشهاد عباس إبراهيم شرف الدين: خسارة ثقيلة للمقاومة

في بيان صادر عن حزب الله، أعلن الحزب "بفخر واعتزاز" عن استشهاد القائد الميداني عباس إبراهيم شرف الدين، المعروف بـ"السيد جمال". شرف الدين، الذي وُلد في بلدة "كفرتبنيت" بجنوب لبنان، يُعد من الشخصيات البارزة في صفوف المقاومة، وله تاريخ طويل في قيادة العمليات العسكرية للحزب. وقد أكد البيان أن الحزب يواصل التصدي للعدوان الإسرائيلي بكل قوة رغم الخسائر البشرية.

وأشار حزب الله إلى أن عباس شرف الدين كان من القادة الذين ساهموا في تطوير القدرات الميدانية للحزب على مدى سنوات طويلة، وأنه يعتبر رمزًا من رموز المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ارتفاع حصيلة قتلى حزب الله إلى 508 منذ اندلاع المواجهات

في بيان آخر، أكد "حزب الله" مقتل اثنين آخرين من عناصره في مواجهات مع القوات الإسرائيلية، ما يرفع إجمالي قتلاه إلى 508 منذ بداية المواجهات العنيفة في 8 أكتوبر. وتُظهر هذه الحصيلة الخسائر الفادحة التي تكبدها الحزب في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف قيادات ومواقع الحزب بشكل مكثف.

إسرائيل تكثف هجماتها: تدمير 60 هدفًا استخباراتيًا لـحزب الله

من الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش عن شن غارات جوية استهدفت نحو 60 هدفًا تابعًا لجهاز الاستخبارات في "حزب الله" في جنوب لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الغارات دمرت وسائل جمع المعلومات، ومقرات قيادة، وبنى تحتية أخرى يستخدمها الحزب. وأكد أن هذه الضربات تأتي في إطار الجهود الإسرائيلية لشل قدرات "حزب الله" العسكرية والاستخباراتية، ومنع أي هجمات مستقبلية.
 

كما أوضح الجيش الإسرائيلي أن الغارات تهدف إلى تقويض القدرات القتالية للحزب، الذي يُعتبر تهديدًا مباشرًا على أمن إسرائيل، خاصة في ظل التوترات المتزايدة على الحدود اللبنانية.

استدعاء قوات الاحتياط: تعزيز الجبهة الشمالية

استجابة للتصعيد المستمر على الحدود اللبنانية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استدعاء لواءين من قوات الاحتياط، لتعزيز الجبهة الشمالية. وأشار الجيش إلى أن استدعاء هذه القوات يأتي في إطار الخطط العملياتية الرامية إلى حماية الحدود الشمالية، والاستعداد لأي تصعيد قد يؤدي إلى نزاع أوسع نطاقًا. وأكد المتحدث باسم الجيش أن هذه الخطوة تهدف إلى توفير الظروف الأمنية اللازمة لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان بعد نزوحهم بسبب الاشتباكات المستمرة.

تصاعد التوتر واحتمالية الانزلاق إلى مواجهة شاملة

في ظل استمرار الهجمات المتبادلة، يتزايد القلق الدولي من احتمالية تفاقم الصراع إلى حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله"، ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستوى المنطقة بأكملها. ودعت جهات دولية عدة إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب انزلاق الأوضاع نحو مزيد من العنف.