هل أخطأ حزب الله؟!

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

صحيح إنما الأعمال بخواتيمها، وأن الأوضاع ما زالت مبكرة لتقييم ما يجرى على الجبهة اللبنانية، لكن ذلك لا يمنع من أن يتساءل البعض: هل أخطأ حزب الله فى تقييمه أو تقديره للأمور بشأن المواجهة المحتملة مع إسرائيل؟ صحيح أيضا أن الوقت وقت نصرة المقاومة أيا كانت باعتبارها تدافع عن حق عربى أصيل، ايا كان هذا الحق، فلسطينيا أم لبنانيا، أم غيرهما.. لكن ذلك يجب ألا يجعلنا نغفل عن أنه بالمراجعة تستقيم الأمور.

مصدر التساؤل هو الضربات التى تلقاها حزب الله بدءا من اغتيال فؤاد شكر، مرورا بتفجيرات البيجر واللاسلكى، ثم العملية التى جرى خلالها اغتيال قيادات وعدد من عناصره بوحدة الرضوان؟ السؤال: ألم يعدّ الحزب لمثل هذه التطورات التى تشير إلى ما يمكن اعتباره اختراقات أمنية كبرى ربما تؤثر على أدائه خلال المقبل من أيام المواجهة؟

يعزز هذه الحالة من الحيرة ما ذهب اليه الرئيس الإيرانى فى حوار له من أنه لا يمكن لحزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها بالإمدادات دول أوروبية والولايات المتحدة. السؤال الذى يطرح نفسه فى مواجهة هذه المخاوف، وهى طبيعية ومنطقية، إنما يدور حول السيناريو الذى أعده الحزب لمواجهة ذلك الوضع بشكل يحقق نوعا من توازن القوى مع إسرائيل؟

قد يكون لدى الحزب من الخطط والمفاجآت ما يغير قواعد اللعبة، ونتمنى ذلك من كل قلوبنا، وقد يكون لديه رؤية تقوم على التأنى فى إظهار قوته والتعامل مع الموقف وفق نظرية مقتضى الحال.. ونحسب أن ذلك ربما يكون صحيحا. ولكن كل ما نامله، ونحن بمثابة القاعدين، أن لا يخيب الحزب، بعناصره التى تعد من القابضين على الجمر، ظنون الجماهير العربية به.

ورغم أن الوقت قد لا يكون هو أوان طرح مثل الأفكار والرؤى السابقة، إلا أنها تأتى بدافع الحرص على المقاومة، وألا تقود إلى خيبة أمل عربية كبيرة، وهو نوع من الحذر يعززه حالة التربص بها ليس من قبل الدولة العبرية، وإنما من قبل بنى جلدتنا فى تأكيد للمثل القائل اللهم اكفنى شر أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم!

فى نظرتنا التى تعكسها هذه السطور، نحاول أن نتسامى ونتجاوز تلك الحالة من الطائفية التى تتكثف الجهود لتعزيزها بشأن التمايز بين السنة والشيعة، ونحاول أن نتجاوز تلك الحالة من التمييز السياسى البغيض بين معارضة وموالاة لذلك النظام أم ذاك.. ففى الملمات الكبرى ليس هناك هذا ولا ذاك وإنما نوع من الاصطفاف وراء الهدف الذى يمثل ذروة سنام آمال الأمة وهو ردع العدو الإسرائيلى.

وإذا كان الشىء بالشىء يذكر، فإنه لمن المحزن والمخزى فى الوقت ذاته تلك الحملة المسعورة التى يلمسها المرء فى بعض منابرنا الإعلامية العربية وتنال من المقاومة اللبنانية، لحد إظهار نوع من الشماتة فى بعض ما يجرى لها، دون استيعاب لحقيقة أن الأمر لا يعكس ولن يعكس فى نهايته سوى جوهر المثل القائل بـ«أكلت يوم أكل الثور الأبيض»!

ولعل الأمر لا يتطلب كثير اجتهاد لإدراك مسيرة ما نصفه بـ«التعملق» الإسرائيلى، فلقد أتت تل أبيب على غزة وانقضت عليها كما الذئب على فريسته، ومارست قدرا من «الصبر الإستراتيجى» على مدار شهور لتبدأ النيل من حزب الله.. والحبل على الجرار.

ربما تحمل هذه الكلمات قدرا من المنطق، وربما تحمل من العاطفة ما هو أكثر، ولكن من المؤكد أنها تنظر للمستقبل بعين ثاقبة ربما فاقت تلك التى تمتعت بها زرقاء اليمامة ذات يوم!.. والله أعلم.

[email protected]

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق