30 عاماً من العمل المصرفي.. من هو ناجي عيسى محافظ مصرف ليبيا المركزي؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط انقسامات سياسية واقتصادية عميقة تمر بها ليبيا، وافق مجلس النواب الليبي بالإجماع على تعيين ناجي عيسى بلقاسم محافظًا لمصرف ليبيا المركزي. هذا القرار جاء بعد مفاوضات مكثفة وتوافق سياسي نادر بين الأطراف المختلفة في البلاد، مما جعل تعيين ناجي عيسى بمثابة خطوة هامة نحو استقرار القطاع المصرفي والمالي في ليبيا.

مسيرة مهنية مليئة بالإنجازات والتحديات

بدأ ناجي عيسى مسيرته المهنية في مصرف ليبيا المركزي في عام 1996، حيث شغل عدة مناصب مهمة في إطار تطوير السياسات المالية والنقدية في البلاد. بفضل خبرته الواسعة، التي تمتد لأكثر من 30 عامًا في القطاع المصرفي، أصبح ناجي عيسى واحدًا من الشخصيات البارزة في هذا المجال، واستطاع أن يحظى بتقدير واسع داخل وخارج ليبيا.
 

375.jpg
ناجي عيسى بلقاسم محافظًا لمصرف ليبيا المركزي

في ظل بيئة مالية غير مستقرة، ساهم ناجي عيسى في تطوير النظام المصرفي الليبي وإرساء أسس الاستقرار النقدي. من بين أبرز إنجازاته، كان له دور كبير في الحفاظ على استقرار الدينار الليبي في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية التي عصفت بالبلاد. عينه المحافظ السابق الصديق الكبير مستشارًا له، وتولى عيسى إدارة الرقابة على النقد والمصارف وإدارة الدراسات والبحوث في المصرف المركزي، وهي مناصب مكنته من التأثير بشكل كبير على السياسات النقدية في ليبيا.

توحيد القطاع المصرفي في وقت الأزمات

أحد أهم الإنجازات التي يُحسب لناجي عيسى هو توحيده للقطاع المصرفي بين شرق وغرب ليبيا، وهو إنجاز نادر في ظل الانقسامات السياسية والمؤسساتية العميقة التي شهدتها البلاد بعد اندلاع الحرب الأهلية. تمكن عيسى من عقد الجمعيات العمومية للمصارف بعد توقف دام أكثر من 15 عامًا، وأشرف على تعديل مجالس إدارة عدة مصارف كبرى مثل مصرف الجمهورية، ومصرف التجارة والتنمية، والمصرف التجاري الوطني.

هذا الدور المحوري الذي لعبه في إعادة توحيد القطاع المصرفي منحه دعمًا قويًا في الأوساط الاقتصادية والمصرفية، مما جعل منه مرشحًا توافقيًا لهذا المنصب الحساس.
 

مساهماته الدولية والإصلاحات المالية

لم يقتصر دور ناجي عيسى على الساحة المحلية فقط، بل امتد إلى الساحة الدولية أيضًا. فقد مثل ليبيا في العديد من المحافل الاقتصادية الدولية، بما في ذلك الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حيث عمل على تعزيز العلاقات الدولية لليبيا في القطاع المالي.

كما ساهم في إدخال مصرف ليبيا المركزي إلى "المنطقة البيضاء" في تصنيفات صندوق النقد الدولي، مما يعكس مدى التزامه بتطبيق معايير الشفافية والحوكمة. بالإضافة إلى ذلك، كان له دور بارز في تطوير نظام المدفوعات الإلكترونية في ليبيا، مما ساعد على تحسين كفاءة النظام المالي والمصرفي في البلاد.

التحديات المستقبلية التي تواجه ناجي عيسى

مع توليه قيادة مصرف ليبيا المركزي، يواجه ناجي عيسى تحديات كبيرة. من أبرز هذه التحديات هو الحفاظ على استقرار الدينار الليبي في ظل الضغوطات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، واستمرار حالة الانقسام السياسي التي تؤثر على المؤسسات الاقتصادية والمالية.

كما سيكون عليه العمل على تحسين بيئة الاستثمار وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الليبي من تدهور بسبب الصراعات الداخلية. إلى جانب ذلك، يبرز التحدي الكبير في تحقيق المزيد من الشفافية والإصلاحات التي تضع الاقتصاد الليبي على مسار الاستقرار والنمو.

هل يتمكن ناجي عيسى من إعادة الاستقرار المالي لليبيا؟

بفضل خبرته الطويلة في القطاع المصرفي ودوره المحوري في توحيد القطاع المصرفي بين الشرق والغرب، يُنظر إلى ناجي عيسى على أنه شخصية مؤهلة لقيادة ليبيا نحو استقرار مالي حقيقي. التحديات كبيرة، ولكن التوقعات مرتفعة بأن يتمكن عيسى من قيادة الإصلاحات الاقتصادية وإعادة بناء الثقة في القطاع المصرفي الليبي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق