تفاصيل جلسة مجلس الأمن: لبنان بين تنفيذ القرار 1701 واحتمالات التصعيد

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة الأوضاع في لبنان، حيث تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله في جنوب البلاد. أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لا تزال متمركزة في مواقعها على الحدود الجنوبية للبنان، رغم مطالبات إسرائيل بنقل مواقعها.

قال جوتيريش إن علم الأمم المتحدة ما زال يرفرف فوق مواقع قوات اليونيفيل، مؤكدًا أن "سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة في لبنان يجب أن تكون مضمونة من قِبل جميع الأطراف".

كما دعا جوتيريش إلى ضرورة تنفيذ القرار 1701 الصادر في عام 2006، والذي ينص على وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، مشيرًا إلى أن "كسر حلقة التصعيد أصبح الآن أمرًا ضروريًا لحماية الاستقرار في المنطقة".

فرنسا: أمن إسرائيل لا يتعارض مع السلام في لبنان

من جهته، أكد ممثل فرنسا لدى مجلس الأمن، نيكولاس دي ريفيير، أن بلاده تؤكد على ضرورة الحفاظ على أمن إسرائيل، ولكنه رفض بشدة أي عملية برية إسرائيلية محتملة في لبنان.

وشدد دي ريفيير على أهمية احترام القرار 1701، ودعا الأطراف كافة إلى تجنب اتخاذ أي خطوات تصعيدية من شأنها تأجيج الوضع المتوتر.

وأشار إلى أن استقرار لبنان هو جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة بأسرها، ودعا إيران إلى تجنب الإجراءات التي قد تؤدي إلى زعزعة الأمن.
 

بريطانيا تحذر من "تحول لبنان إلى غزة جديدة"

في هذا السياق، عبّرت ممثلة بريطانيا في مجلس الأمن، باربرا وودوارد، عن قلقها العميق من إمكانية تصاعد التوترات وتحول لبنان إلى "ساحة صراع جديدة تشبه غزة".

وودوارد أشارت إلى أن السلام هو الخيار الشجاع الذي يتعين على جميع الأطراف اتخاذه، مؤكدة أن "اتساع رقعة الصراع في المنطقة لن يكون في مصلحة أي طرف".

كما دعت وودوارد إلى عدم السماح للبنان بالانزلاق إلى دوامة الحرب، مشيرة إلى أن الجهود الدولية يجب أن تركز على حماية المدنيين ومنع وقوع مزيد من الكوارث الإنسانية.

الولايات المتحدة: "إيران والحرس الثوري هما المشكلة"

من جانبها، صعّدت الولايات المتحدة من لهجتها تجاه إيران، حيث شددت ممثلتها في مجلس الأمن، ليندا توماس جرينفيلد، على أن الوقت قد حان لمحاسبة إيران على دعمها المستمر لوكلائها في المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان.

وأشارت جرينفيلد إلى أن "الدعم الإيراني لحزب الله والفصائل المسلحة الأخرى تسبب في تفاقم أزمات لبنان وغزة"، مؤكدة أن "الصمت الدولي تجاه هذه التدخلات يعزز جرأة الحرس الثوري الإيراني على مواصلة هجماته".

وطالبت جرينفيلد المجتمع الدولي باتخاذ خطوات حازمة لوقف تدخلات إيران، داعية إلى تحميل الحرس الثوري المسؤولية عن زعزعة استقرار المنطقة.

خلفية النزاع المتجدد في جنوب لبنان

شهد جنوب لبنان على مدى السنوات الماضية هدوءًا نسبيًا منذ انتهاء حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل، والتي أسفرت عن تعزيز دور قوات اليونيفيل كعنصر رئيسي لضمان تطبيق وقف إطلاق النار والحفاظ على الاستقرار.

لكن الأحداث الأخيرة وتزايد الاحتكاكات الحدودية، بجانب التدخلات الإقليمية المتنامية، أضافت ضغوطًا كبيرة على الساحة اللبنانية، وسط مخاوف دولية من تحول البلاد إلى ساحة مواجهة جديدة.

القرار 1701 الذي صدر بعد حرب 2006، ينص على وقف كامل للأعمال العدائية، ووضع حد لأي انتهاكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إلا أن عدم تنفيذ هذا القرار بشكل كامل أدى إلى استمرار التوترات، في ظل تصاعد التحذيرات من مواجهة شاملة.

الخطوات القادمة: بين الدبلوماسية والتصعيد العسكري

يشير المراقبون إلى أن الخيارات المتاحة أمام المجتمع الدولي باتت ضيقة، حيث يتزايد القلق من انزلاق الأوضاع نحو تصعيد خطير.

تظل الدعوات إلى تنفيذ القرار 1701، ومطالبة الأطراف الإقليمية بالامتناع عن دعم الفصائل المسلحة، محور التحركات الدبلوماسية في المرحلة المقبلة.

لكن في ظل المشهد الحالي، يبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدولية في تفادي اندلاع نزاع جديد، أم أن لبنان سيجد نفسه مجددًا في قلب عاصفة الصراع الإقليمي؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق