من المتوقع أن تشهد سعة تخزين البطاريات في ألمانيا زيادة هائلة بنسبة تصل إلى 500% في غضون عامين فقط، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتستند الزيادة المتوقعة بمقدار 5 أضعاف، التي أعلنتها جمعية صناعة الطاقة الشمسية الألمانية (BSW-Solar)، إلى تحليل حديث للسوق أجرته شركة الاستشارات إنيرفيس (Enervis).

ويُعد التوسع في أنظمة التخزين الكبيرة مدفوعًا في المقام الأول بالديناميكيات المتزايدة لسوق الكهرباء والفارق في الأسعار بين أسعار الكهرباء المنخفضة والعالية في البورصة.

ويجعل نموذج العمل هذا من الممكن لأنظمة التخزين تحويل الطاقة الشمسية الرخيصة من أوقات الإنتاج المرتفع إلى أوقات الطلب المرتفع على الكهرباء دون إعانات إضافية، وفقًا لجمعية صناعة الطاقة الشمسية.

تخزين البطاريات في ألمانيا

وفقًا لتحليل السوق، ستُضاف نحو 7 غيغاواط/ساعة من سعة التخزين الجديدة إلى سعة الـ1.8 غيغاواط/ساعة المثبتة حتى الآن في مرافق التخزين الكبيرة (أكبر من 1 ميغاواط من السعة المتصلة) بحلول عام 2026.

بالإضافة إلى أكثر من 1.5 مليون نظام تخزين منزلي وتجاري مثبت بالفعل، ستؤدي أنظمة تخزين البطاريات الكبيرة دورًا متزايد الأهمية في دمج الطاقة الكهروضوئية في نظام الكهرباء، وفقًا لجمعية صناعة الطاقة الشمسية الألمانية.

وقد ثُبِّتَ بالفعل أكثر من 80% من أنظمة الأسقف الشمسية الكهروضوئية الأصغر حجمًا بالاشتراك مع تخزين البطاريات، بحسب ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).

كما رُكِّبَ ما مجموعه 1.51 مليون نظام تخزين منزلي بسعة 13 غيغاواط/ساعة بحلول نهاية النصف الأول من عام 2024.

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك 1.1 غيغاواط/ساعة من سعة تخزين البطاريات التجارية و1.8 غيغاواط/ساعة من سعة التخزين واسعة النطاق.

في المجموع، رُكِّبَ ما يقرب من 16 غيغاواط/ساعة من سعة التخزين بحلول نهاية النصف الأول من عام 2024، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

إمكانات غير مستغلة

أوضح المدير العام لجمعية صناعة الطاقة الشمسية الألمانية كارستن كورنيغ: "إن التغذية بسعر مخفض لإنتاج متزايد من الطاقة الشمسية تجعل تخزين الكهرباء الأرخص بشكل متزايد نموذجًا تجاريًا مثيرًا للاهتمام".

وتابع: "إن إضافة مرافق تخزين البطاريات الكبيرة ستساعد في دمج التوسع السريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في نظام الكهرباء بشكل أفضل".

وأكد كورنيغ أنه بالإضافة إلى التخزين المنزلي والتجاري، لا تزال هناك إمكانات كبيرة في التخزين واسع النطاق يتعين استغلالها؛ إذ يجب توسيع تخزين البطاريات واسع النطاق بسرعة أكبر بوصفه مكملًا نظاميًا مثاليًا للطاقة الشمسية وطاقة الرياح من أجل جعل العرض أكثر اتساقًا وموثوقية.

وأضاف أن هذا من شأنه أن يجعل من الأسهل تنسيق توليد واستهلاك الكهرباء وتجنب ذروات التوليد التي تضع ضغطًا على الشبكة.

ويجب أن يكون الهدف هو الاستفادة بشكل معقول من ذروة توليد الكهرباء من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مع المستهلكين، وتخزين البطاريات وأجهزة التحليل الكهربائي، بدلًا من مجرد التنظيم، وفقًا لكورنيغ.

استثمارات جديدة

في سياقٍ آخر، تخطط شركة الطاقة السويدية فاتنفول (Vattenfall) لبناء 300 ميغاواط من تخزين البطاريات إلى جانب 500 ميغاواط من الطاقة الشمسية الجديدة في ألمانيا سنويًا في المستقبل، وترى إمكانات في التطوير المشترك لهذين النوعين من المرافق.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تعتزم فاتنفول القيام باستثمارات واسعة النطاق في أعمال البطاريات واسعة النطاق خلال السنوات المقبلة، مع التركيز على أنشطة التطوير وتسويق الكهرباء من تخزين البطاريات.

بينما يأتي نحو 39% من الكهرباء حاليًا من توليد يعتمد على الطقس، فقد يرتفع هذا إلى 73% بحلول عام 2035، ما يتطلب المزيد من استقرار الأسعار وأمن العرض، حسبما قالت الشركة.

ترى فاتنفول أيضًا فرصًا في تسويق الكهرباء من البطاريات واسعة النطاق في تجارة الطاقة؛ إذ ستستعمل الشركة أنظمة تخزين خاصة بها بالإضافة إلى البطاريات المتعاقد عليها.

بشكل عام، تخطط فاتنفول لوضع ما يصل إلى 1.5 غيغاواط من سعة البطاريات واسعة النطاق في سوق الكهرباء في السنوات المقبلة، وفق ما نقلته منصة "رينيوبلز ناو" (Renewables Now).

وبحسب تقديرات وكالة الشبكة الفيدرالية؛ فإن تخزين البطاريات على نطاق واسع في ألمانيا قد يوفر سعة مثبتة تتراوح بين 43 و54 غيغاواط بحلول عام 2045 مقارنةً بـ7 غيغاواط حاليًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..