نشطاء بيئيون يبادرون إلى إعادة توطين نسر "الجريفون" بشمال المغرب

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أفرجت الجمعية المغربية لحماية الطيور والحياة البرية (AMPOVIS) عن نتائج حديثة للبرنامج الذي انخرطت في تنزيله منذ سنة 2020، تخص مجهودات حماية النسر الأكلف أو “الجريفون” المهدد بالانقراض على المستوى الوطني.

وكشفت “AMPOVIS” ضمن إفادة لها بهذا الخصوص أنه “بفضل البرنامج الوطني الذي يهم إعادة توطين هذا الصنف بشمال المملكة، تم الوصول إلى تفريخ اثنين من فراخ نسور الجريفون في البرية، وذلك بعدما تمت مراقبة اثنيْن من الأزواج من هذا الطير عن كثب”.

ولفتت الجمعية إلى أن هذا “البرنامج نجح في الوصول إلى نتائج مهمة، حيث سبق أن سجّلنا السنة الماضية تفريخ طائر من قبل زوج نسور الجريفون، في حين تم خلال هذه السنة تسجيل تكاثر زوجين؛ الأول بمركز جبل موسى، والثاني بنواحي تطوان، مما جعلنا نكون أمام ثلاثة صغار لنسور الجريفون بين السنة الماضية وهذه السنة”.

كما أشارت إلى أن “عملية التزاوج ووضع البيض تمت ما بين شهري فبراير وماي الماضيين، في وقت تم تزويد الزوج الذي قام بالتفريخ بنواحي تطوان بأجهزة [جي بي إس] من أجل متابعة تنقله بشكل دقيق، في حين إن الزوج المتواجد بجبل موسى لم يتم تطبيق العملية نفسها عليه”.

وذكرت الجمعية المشرفة على هذه العملية إلى جانب المصالح الغابوية الوطنية، أن “الزوجين اللذين تم الاستثمار فيهما في هذا الإطار تم جلبُهما من حديقة للحيوانات بمدينة المحمدية في سنة 2020، وذلك بغرض الدفع بعملية إعادة تأهيل هذا النوع من الطيور على مستوى مركز جبل موسى تحديدا بشمال المملكة”.

بحسب المصدر ذاته، فإن “النتائج تعتبر مشجعة في هذا الصدد وتدل على نجاح البرنامج على المدى الطويل، وتُبيّن كذلك منسوب المرونة لدى نسور الجريفون في التأقلم والتكيف مع بيئتها الجديدة، بينما تساهم المبادرات في هذا الإطار في حماية هذه الأصناف من الانقراض”، موردة أن “مبادرة توطين نسر الجريفون هذه يمكن أن تتم كذلك بمناطق أخرى من المملكة”.

في هذا السياق، قال رشيد الخمليشي، رئيس الجمعية سالفة الذكر: “اليوم نحن نحصد نتائج الانخراط في برنامج تأهيل نسور الجريفون وإعادة توطينها بمناطق محددة من المملكة منذ سنة 2020، إذ يظهر أن عملية التكاثر تأخذ وقتا، على اعتبار أن هذه العملية لا تبدأ عند الزوج إلا إذا كان عمره أربع سنوات”.

وأضاف الخمليشي، في تصريح لهسبريس، أن “البرنامج إلى حدود الساعة مكننا من ثلاثة صغار لهذه الفصيلة من النسور، حيث كُنّا في بعض الأحيان أمام محاولات غير ناجحة بعدما لم تتم عملية التفريخ بشكل طبيعي. فالمنخرطون في هذا المشروع يستثمرون في الأعداد المتوفرة من النسور نفسها بغرض حمايتها من الانقراض، بعدما كانت قد انقرضت في الثمانينات من القرن الماضي”.

وقال: “لدينا هذه السنة عمليتان من التكاثر؛ واحدة بمنطقة جبل موسى والثانية بنواحي تطوان، بمعنى أن لدينا اثنيْن من الفراخ الجدد في ظرف سنة واحدة، وهو أمر مهم إذا ما استحضرنا الصعوبات التي تعرفها هذه العملية، والأهمية التي تنطوي عليها أي مبادرة في هذا الصدد”.

المسؤول ذاته ذكر أن “مدة الحضانة لوحدها تستغرق تقريبا 55 يوما، في حين إن الفرخ الجديد لا يمكنه الطيران إلا إذا كان عمره تقريبا 3 أشهر”، موضحا أن فلسفة اعتماد جهاز المراقبة عن بعد لفائدة الزوج الذي تكاثر بنواحي تطوان ترتبط بضرورة مراقبة تحركاته ومعرفة كل جديدة عنه، عكس الزوج الثاني الذي يوجد لدينا بجبل موسى”.

تجدر الإشارة إلى أن النسر الأكلف بالمغرب يعتبر فصيلة نادرة من الطيور، وقد برزت مبادرات رسمية منذ سنوات تروم حماية هذا النسر من الانقراض ودعم تكاثره، إلى درجة أن القضاء دخل على خط واقعة التنكيل بطائر من هذه الفصيلة في سنة 2017 بمدينة الفنيدق من طرف شبان، وذلك بعدما تم إطلاقه من قبل مصالح المياه والغابات وقتها على مستوى محمية جبل موسى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق