مدينة طنجة تلم شمل صناع الأفلام والنقاد والجمهور في "عرس السينما"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تستعد مدينة طنجة لاستقبال دورة جديدة من المهرجان الوطني للفيلم، ستنطلق فعالياتها يوم الجمعة القادم. ويمثل هذا الحدث الثقافي الكبير فرصة للاحتفاء بالسينما المغربية، ويعد مناسبة تجمع صناع الأفلام، النقاد، والجمهور، في جو من التفاعل والحماس.

ومن المتوقع أن يعزز المهرجان الهوية السينمائية المغربية، وسط تطلعات عديدة إلى النهوض بالفن السابع المغربي، حيث ستقدم مجموعة من الأفلام التي تعكس التنوع الثقافي والاجتماعي للمغرب؛ كما يسعى العديد من المخرجين من خلاله إلى إبراز قصص جديدة تعكس الواقع المغربي، ما يمنح الجمهور فرصة لاستكشاف مواضيع محورية وبارزة.

الناقد السينمائي المغربي والكاتب عبد الكريم واكريم قال إنه “رغم غياب بعض الأفلام التي من المفروض أنها جاهزة للعرض وتم الانتهاء من إنجازها، نظرا لطموح أصحابها إلى المشاركة بها في مهرجانات دولية تتطلب العرض الأول عالميا، أو اختيارها فعلا للمشاركة، كالفيلمين الأخيرين لخولة أسباب بن عمر، وداوود أولاد السيد، اللذين سيمثلان المغرب في مهرجان القاهرة السينمائي، وفيلم نبيل عيوش الذي سيشارك في مهرجان الجونة، إلا أن الأسماء الحاضرة تعد بدورة واعدة ستشتد فيها المنافسة”.

وتابع واكريم، في تصريح لجريدة هسبريس، بأنه شاهد أكثر بقليل من نصف الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل، مبرزا أن “حضور فوزي بنسعيدي بفيلمه ‘الثلث الخالي’، وكمال لزرق بفيلمه ‘عصابات’، والشريف الطريبق بفيلمه ‘مذكرات، سيشكل الفارق”، إضافة إلى أفلام لم يشاهدها بعد لكنه ينتظر من مخرجيها الكثير، كفيلم “وحده الحب” لكمال كمال.

وأضاف الناقد المغربي أن “كل ما سبق لا يعني أن هذه الدورة لن تخلو من مفاجآت، خصوصا من طرف المخرجين والمخرجات الذين يشاركون بأفلامهم الأولى، كليلى التريكي بفيلمها ‘وشم الريح’ على سبيل المثال، إضافة إلى منافسة الفيلم الوثائقي الطويل الذي يظهر فيه فيلم ‘كذب أبيض’ لأسماء المدير وكأنه حصان السباق الرابح الذي تصعب منافسته، كونه تفوق في المحافل الدولية ونال جوائز بها، ولكونه فيلما استثنائيا”، وواصل: “هذا لا يعني أن هذه الدورة من المهرجان الوطني لا تخبئ لنا مفاجآت في هذا السياق، خصوصا أن مستوى الفيلم الوثائقي المغربي عرف تطورا ملحوظا في السنوات القليلة الماضية”.

وبخصوص الفيلم القصير أشار المتحدث ذاته إلى أن “أغلب الأسماء المشاركة هي أسماء شابة ستضخ دماء جديدة في السينما المغربية”، موضحا أنه حسب الأفلام التي شاهدها فسيكون المستوى الفني جيدا والمنافسة محتدمة، “فأفلام كـ’ذاكرة النسيان’ للهواري غباري و’لي’ لانتصار الأزهري، و’أنين صامت’ لمريم جبور، وأفلام أخرى لمخرجين أبانوا عن مستوى لا بأس به سابقا، كلخضر الحمداوي، ستنافس حتما”؛ مع انتظار مفاجآت ضمن الأسماء الجديدة والأفلام التي لم تتح له فرصة مشاهدتها بعد.

وفي ختام تصريحه لهسبريس قال الناقد عبد الكريم واكريم إنه على العموم فمن خلال ما شاهده “تبدو السينما المغربية في أفضل حالاتها، خصوصا إذا تمت مقارنتها بنظيراتها العربية والإفريقية”، وزاد: “المهرجان الوطني للفيلم بطنجة هو موعدها السنوي الرئيسي الذي من خلاله يمكن الحكم على هذا التطور الذي تشهده الساحة السينمائية، وتم التمهيد له والبناء له منذ مدى طويل خلال الفترة التي تقلد فيها الراحل نور الدين الصايل مقاليد وزمام المركز السينمائي المغربي”.

من جهته قال المخرج المغربي حسين حنين، رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، إنه كان أمس في مدينة طنجة لأغراض مهنية، ولفت انتباهه مستوى التحضيرات الجارية للمهرجان الوطني للفيلم، مضيفا أنه فوجئ بالإعدادات التي “ترقى إلى معايير عالمية، حيث من المنتظر أن يكون حفل الافتتاح بحجم لم يشهد من قبل في طنجة، مع لمسات تستحضر أجواء مهرجانات كبرى، مثل كان وبرلين”.

وتابع حنين، في تصريح لهسبريس، بأن “المهرجان خلال هذه الدورة سيقدم أنشطة سينمائية جديدة وغير مسبوقة على مستوى دوراته السابقة”، مضيفا أن “المركز السينمائي المغربي أعاد تنظيم النسخة الرابعة من مسابقة ‘Pitch’، ضمن فعاليات الدورة الـ24 للمهرجان، التي ستتضمن مجموعة من الأنشطة الجديدة التي تأتي في إطار السياسة السينمائية الجديدة التي تهدف إلى تعزيز وتطوير القطاع السينمائي في المغرب”.

وعن التطلعات التي يترقبها المشهد السينمائي المغربي في دورة جديدة من واحد من أقدم المهرجانات الوطنية قال المتحدث ذاته إن “الأسماء المشاركة هذا العام تعكس مستوى عاليا من التميز والتنوع في السينما المغربية، إضافة إلى حضور واضح لمخرجين ذوي خبرة كبيرة، ما يعزز من مكانة المهرجان ويمنحه ثقلاً فنيا، خاصة مع تجاربهم الراسخة ومشاركاتهم السابقة في المهرجانات الوطنية والدولية”، مبرزا أن “هذه الأسماء المخضرمة تعد من رواد السينما المغربية، وتأتي مشاركاتها لتؤكد استمرارية إسهامها في تطوير هذه الصناعة”.

كما أشار الحسين حنين إلى أنه “في مقابل ذلك هناك عدد من المخرجين الشباب الذين يقدمون أعمالا جديدة ومبتكرة، ما يظهر مدى قوة جيل جديد من السينمائيين الطموحين، في مزيج بين الأسماء الراسخة والصاعدة يعكس حيوية وتطور السينما المغربية، ويعد بإنتاجات متنوعة تجمع بين الخبرة والإبداع”.

وخلص المخرج المغربي إلى أن “المستوى العام للأسماء المشاركة يعزز التوقعات بأن هذا العام سيكون مليئاً بأعمال سينمائية تستحق متابعتها والاحتفاء بها”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق