زيادة الانتشار الأمريكي بالشرق الأوسط.. أمن أم استغلال؟

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
1

منذ اندلاع الصراع بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، اتخذت الولايات المتحدة خطوات لتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط.

وفي إطار هدفها المعلن بـ”حفظ استقرار المنطقة ومنع توسع الصراع”، أعلنت واشنطن استعدادها لنشر المزيد من القوات والأصول العسكرية في المنطقة، مؤكدة على احتفاظها بقوات جاهزة عالمياً لتعزيز موقف “الردع”.

تعديل الموقف العسكري

في رسالة وجهها إلى الكونجرس، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن تعديل الموقف العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط لحماية القوات الأمريكية ودعم أمن إسرائيل ضد التهديدات الإيرانية، وذكر أن القوات الأمريكية ساهمت في الدفاع عن إسرائيل في الهجمات الإيرانية في أبريل وأكتوبر 2024.

وقرر تمديد مهمة مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن”، مع نشر مقاتلات الجيل الخامس ومدمرات مضادة للصواريخ الباليستية في المنطقة، كما أمر بايدن بنشر منظومة “ثاد” الدفاعية في إسرائيل، مؤكداً أن هذا الإجراء مبرر لحماية المصالح الأمريكية.

تعزيزات عسكرية

في اليوم التالي لهجوم السابع من أكتوبر، أرسلت الولايات المتحدة مجموعة حاملة الطائرات “جيرالد فورد” إلى شرق البحر المتوسط، وهي أكبر حاملة طائرات في العالم، إلى جانب طراد الصواريخ “نورماندي” وعدة مدمرات. وتعد هذه السفن المقاتلة متعددة المهام جزءًا من استراتيجية الدفاع الصاروخي الباليستي للأسطول.

ومع تصاعد التوترات وعمليات المساندة التي نفذها حزب الله شمال إسرائيل، بالإضافة إلى التحضير لعملية برية إسرائيلية في غزة، أرسلت الولايات المتحدة في 14 أكتوبر مجموعة حاملة الطائرات “أيزنهاور” للانضمام إلى “جيرالد فورد” في شرق البحر المتوسط. وتهدف هذه التعزيزات إلى “ردع أي أعمال عدائية ضد إسرائيل أو توسيع الحرب”.

وتحسباً لأي هجمات على القواعد الأمريكية العسكرية، قامت الولايات المتحدة في 21 أكتوبر بنشر بطاريات الدفاع الصاروخي “ثاد” و”باتريوت” في مواقع مختلفة في الشرق الأوسط، وتهدف هذه الأنظمة الدفاعية إلى إسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى. ووصف البنتاغون هذه التعزيزات بـ”الزيادة السريعة بشكل استثنائي” في ظل التصعيد العسكري في المنطقة.

عملية حارس الازدهار

بعد الهجمات التي شنتها الجماعات الحوثية المدعومة من إيران على السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر، أطلقت الولايات المتحدة عملية “حارس الازدهار”، وهي مبادرة أمنية متعددة الجنسيات تهدف إلى حماية حرية الملاحة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ساهمت مجموعة حاملة الطائرات “أيزنهاور” في حماية السفن التجارية من الهجمات الحوثية غير القانونية.

وفي وقت مبكر من عام 2024، سحبت وزارة الدفاع الأمريكية حاملة الطائرات “جيرالد آر فورد” من البحر الأبيض المتوسط، لتحل محلها مجموعة حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت”، وعلى الرغم من مرور عشرة أشهر على الحرب في غزة، لا تزال الولايات المتحدة تعتزم إجراء تغييرات إضافية على وضعها الدفاعي في المنطقة، بما في ذلك نشر مدمرات وطرادات إضافية وسرب مقاتلات لتعزيز الدفاع عن إسرائيل.

تزايد التوترات

أمرت الولايات المتحدة بإرسال حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” إلى المنطقة بعد اغتيال قادة من حزب الله وحماس، بما في ذلك فؤاد شكر. وتواصل مجموعة “واسب” البرمائية تأمين وجود وحدات مشاة البحرية في شرق المتوسط.

مع تصاعد الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل، خصوصاً بعد اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، أبحرت حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” بالإضافة إلى مدمرتين وطراد باتجاه الشرق الأوسط. وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن الولايات المتحدة زادت من جاهزية قواتها خلال الأيام الأخيرة، مع استمرار تعزيز الوجود العسكري الأمريكي لحماية المصالح الإقليمية ومنع توسع الصراع.

الدكتور أحمد العناني

الدكتور أحمد العناني

تعديل الموقف العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط

من جانبه، قال المحلل السياسي، الدكتور أحمد العناني، إن التواجد الأمريكي المتزايد في المنطقة بعد أحداث السابع من أكتوبر يأتي لعدة أسباب وسيناريوهات، أهمها التخوف الأمريكي من اندلاع حرب شاملة قد تؤثر بشكل مباشر على القواعد الأمريكية الموجودة في المنطقة، وخاصة في العراق. فمنذ فترة طويلة، تتعرض القواعد الأمريكية مثل قاعدة عين الأسد والأنبار إلى استهدافات متكررة، وكذلك قاعدة التنف في سوريا، التي تعد من القواعد المهمة للوجود الأمريكي.

وأضاف العناني في تصريحات خاصة لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، أن هذه القواعد تعد أهدافاً محتملة للهجمات، خاصة بعد السابع من أكتوبر حيث تعرضت المصالح الأمريكية لاستهداف مباشر من بعض الأطراف، بالإضافة إلى ذلك، استهدف الحوثيون المصالح الأمريكية في البحر الأحمر، كما قامت فصائل محسوبة على الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران باستهداف قوات أمريكية في العراق.

التوسعات العسكرية الأمريكية وأهدافها

قال العناني إن هذه التهديدات دفعت الولايات المتحدة إلى توسيع وجودها العسكري وتعزيز تسليحها بشكل كبير، خاصة في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. هذا التوسع يأتي ضمن سيناريو تهدف من خلاله الولايات المتحدة إلى حماية مصالحها في المنطقة بشكل عام، ومصالحها الأمنية والعسكرية بشكل خاص.

وأما السيناريو الثاني، وفقًا للدكتور العناني، فهو مرتبط بحماية أمن إسرائيل، حيث يشدد كل من الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة على ضرورة حماية إسرائيل وضمان أمنها. ويأتي الدليل على ذلك من خلال إرسال مقاتلات وحاملة الطائرات “إيزنهاور” إلى شرق المتوسط، خاصة بعد الضربة الإيرانية التي استهدفت إسرائيل كرد فعل على استهداف السفارة الإيرانية في دمشق.

التكتيكات العسكرية الأمريكية لمواجهة إيران

أضاف العناني أن الضربة الإيرانية جاءت بعد تمركز القوات الأمريكية وحاملات الطائرات في المنطقة، التي لعبت دوراً كبيراً في إسقاط العديد من الصواريخ الباليستية الإيرانية. وهذا ما أدى إلى زيادة التخوف الأمريكي وتوسيع تكتيكاتها العسكرية لحماية إسرائيل وتقويض النفوذ الإيراني.

وأوضح الدكتور العناني أن التكتيك العسكري الأمريكي في المنطقة يعتمد على حماية إسرائيل والعمل على الحد من القوة العسكرية الإيرانية. هذا التكتيك يستند إلى العلوم العسكرية ويهدف إلى مواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة.

وفيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية لإيران بعد مقتل إسماعيل هنية، أشار العناني إلى أن هناك احتمالاً كبيراً بأن يدرس المجلس العسكري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية. وإذا حدث ذلك، فإن الرد الإيراني لن يكون معتدلاً، خاصة وأن إيران تمتلك صواريخ باليستية قادرة على الوصول إلى تل أبيب. وأوضح العناني أن بعض منظومات الدفاع مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود قد لا تتمكن من التصدي للصواريخ الإيرانية المتطورة.

منظومة ثاد

قال العناني إن إيران لن تلجأ إلى استخدام صواريخها الباليستية إلا في حالة تعرض منشآتها النووية أو النفطية لهجوم، حيث تعتبر تلك المنشآت خطاً أحمر، وإذا تم تجاوزه فإن الرد الإيراني سيكون أقوى بكثير مما كان عليه في السابق.

في الختام، أكد الدكتور العناني أن الولايات المتحدة زادت من وجود قواتها في المنطقة، سواء في قاعدة التنف في سوريا أو في مناطق أخرى مثل مزارع شبعا والمناطق الشمالية من إسرائيل، كما تم نصب منظومة “ثاد” المتطورة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية. وأوضح أن كل هذه التحركات تأتي ضمن إطار تعزيز التواجد العسكري وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة، بالإضافة إلى حماية أمن إسرائيل.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق