هاريس وترامب.. سباق على أصوات العرب في ولايات متأرجحة

الشروق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


نشر في: السبت 19 أكتوبر 2024 - 10:11 ص | آخر تحديث: السبت 19 أكتوبر 2024 - 10:11 ص

يحاول المرشحان للرئاسة الأمريكية، الديمقراطية كمالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، كسب دعم الناخبين العرب الأمريكيين من خلال أنشطة في ميشيغان، لتأمين الفوز في ولاية متأرجحة قد تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل.

وزار ترامب مكتب حملته في بلدة هامتراك، وهي واحدة من المدن القليلة التي تتمتع بأغلبية مسلمة في البلاد، ورافقه هناك عمدة المدينة، أمير غالب، وهو ديمقراطي لكنه أعلن مؤخرا تأييده لترامب، ومن جهة أخرى دعم ثلاثة من أعضاء مجلس المدينة هاريس، بحسب شبكة "الحرة" الإخبارية.

وتعد ميشيغان واحدة من ثلاث ولايات يطلق عليها ولايات "الجدار الأزرق" إلى جانب بنسلفانيا وويسكونسن، وستساعد في تحديد الانتخابات، ويسعى ترامب وهاريس إلى جذب العمال النقابيين والناخبين السود بينما كانا يعملان على جميع الجبهات للحصول على الدعم.

وقالت هاريس "إنها انتخابات للرئاسة، لا ينبغي أن تكون سهلة لأي شخص. هناك قضايا مهمة جداً قيد النقاش".

ديفيد بلوف، أحد كبار مستشاري حملة هاريس أوضح لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، إنه يعتقد أن جميع الولايات المتأرجحة لا تزال في المنافسة، لكن المفتاح هو التركيز على مجموعات محددة من الناخبين.

وأضاف: "سنعتبر كل مجموعة وكأنها ناخب متأرجح. سنقاتل من أجل كل صوت".

ترامب من جهته حاول الاستفادة من الإحباط تجاه هاريس بسبب دعم الولايات المتحدة للهجوم الإسرائيلي في غزة وغزو لبنان، بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وعقد حلفاؤه اجتماعات لعدة أشهر مع قادة المجتمع في ميشيغان، التي تضم عددًا كبيرًا من الأمريكيين العرب، سيما حول ديترويت. وعندما سُئل عن تأييد عمدة هامترامك، قال ترامب: "لدي الكثير من التأييد من الأمريكيين العرب".

وذكر ترامب إنه لا يعتقد أن المجتمع العربي الأمريكي سيصوت لهاريس "لأنها لا تعرف ما تفعله"، بحسب قوله.

والجمعة، أيد 52 أمريكيًا لبنانيًا هاريس ونائبها، حاكم مينيسوتا تيم والتز، قائلين في رسالة إن صوت مجتمعهم "سيُسمع" تحت قيادتهم.

لكن هاريس واجهت أيضًا متظاهرين يحتجون على الدعم الأمريكي لإسرائيل في النزاع. فخلال اجتماع مغلق يوم الخميس مع الطلاب في جامعة ويسكونسن-ميلووكي، وبينما كانت تخبر الطلاب بأنها مهتمة بهم، قاطعها أحد المتظاهرين قائلاً: "وأيضًا في الإبادة الجماعية، أليس كذلك؟ مليارات الدولارات في الإبادة الجماعية؟".

وتم إخراج المتظاهر في النهاية بواسطة شرطة الجامعة.

وأعلن بعض الأمريكيين البارزين من أصل لبناني الجمعة تأييدهم للمرشحة الديمقراطية للرئاسة كاملا هاريس في رسالة قالوا فيها إن الولايات المتحدة كانت تدعم لبنان "بشكل كبير" في ظل إدارة بايدن وإنهم يتوقعون دعما إضافيا إذا فازت هاريس في نوفمبر.

تأتي الرسالة في ظل الهجمات الإسرائيلية المستمرة على لبنان والتي أسفرت عن استشهاد 2418 شخصا على الأقل على مدار عام، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية، مع نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص.

ومن بين الموقعين على الرسالة أعضاء الكونجرس السابقين دونا شلالا وتوبي موفيت وراي لحود وزير النقل السابق في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما بالإضافة إلى أكاديميين ورؤساء تنفيذيين ومستثمرين.

في انتخابات 2020، ساهمت أصوات العرب والمسلمين بشكل حاسم في فوز بايدن في تلك الولايات. وكان لنسبة الإقبال المرتفعة والدعم للمرشحين الديمقراطيين بين هذه المجتمعات دور محوري في ولايات مثل ميشيجان، حيث كان هامش النصر ضئيلا بين بايدن وترامب.

ولدى الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين اهتمامات سياسية محددة تؤثر على سلوكهم الانتخابي. وتشمل القضايا الرئيسية السياسة الخارجية، وخاصة علاقات الولايات المتحدة مع دول الشرق الأوسط، والتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فضلا عن القضايا الداخلية مثل الحقوق المدنية، والهجرة، ومكافحة الإسلاموفوبيا.

يقول خبراء الانتخابات في أمريكا إن أصوات العرب والمسلمين مهمة في تحديد نتيجة انتخابات 2024. وإنه يتعين على هاريس وترامب أن ينتبها إلى هموم وأولويات هذه المجتمعات لضمان دعمهم وضمان إقبال كبير من الناخبين.

في الانتخابات التمهيدية لولاية ميشيجان التي جرت في 27 فبراير الماضي، صوت أكثر من 100 ألف من سكان الولاية، أي 13 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين بخيار "غير ملتزم" أو " uncommitted". ومن خلال هذا الخيار، فإن الناخبين يشيرون إلى أن الديمقراطيين يخاطرون بخسارة أصوات الأمريكيين العرب والمسلمين في الولاية التي تمثل ساحة معركة رئيسية في الانتخابات الرئاسية.

ووفقا للمعهد العربي الأمريكي، فإن ربع الأمريكيين العرب فقط، وعددهم 3.7 مليون نسمة، مسلمون والغالبية العظمى منهم هم في الواقع مسيحيون. ومع ذلك يمكن لأصوات العرب والمسلمين، التي تشكل حوالي 1 بالمئة من إجمالي الناخبين في الولايات المتحدة، أن تحسم النتائج في بعض الولايات التي تعتبر مفتاحية ومهمة.

وكان عدد من العرب الأمريكيين والمسلمين تخلوا عن الحزب الديمقراطي بسبب دعم إدارة بايدن لإسرائيل في حربها على حماس في قطاع غزة. وأحجم بعض العرب الأمريكيين والمسلمين عن تأييد هاريس، بينما يدعم آخرون منافسها الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، أو جيل شتاين مرشحة حزب الخضر.

جيل شتاين، المرشحة عن حزب الخضر للرئاسة الأمريكية، قالت الأحد، إن الغضب واسع النطاق بين الأميركيين من أصل عربي والمسلمين بسبب دعم واشنطن لحربي إسرائيل في قطاع غزة ولبنان قد تكلف كاملا هاريس الانتخابات الرئاسية.

وتشهد شتاين تزايد الدعم لها بين الأمريكيين من أصل عربي والمسلمين في ولايات تنافسية، مثل ميشيغان وأريزونا وويسكونسن، حيث يوجدون بأعداد كبيرة ساعدت في دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تحقيق انتصارات بفارق طفيف في انتخابات 2020.

ولم تعلق حملة هاريس بعد على تصريحات شتاين لكنها تسعى إلى تهدئة مخاوف هؤلاء الناخبين.

وتؤثر القضية الفلسطينية على مواقف الناخبين الأمريكيين، خاصة العرب والمسلمين. وأظهر استطلاع للرأي أن الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين الغاضبين من الدعم الأمريكي للحرب في غزة يتحولون من تأييد نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية هاريس، إلى دعم شتاين، بأعداد قد تحرم المرشحة الديمقراطية من الفوز في ولايات حاسمة ستحدد مصير انتخابات الرئاسة في الخامس من نوفمبر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق