تحظى قضية قراءة الأبراج باهتمام واسع في المجتمع الإسلامي، وهي موضوع يثير جدلاً كبيرًا بين المسلمين نتيجة لتعدد الآراء حولها،ومع تزايد تأثير العرافين والمنجمين في الفترة الأخيرة، أصبح هناك ضرورة ملحة لتوضيح الحكمة الشرعية حول هذا الموضوع،خصوصًا أن الكثير من الناس يميلون إلى الاطلاع على توقعات الأبراج كنوع من التسلية، دون إدراك المفاهيم الدينية المحيطة بذلك،لذا، من المهم تقديم مفهوم واضح حول حكم قراءة الأبراج، سواء مع أو بدون تصديق، لرؤية التأثيرات الروحية والاجتماعية المرتبطة بها.
حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق
تعد ظاهرة قراءة الأبراج موضوعًا شائكًا يتكرر الحديث عنه في الأوساط الإسلامية، حيث اعتبرها البعض نوعًا من التسلية، بينما ينظر إليها آخرون بتوجس وحذر،تنبهت العديد من المؤسسات الدينية لأهمية هذا الموضوع وضرورة تقديم إجابات واضحة عنه،فقد أشار العلماء إلى أن قراءة الأبراج، رغم كونها محط اهتمام للبعض، إلا أنها تحوى مضار وعواقب شرعية وخيمة،لذا، فإن من المهم توضيح أن الأمر لا يقتصر على تصديق أو عدم تصديق هذه التوقعات، بل يتعلق أيضًا بصحة النية والتوجه تجاه الأمور الدينية.
أجابت دار الإفتاء عن هذا الحكم بأن قراءة الأبراج بغرض التسلية أو الترفيه محرم،وبراعتهم في التحليل، أكدوا على أن هذا السلوك يقود إلى التوجه نحو مصائر غير صحيحة وطرق خاطئة في التعامل مع الحياة،بالإضافة إلى ذلك، فإن الذين يمارسون هذا الفعل مهما كانت نواياهم سيقعون في المحظور، وهو دون شك أمر يكلف روحياً وذهنياً،كما أن الفقهاء يدعون إلى الابتعاد عن هذه الأعمال لما لها من عواقب روحانية تضر بالإيمان بالله وعلاقته بالمؤمنين.
فقد خلق الله سبحانه وتعالى علم الفلك، وهو ما يساعد في تحديد الزمن والوقت، لا ليتم استخدامه في توجيه الأفراد لقراءة المستقبل أو التأثير على حياتهم؛ فأي استخدام آخر لهذا العلم يتنافى مع القيم الإسلامية ويؤدي إلى التشويش والتباين في العقيدة،الإجابة المبنية على الفهم الشرعي تعكس رأياً موحداً، حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه “من آتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”، مما يشير إلى حرمانية هذا النوع من السلوك،ذلك لأن من يعتقد بالمنجمين أو العرافين يفتتح لنفسه باباً نحو الخرافات، ويباعد بينه وبين حقيقة الإيمان القائم على توحيد الله.
حكم القراءة في صفات الأبراج
توجد آراء متعددة حول حكم قراءة صفات الأبراج وأية معلومات مرتبطة بها،وقد تطرق أمين الفتوى إلى ضرورة الوعي بحقيقة هذه الصفات،وفقاً لما أشار إليه، فإن صفات الأبراج لا تتعارض مع قوانين الله، وبالتالي تُعتبر معلومات جائزة طالما لا تُستخدم لتبرير سوء الظن أو الشك في الآخرين،العلم بأخلاقيات الأبراج يعتبر تعليماً مفيداً، ولكنه يجب أن يظل في حدود المعرفة السطحية التي لا تُؤثر على السلوك والإيمان الحقيقي.
وفي سياق متصل، فإن قراءة الصفات المرتبطة بكل برج يجب أن تُعد ذات طبيعة تعليمية فقط، وليست وسيلة لمعرفة الغيب،هنا، يتعين على الجميع التقيد بالمعايير الدينية والتأكيد على أنه لا أحد يملك علم الغيب سوى الله،لذا يتعين التحذير من الانجراف وراء التوقعات الغيبية المشوهة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفكيك الروابط الاجتماعية والدينية.
حكم من يقرأ في الأبراج جاهلًا حكمها
لا شك أن الدين الإسلامي دين يسر، وليس عسر، وهذا ما أشار إليه علماء الدين بوضوح،إذا لم يكن الفرد على دراية كافية بالأحكام الدينية المتعلقة بقراءة الأبراج، فإن جهله قد يعفيه من العقاب،وفي هذه الحالة، يعتبر الإنسان جاهلاً بأحكام دينه، وبالتالي لا يُحاسب على أفعاله قبل أن يكون على علم بها،ذلك يُعكس تعاليم الدين في التدرج بالعلوم والفهم، بينما يجب على الجميع البحث عن المعرفة الدينية الصحيحة،وبهذا، يمكن التصحيح والتوجيه دون أي حرج أو ضغط على الفرد القاصر.
حكم قراءة الأبراج ابن باز
يعد الإمام ابن باز من الشخصيات البارزة في مجال الفتوى الشرعية، وله العديد من الآراء القيمة في حكم قراءة الأبراج،حيث أشار إلى أن الأسس الجاهلية التي تضمنتها قراءة الأبراج في الماضي ويجب أن تكون من الأمور المحرمة في الزمن الحالي،وقد تضمنت أقواله تحذيرات جادة، حيث أكد أن قراءة الأبراج تفقد الإيمان الحقيقي بالله، حيث أن هذا العلم يعتمد في الأساس على الغيب، والذي لا يعلمه إلا الله تعالى،ولهذا، ينبغي على المسلمين العودة إلى تعاليم دينهم الصحيحة التي ترفعهم عن هذه الممارسات.
من هنا، نجد أنه في حالة وجود شخص يؤمن بالأبراج ويصدق بها، فإن واجب المسلم هو تنبيهه إلى عواقب هذا السلوك ومدى تأثيره على إيمانه وأعماله الدينية،فإنه يسهل على الفرد الارتقاء بوعيه الديني والدفاع عن إيمانه ليكون بعيداً عن كل مظاهر الشرك والخرافة، مما يعزز قوة الشعور بالإيمان واليقين، ويجعلهم نماذج إيجابية ضمن المجتمع الإسلامي.
0 تعليق