يعتبر التقويم الهجري جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الثقافة العربية والإسلامية، حيث تمتد جذوره إلى العصور السابقة قبل بزوغ الإسلام،هذا البحث يستهدف استكشاف الأشهر الهجرية، وهي الكيفية التي تم بها تحديد أسمائها وترتيبها، بالإضافة إلى فهم الأهمية الثقافية والدينية لهذه الأشهر،تعتمد الأشهر الهجرية على الدورة القمرية، وتتواجد لها أسماء للأشهر تختلف في معانيها وتاريخها،من خلال هذا المقال، سيتم التعرف على تفاصيل هذا التقويم وأثره على حياة المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

أسماء الشهور الهجرية

تتضمن السنة الهجرية 12 شهرًا، يبدأها شهر محرم وينتهي بشهر ذو الحجة،لقد ارتبطت تسمية هذه الأشهر بأحداث تاريخية وحياة العرب المسلمين، حيث تم اعتماد التقويم الهجري بشكل رسمي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب،كان هذا القرار علامة هامة في تطور المجتمع الإسلامي، وظهر من خلاله بداية تأريخ الأحداث والمناسبات، حيث سجلت فيها فصول مهمة في تاريخ الأمة الإسلامية.

التقويم المستخدم في الوطن العربي

في الوطن العربي، يتواجد نوعان من التقويم التقويم الهجري والتقويم الميلادي،يعد التقويم الهجري هو الأكثر استخدامًا للإشارة إلى المناسبات الدينية مثل شهر رمضان وعيد الأضحى،بعض الدول، مثل المملكة العربية السعودية، تعتمد التقويم الهجري بشكل رسمي، بينما تفضل دول أخرى، مثل مصر وسوريا، استخدام التقويم الميلادي بشكل أكبر في الأمور الرسمية،يسهم استخدام كلا التقويمين في التفاعل الثقافي والديني لمختلف المجتمعات العربية.

التقويم الهجري وأهميته

يعتبر التقويم الهجري جزءًا أساسيًا من حياة المسلمين، حيث يُستخدم في العديد من المناسبات الدينية والثقافية،يتم الاحتفال بأشهر معينة مثل شهر رمضان وبقية الأشهر خلال الحج والأعياد،يجسد هذا التقويم ارتباطًا قويًا بدروس العبادات والتفاعل الاجتماعي، مما يعزز الهوية الإسلامية،يمتد تأثيره لعلاقات المسلمين بالعالم من حولهم، حيث تحدث فرق التوقيتات بين التقويم الهجري والميلادي في بعض الحالات، وتتطلب التنسيق بين الثقافات المختلفة.

ترتيب الاشهر الهجرية

تتشكل السنة الهجرية من 12 شهرًا، وترتيبها هو كما يلي

• المحرم
• صفر
• ربيع الأول
• ربيع الآخر
• جمادى الأولى
• جمادى الآخرة
• رجب
• شعبان
• رمضان
• شوال
• ذو القعدة
• ذو الحجة

تحديد أسماء الأشهر الهجرية

يتكون التقويم الهجري من 354 يومًا، ويُعتبر هذا النظام فريدًا من نوعه، حيث تحدد الأشهر بناءً على الدورة القمرية،قد ورد في القرآن الكريم إشارة واضحة لعدد الشهور أثناء خلق السماوات والأرض، مما جعل الأهمية الدينية لهذا التقويم ترتقي إلى مستويات أعلى،لتوحيد مفاهيم هذه الأشهر، اجتمع العرب في العام 412 ميلادي ليتفقوا على الأسماء التي ما زالت مستخدمة حتى الآن.

سبب تسمية الأشهر الهجرية

أطلق العرب والمسلمون أسماء معينة على الأشهر الهجرية لأسباب تاريخية وثقافية متنوعة، وتشمل الآتي

• محرم سمي بهذا الاسم لأنه من الأشهر الأربعة الحرم التي حرم الله بها القتال.
• صفر سمي بذلك لأنه كان يُترك فيها البيوت خالية أثناء الحروب.
• ربيع الأول أتى هذا الاسم من تزامنه مع فصل الربيع.
• ربيع الآخر هو الشهر الذي يليه ربيع الأول في نفس الفصل.
• جمادى الأولى جاءت تسميته من البرودة الشديدة التي تجمد المياه فيها.
• جمادى الآخرة هو الشهر الذي يلي جمادى الأولى.
• رجب اُطلق اسمه لأن العرب كانوا يمتنعون عن القتال خلاله.
• شعبان ينسب إلى التشعب للقتال بعد شهر رجب.
• رمضان سمي بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
• شوال يشير إلى وضع الإبل لحليبها خلال هذا الشهر.
• ذو القعدة سمي لأنه العرب تجلس في هذا الشهر عن القتال.
• ذو الحجة لأنه الشهر الذي يُؤدى فيه مناسك الحج.

الأشهر الحرام

تنقسم الأشهر الحرام إلى أربعة، وهي ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم، بينما يعتبر رجب الشهر الرابع،تكتسب هذه الأشهر أهمية خاصة لأنها محظورة في القتال، مما يعكس الفهم العميق لقيم السلم في المجتمع العربي القديم.

الأشهر الحِل

تتمثل الأشهر الحِل في الأشهر الهجرية التي ليست ضمن قائمة الأشهر الحرام، وتُعتبر فترة مناسبة للقتال والتجارة،يفهم من النصوص الإسلامية أن المسلمين لديهم حرية أكبر في التصرف خلال هذه الأشهر.

التسمية المشرقية للشهور

تستعمل دول المشرق العربي أسماء الأشهر الآشورية، التي تتبع ترتيبا متميزا يشمل كانون الأول، شباط، آذار، وغيرها،هذا يعكس تداخل الثقافات واستخدام تقويمات متنوعة حسب السياقات المحلية.

جدول يوضح أسماء الأشهر حسب التقويم

في الجدول التالي، نستعرض أسماء الشهور الهجرية مقارنةً بأسمائها في التقويمات الأخرى

من هنا نكون قد توصلنا إلى دراسة شاملة حول ترتيب الأشهر الهجرية، وسبب تسميتها، والتقويمات المستخدمة، مما يعكس تأصيلها في التراث العربي والإسلامي،إن التفاعل بين التقويمات المختلفة يمثل جزءًا من ثراء الهوية الثقافية، ويعزز وحدتنا كأمة مسلمة تتشارك في القيم والمناسبات،نتمنى أن يكون هذا المقال قد أعطى لمحة واضحة وشاملة عن هذا الموضوع الهام، وأن يسهم في فهم أعمق للزمن وأهميته في حياتنا اليومية.