في إطار الأحداث الجارية في عالم الآثار، ظهر مؤخراً إعلان بارز خلال مؤتمر صحفي قدمه الدكتور زاهي حواس، والذي يعتبر واحداً من أبرز علماء الآثار في مصر،تم الإعلان عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية الجديدة في منطقة معبد الملكة حتشبسوت، وهي الاكتشافات التي تُعد بمثابة إنجاز كبير في مجال دراسة الحضارة المصرية القديمة،هذه النتائج تعكس عمق التاريخ المصري الغني وتساهم في تعزيز المعرفة حول حياة الملكة الشهيرة وعصرها، مما يثير اهتمام الباحثين وعموم الناس على حد سواء.

برنامج كامل لأول مرة للملكة حتشبسوت اكتشافات مذهلة تكشف تفاصيل حياة ملكة مصر القديمة

أثناء المؤتمر، أعلن الدكتور حواس عن اكتشاف غير مسبوق يتعلق بتسجيل برنامج كامل للملكة حتشبسوت، يتضمن نحو 1500 حجر مزخرف يحمل مناظر طبيعية دقيقة وملامح تعكس فترة حكمها،يعتبر هذا الاكتشاف من بين الأكبر في السياق الأثري، إذ يتيح نظرة شاملة عن حياة الملكة التي حكمت مصر في الفترة الممتدة من 1479 إلى 1458 قبل الميلاد،وفقًا للدكتور حواس، فإن المعلومات التي تم تجميعها ستتيح للباحثين والمهتمين دراسة تفاصيل حياة الملكة وتأثيرها على الحضارة المصرية.

براءة تحتمس الثالث إزالة الشكوك حول تورطه في وفاة حتشبسوت

في سياق تلك الاكتشافات، جاء تصريح الدكتور حواس ليؤكد براءة الملك تحتمس الثالث من أي مزاعم بشأن تورطه في وفاة الملكة حتشبسوت،هذه النقطة شكلت موضوع جدل تاريخي لفترة طويلة بين العلماء والمؤرخين، لكن حواس أوضح أن تحتمس الثالث لم يكن له أي دافع لقتلها، بل كان له دور في ترميم معبدها وتزوج هابنته، مما يدل على علاقتهما الودية،أضاف “إن السبب الحقيقي لوفاة الملكة حتشبسوت مرتبط بأسباب طبيعية وليست مدفوعة بالقتل كما افترضه البعض عبر التاريخ”.

البعثة الأثرية تكشف أسرار جديدة في معبد حتشبسوت بالدير البحري

الاستكشافات لم تتوقف عند حدود البرنامج المرمز للملكة حتشبسوت فقط، بل امتدت أيضًا إلى حفريات علمية بدأت في سبتمبر 2025،تمكنت البعثة من الكشف عن أجزاء من أساسات معبد الوادي، الذي كان يمثل المدخل الرئيسي للمعبد الجنائزي للملكة، المعروف باسم “جسر جسرو”،يُعتبر هذا المعبد من بين أجمل المعابد الفرعونية المكتشفة حتى الآن، مما يسهم في تعزيز فهمنا لعمارة وأسرار الحضارة المصرية القديمة.

نقوش مذهلة من عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث فن نحت لا مثيل له

تمثل النقوش المكتشفة الجديدة حقبة فن النحت الفرعوني، حيث وجد علماء الآثار عددًا كبيرًا من النقوش التي تمثل عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث،يشير الدكتور حواس إلى أن هذه النقوش تعتبر من بين أندر وأجمل الفنون التي كانت موجودة في ذلك الزمان، وكانت معلوماتها نادرة في المتاحف المصرية، باستثناء أمثلة قليلة،كما أضاف أن النقوش المكتشفة تمثل الأكمل بالنسبة لبقايا معبد الوادي، الذي تعرض للهدم خلال فترات لاحقة من التاريخ.

مستقبل الدراسات الأثرية استمرار الحفائر والمزيد من الاكتشافات القادمة

تشير هذه الاكتشافات التاريخية إلى ضرورة مواصلة الجهود في البحث الأثري ومتابعة الحفائر في المواقع الهامة للحضارة الفرعونية،يبدو أن هناك الكثير من الأسرار التي لا تزال مخبأة، ومن المتوقع أن تسهم الأبحاث المستقبلية في كشف المزيد من القضايا التي من شأنها أن تعيد تشكيل الفهم العام لتاريخ مصر القديم وحكامها،إن الاستثمار في الأبحاث الأثرية يمثل ركيزة أساسية لفهم تراثنا الغني، مما يساهم في إبراز مدى أهمية هذه الحضارة في السياق التاريخي العالمي.