تعتبر السينما وسيلة فعالة للتعبير عن الثقافات وتجسيد الواقع الاجتماعي، وتلعب المهرجانات السينمائية دوراً محورياً في تعزيز هذا الفن وتقديمه للجمهور،في هذا الإطار، انطلقت فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، والذي يعد من أشهر المهرجانات على مستوى القارة،تحت رئاسة السيناريست سيد فؤاد ومدير المهرجان والمخرجة عزة الحسيني، بدأت الفعاليات بحفل افتتاح مميز قبل قليل، حيث تم تنظيمه بطريقة احتفالية تعكس الهوية الثقافية الغنية للأفريقيا.
حفل الافتتاح ومراسمه
تمتاز فعاليات الافتتاح بجوهرها الثقافي والتاريخي، حيث شهد المهرجان عرضاً خاصاً لمراكب نيلية تأخذ الضيوف في جولة عبر نهر النيل في وقت غروب الشمس، بدءاً من فندق الإقامة إلى معبد الأقصر،وقد تم تقديم حفل الافتتاح من قبل الإعلامية تسنيم رابح من السودان والفنانة ياسمين الهواري من مصر، تحت إشراف المخرج شادي علي،كما زُين الحفل بفقرة فنية لأعمال المطربة السودانية آسيا مدني والمطرب حساني القوصي، ما أضفى طابعاً احتفالياً واحترافياً للمناسبة.
تكريم النجوم السينمائيين
تضمن المهرجان تكريماً لعددٍ من النجوم السينمائيين المعروفين في القارة الإفريقية، مثل النجم المصري خالد النبوي والنجم التونسي أحمد الحفيان، إضافة إلى الممثلة الغانية أكوسوا بوسيا،ومن بين المكرمين أيضاً، المخرج السنغالي موسي سنا أبسا والمخرج المصري الكبير مجدي أحمد علي،هذه التكريمات تُظهر الاحترام الكبير للمساهمات الفنية في السينما الإفريقية، وتعزز التواصل بين الأجيال المختلفة من المبدعين.
تقدير السينمائيين الراحلين
ترتكب الدورة الحالية من المهرجان تكريماً لعدد من السينمائيين الراحلين الذين قدموا إسهامات ملحوظة في مجال الفن، مثل السيناريست عاطف بشاي والناقد التونسي خميس خياطي، وكذلك المخرج المغربي الطيب الصديقي،كما يأتي تكريم الفنان الكبير شكري سرحان ليعكس التفاني في إحياء ذكرى هذه الأسماء البارزة في تاريخ السينما.
الرسالة والشراكات الداعمة
تحت شعار “السينما الأفريقية قمر 14″، يقام مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بين 9 و14 يناير بحضور عدد كبير من صناع الأفلام والمهتمين بالفن السابع،ويترأس المهرجان شرفياً الفنان محمود حميدة، ويُعقد برعاية عدد من الجهات الرسمية، منها وزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى دعم الهيئة العامة لتنشيط السياحة والبنك الأهلي المصري وعدد من المؤسسات الثقافية الأخرى.
بهذا الشكل، يعكس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية التطور والنمو المستمر للفن السينمائي في قارة أفريقيا، ويُعزز الروابط الثقافية بين الدول عبر تقديم أعمال فنية متفردة ومساحات تفاعلية بين السينمائيين والجمهور،هذه الفعاليات تسهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الإفريقية من خلال السينما, مما يجعلها تجربة غنية لا تقتصر فقط على الترفيه ولكن تسهم أيضًا في تعزيز الحوار والتفاهم الثقافي على مستوى القارة.
0 تعليق