أصدرت دارة الملك عبدالعزيز كتابًا علميًّا جديدًا بعنوان «سُقيا زُبيدة وعيناها على مكَّة المكرَّمة»، من تأليف الدكتور بدر الدين يوسف أحمد، والدكتور فواز بن علي الدهاس، وذلك في إطار جهودها لتوثيق الإرث التاريخي والإنساني لمكَّة المكرَّمة. ويقع الكتاب في 312 صفحة، ويجمع بين الرصد التاريخي والتحليل الجغرافي لمشروع سقيا زبيدة الشهير، الذي أسهم في توفير المياه لسكان مكَّة المكرَّمة والحجَّاج منذ القرن الثاني الهجري.

ويتناول الكتاب موارد المياه في مكَّة المكرَّمة قبل مشروع زبيدة، ويوثق عينَي حنين وعرفة - نعمان، ويصف قنوات السقيا وخرزاتها، مستعرضًا مراحل المشروع، وأثره الكبير على حياة سكان المدينة المقدَّسة، كما يبرز الجهد الكبير الذي بذلته أم جعفر زبيدة بنت جعفر المنصور، زوجة الخليفة هارون الرشيد، في إنشاء المشروع الذي استمر في خدمة الحجَّاج لأكثر من 1200 عام.

وتطرق المؤلِّفان إلى العناية التي أولتها الدولة السعودية لمشروع عين زبيدة، بدءًا من عهد الملك عبدالعزيز ، الذي أنشأ هيئة مستقلة لإدارة المشروع، مرورًا بأبنائه الملوك، وصولًا إلى العهد الحالي الزاهر.

ويتضمَّن الكتاب توثيقًا دقيقًا للمعالم باستخدام الإحداثيات الجغرافيَّة والصور الفوتوغرافيَّة، ويوضِّح الكتاب أنَّ مشروع زبيدة لم يكن مجرد عمل خيري، بل يعد من أبرز نماذج العبقريَّة الهندسيَّة في التاريخ الإسلامي.