نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أفران الطين في الجزائر.. عودة للتقاليد وفرص عمل جديدة, اليوم الأحد 23 مارس 2025 01:05 مساءً
على قارعة أحد الطرق السريعة، قرر مجموعة من الشباب الجزائريين افتتاح مشروع بسيط يقوم على طهي الخبز التقليدي باستخدام أفران الطين التي صنعوها بأنفسهم. هذه الفكرة لم تلبث أن لاقت إقبالًا واسعًا من قبل شريحة واسعة من المواطنين، الذين يفضلون الخبز التقليدي الخالي من المواد الكيميائية.
أبو بكر، وهو شاب يبلغ من العمر 25 عاما، قرر خلال شهر رمضان أن يخوض تجربة طهي الخبز التقليدي باستخدام ما يُعرف محليًا بـ"كوشة العرب"، وهو الفرن المصنوع من الطين.
وأوضح أن الفكرة جاءت من رغبته في الحفاظ على الموروث الثقافي، إذ تعلم هذا الأسلوب من والدته وجدته، ما دفعه إلى عرضه مباشرة أمام الزبائن عبر بناء هذه الأفران.
وفي تصريح لمراسلة سكاي نيوز عربية في الجزائر، ناهد زرواطي، قال بوبكر زرقان، أحد القائمين على المشروع: "طريقة صنع الفرن طبيعية مائة في المائة. ننتقل من بلدية إلى أخرى لجلب الطين الذي يسمى بالبياضة، نخلطه ببقايا الشعير والقمح، وهكذا يكون كل شيء طبيعيا".
وأضاف زرقان: "لدينا نوعان من الخبز التقليدي الذي نصنعه، الأول هو خبز الشعير أو كما نسميه 'الحامضة'، والثاني مصنوع من السميد والفرينة".
الزبائن يفضلون الخبز التقليدي
ورغم أن التجربة لا تزال في بدايتها، إلا أن المشروع لقي استحسان العديد من الزبائن الذين يحرصون على شراء هذا الخبز التقليدي، خاصة مع رائحة ورق الديس المنبعثة من هذه الأفران، والتي تضيف طابعًا خاصًا للمذاق.
وقالت إحدى النساء الجزائريات لمراسلة سكاي نيوز عربية: "أنا في البيت أمتلك هذا الفرن ومنطقتي أيضًا تمتلك هذه الأفران، لكن هذه اللفتة من هذا الشاب أعجبتنا جميعًا، ونتمنى استمرارها لأجيال قادمة".
كما دعا أحد الشباب إلى ضرورة الابتعاد عن انتظار الإعانات المالية، والتوجه نحو إطلاق مبادرات خاصة تسهم في خلق فرص عمل.
إحياء التراث وخلق فرص عمل
لا وجود للتقنيات الحديثة هنا، ولا محسنات لمواد الخبز. كما أن الموقع ليس في المدن الكبرى، بل في المناطق الداخلية والريفية، حيث لا تزال العادات والتقاليد حاضرة بقوة.
وتبرز أهمية هذا المشروع ليس فقط في إحياء التراث الغذائي، ولكن أيضًا في خلق فرص عمل لعائلات عديدة، سواء في تحضير العجين أو نقل الخبز إلى الزبائن.
ويبدو أن انتشار أفران الطين في الجزائر يعكس رغبة متزايدة في العودة إلى الأصول الغذائية الصحية، ما يعزز من أهمية هذه المشاريع الشبابية في دعم الاقتصاد المحلي والمحافظة على الهوية الثقافية.
0 تعليق