رغم الدمار والعدوان… الضاحية الجنوبية تجدد عهد الصمود والثبات

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رغم الدمار والعدوان… الضاحية الجنوبية تجدد عهد الصمود والثبات, اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 12:51 مساءً

شكّل الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت الليلة الماضية الأعنف والأوسع منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، عقب حرب الأيام الستة والستين التي خاضها لبنان في مواجهة واحدة من أعتى القوى العسكرية في منطقة الشرق الأوسط. وقد أسفر العدوان عن تدمير سبعة مبانٍ سكنية بشكل كامل.

وكان العدو الإسرائيلي قد حدد عددًا من الأهداف داخل منطقة الضاحية الجنوبية، مدعيًا أن هذه المباني عبارة عن مخازن للأسلحة والصواريخ، وتحديدًا أسلحة الطائرات المسيّرة التابعة للمقاومة الإسلامية، وفق ما جاء في تصريحات جيش الاحتلال.

غير أن شمس صباح اليوم التالي، كما درجت العادة في الأشهر الماضية، فضحت زيف هذه الادعاءات. فما تم استهدافه ليل أمس لم يكن سوى مبانٍ سكنية مأهولة، وتحديدًا عشية عيد الأضحى المبارك. هذا التأكيد لا يستند فقط إلى مشاهد الأنقاض والدمار، بل تدعمه معطيات موثوقة ظهرت قبل انقشاع الدخان.

فقد أعلن الجيش اللبناني، في بيان رسمي أعقب الاعتداء، أنه باشر بالكشف على المواقع المستهدفة فور صدور تهديدات الاحتلال، بناءً على ما حددته قيادة جيش الاحتلال عبر بياناته الإعلامية. وقد أظهرت نتائج الكشف أن الأبنية خالية تمامًا من أي مظاهر عسكرية أو مخازن أسلحة، وهو ما يفند الادعاءات الإسرائيلية بشكل قاطع ويؤكد زيفها.

ويكشف هذا المشهد أمرين أساسيين: أولًا، كذب الادعاءات الإسرائيلية؛ وثانيًا، إصرار جيش الاحتلال، رغم كل الإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني بالتنسيق مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، على قصف المباني ونسفها دون أي مبرر، في انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية وللقرارات والمواثيق الدولية.

وفي التفاصيل الميدانية، فإن سبعة مبانٍ سكنية دُمرت بالكامل في الضاحية الجنوبية. وقد رصدنا صباح اليوم الأضرار التي لحقت بهذه الأبنية خلال جولة ميدانية بدأت من منطقة القائم، وصولًا إلى منطقة السنتراز، حيث استهدف الاحتلال مبنيين آخرين. ورغم محاولاتنا توثيق المشهد بعدسة الكاميرا، فإن الغطرسة الإسرائيلية لا تقف عند حدود الاتفاقات الدولية أو القرارات الأممية، بل تواصل تحديها الصارخ لأبسط قواعد احترام السيادة الوطنية.

يُذكر أن المباني المستهدفة تقع وسط أحياء سكنية مكتظة، وتحديدًا بالقرب من مجمع الإمام المجتبى. ومنذ ليل أمس، بدأت فرق اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية والفرق المختصة عمليات رفع الأنقاض، حيث كانت الأولوية فتح الطرقات التي أغلقتها الركام الناتج عن القصف. كما تواصلت صباح اليوم أعمال إصلاح خطوط التيار الكهربائي التي تضررت بشكل بالغ جراء الغارات.

أما بالنسبة إلى طبيعة البيئة المستهدفة، فإن الضاحية الجنوبية لطالما كانت هدفًا لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، إذ تتعرض بشكل دوري للقصف والاستهداف. إلا أن هذه البيئة التي تم استهدافها ليلة أمس، تحديدًا عشية عيد الأضحى المبارك، استيقظت اليوم على نفس القرار الذي تبنته منذ أكثر من أربعين عامًا: خيار الصمود والثبات. لقد أثبتت هذه البيئة، غارة تلو الأخرى، واستحقاقًا بعد آخر، قدرتها على التمسك بمواقفها رغم كل الدمار الذي يطالها.

ومن خلال ما رُصد ميدانيًا، فقد تحدث بعض المواطنين الذين فقدوا منازلهم عن مغادرتهم السريعة من دون أن يتمكنوا من أخذ أي شيء معهم، إلا أن مواقفهم ظلت ثابتة، مؤكدين أن التضحيات مهما عظمت لن تثنيهم عن خياراتهم.

وتؤكد جميع المعطيات التي تم رصدها، سواء ميدانيًا أو عبر وسائل الإعلام الأخرى ووسائل التواصل الاجتماعي، أن سكان الضاحية الجنوبية، رغم الألم والجراح، لا يزالون متمسكين بخياراتهم وصمودهم في وجه الاحتلال.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق