شهدت محافظة الحديدة، غربي اليمن، مساء اليوم، سلسلة غارات جوية نفذتها القوات الأمريكية، استهدفت مواقع استراتيجية داخل المدينة. ووفقًا لمصادر محلية، ركزت الغارات على مبنى النادي الأهلي الواقع في مديرية الميناء، بالإضافة إلى منطقة الكثيب السكنية التي تعد واحدة من الأحياء البارزة في مدينة الحديدة.

وأفاد شهود عيان بأن الغارات تسببت في حالة من الذعر بين السكان المحليين، حيث تصاعدت أعمدة الدخان بكثافة من المناطق المستهدفة، فيما سمع دوي انفجارات عنيفة هزت أرجاء المدينة. ولم ترد حتى الآن تفاصيل دقيقة حول حجم الخسائر البشرية أو المادية الناجمة عن هذه الضربات.

تحليق الطيران الأمريكي في أجواء عدة محافظات

في الوقت نفسه، أكد مواطنون من محافظات أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، مثل حجة وصعدة، أن الطيران الحربي الأمريكي حلّق بشكل كثيف في أجواء هذه المناطق. وأشارت المصادر إلى أن تحليق الطيران كان مصحوبًا بحركة غير معتادة، ما زاد من حالة التوتر والترقب لدى السكان.

تأتي هذه الغارات بعد تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تتهم الولايات المتحدة جماعة الحوثي بتعزيز قدراتها العسكرية وتهديد المصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب. وتشير التقارير إلى أن هذه العملية قد تكون جزءًا من استراتيجية أمريكية أوسع لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة مع ارتباط الحوثيين الوثيق بطهران.

الأهداف والدوافع الأمريكية

مصادر عسكرية أمريكية أكدت أن الغارات جاءت استجابةً لما وصفته بـ"تهديدات وشيكة" من قبل الحوثيين، مشددة على أن العمليات استهدفت مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تستخدمها الجماعة لشن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وفي بيان رسمي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن "هذه الضربات كانت ضرورية لحماية الأمن الإقليمي والدولي"، مؤكدة أن العمليات تم تنفيذها بدقة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين. ومع ذلك، أعربت منظمات حقوقية عن قلقها إزاء تزايد العمليات العسكرية في المناطق المكتظة بالسكان، محذرة من تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية.

ردود الفعل المحلية والدولية

على صعيد ردود الفعل، أدانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا الغارات، معتبرة أنها تأتي في إطار تصعيد غير مبرر يزيد من معاناة الشعب اليمني. وفي المقابل، رحب البعض الآخر بهذه الخطوة، معتبرين أنها رسالة واضحة للحوثيين ولإيران بشأن ضرورة وقف أنشطتهم العدائية في المنطقة.

من جانبها، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد عسكري جديد، محذرة من أن استمرار الأعمال القتالية سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن، والتي تعد واحدة من أسوأ الأزمات في العالم.

الوضع الإنساني في الحديدة

ومع استمرار الغارات، أعربت منظمات الإغاثة الدولية عن قلقها البالغ إزاء تأثير العمليات العسكرية على المدنيين في الحديدة، التي تعاني بالفعل من انهيار البنية التحتية وتفشي المجاعة والأمراض. وأكدت هذه المنظمات أن أي تصعيد عسكري جديد سيؤدي إلى تفاقم معاناة ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.