تصعيد حوثي جديد.. والرسالة واضحة: لا نية للبقاء خارج المعركة الإيرانية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصعيد حوثي جديد.. والرسالة واضحة: لا نية للبقاء خارج المعركة الإيرانية, اليوم السبت 21 يونيو 2025 09:43 مساءً

في تصعيد جديد يُنذر بتوسيع نطاق التوتر في منطقة الشرق الأوسط، أطلقت جماعة الحوثيين في اليمن تهديدات صريحة تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حذّرت من استهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب حال قررت واشنطن الانخراط عسكريًا في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران.

وجاء هذا التصعيد في بيان مقتضب بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أكد فيه المتحدث العسكري باسم الجماعة أن أي تدخل أميركي مباشر في الصراع الإقليمي سيقابل بـ"رد عسكري واسع"، يستهدف السفن والمصالح الأميركية في المنطقة.

وهو ما فتح المجال أمام قراءات متعددة حول طبيعة الرسالة الحوثية، وتوقيتها، وأبعادها الاستراتيجية.

وعلق مراسل الجزيرة أحمد الشلفي على هذا التصعيد بالقول إن هذه التهديدات قد تكون مؤشرًا على انتهاء مرحلة الترقب التي التزمها الحوثيون خلال الأيام الماضية، منذ تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وما أعقبه من تحركات عسكرية أميركية في المنطقة.

وأشار الشلفي إلى أن وصول قطع بحرية أميركية إضافية إلى البحر الأحمر، وتزايد الحديث عن "احتمالات عالية" لتدخل عسكري أمريكي ضد إيران، وضع الحوثيين أمام لحظة قرار صعبة:

"هل يواصلون الصمت، فيبدون وكأنهم خرجوا من محور المواجهة؟
أم يرفعون الصوت من جديد، بعد أن شعروا بالخطر الحقيقي؟
يبدو أنهم اختاروا الثانية – بغض النظر عن الفعل لاحقًا."

ويضيف الشلفي أن هذا التصعيد لا يمكن فصله عن الحسابات السياسية الإقليمية والدولية، ولا عن ميزان القوى الذي بدأ يتغير على وقع التصعيد الأميركي الإسرائيلي، والتخوف الإيراني من ضربة عسكرية محتملة.

واعتبر أن البيان الحوثي يحمل قراءتين:

  • على المستوى الداخلي: يمثل محاولة لاستعادة الزخم التعبوي، خاصة بعد تراجع وتيرة العمليات البحرية في البحر الأحمر إثر الضربات الأميركية الدقيقة التي استهدفت البنية العسكرية للجماعة خلال الأشهر الماضية، وبعدها التفاهمات غير المعلنة بين الجانبين لضبط حدود التصعيد.

  • على المستوى الخارجي: هو بمثابة تذكير بأن الحوثيين لا يزالون لاعبًا أساسيًا ضمن محور إيران الإقليمي، وأن أي تسوية أو تصعيد مستقبلي لا يمكن تجاهل دورهم فيه، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية.

ولكن الشلفي حذر من أن العودة إلى موقع "الشريك الأول" في المعركة الإيرانية قد تأتي بثمن باهظ، قد تشمله ضربات موجعة من واشنطن، قد تكون أشد من سابقاتها.

"الأرجح أن الحوثيين يدركون ذلك. لكنهم أيضًا لا يملكون خيار الغياب. فالمحور الذي بنوا عليه شرعيتهم الإقليمية يمر الآن بمرحلة إعادة تشكيل."

ووصف الشلفي التهديد الأخير بأنه "صوت مرتفع في لحظة حرجة"، هدفه قبل كل شيء تثبيت الموقع السياسي للمجموعة قبل أن تبدأ أي معركة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.

وفي سياق متصل، أشار المراسل إلى أن الكلمة الفصل في هذا التصعيد تبقى بيد واشنطن. فإذا قررت تنفيذ ضربة مباشرة ضد إيران، فإن الحوثيين سيكونون أمام اختبار حقيقي:

"إما أن يكتفوا بالبيان، فينكشف التناقض بين خطابهم وسلوكهم،
أو أن ينفذوا التهديد، ويخوضوا مواجهة قد لا تكون لصالحهم، خاصة بعد استهداف بنيتهم العسكرية في البحر الأحمر، وسلسلة الانكشافات أمام الغارات الأميركية."

يبدو أن التصعيد الحوثي ليس فقط رسالة عسكرية، بل هو بالأحرى موقف سياسي يعكس حاجة الجماعة إلى تثبيت مواقعها داخل المحور الإيراني، وفي آن واحد، تجنب الوقوع في دائرة "الغياب" عند أول اختبار حقيقي.

لكن مع تصاعد اللهجة، واستمرار التحركات العسكرية من جميع الأطراف، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا:

هل ستظل الحرب مجرد كلمات على الورق، أم سنكون أمام تصعيد ملموس يجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف؟والكلمة الفصل، كما يبدو، تبقى دائمًا لدى البيت الأبيض.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق