نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ارتباك في كيان الاحتلال بعد العدوان على إيران: تل أبيب لم تحسم المواجهة وطهران تستعد لما هو أخطر, اليوم السبت 28 يونيو 2025 04:30 مساءً
تُجمع أوساط العدو الصهيوني على أن العدوان الأخير على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يحقق أهدافه، بل أدى إلى تعقيد المشهد الإقليمي، وسط إصرار طهران على إعادة ترميم قوتها وعدم التراجع أمام العدوانية الأميركية – الإسرائيلية. هذا الإخفاق، الذي ترك الباب مفتوحًا أمام جولات قادمة، أثار قلقًا واسعًا لدى قيادة العدو، التي بدأت بمراجعة تداعيات العملية ومآلاتها.
في هذا السياق، أقر وزير الحرب الصهيوني السابق أفيغدور ليبرمان بأن “إسرائيل لم تحقق الحسم”، محذّرًا من أن القيادة الإيرانية – ممثَّلة بالمرشد الأعلى السيد علي خامنئي والحرس الثوري – تُجري منذ انتهاء الهجوم “نقاشات مكثفة حول ترميم البرنامج النووي، وإنتاج عشرات آلاف الصواريخ البالستية، وتطوير منظومات دفاع جوي متطورة”. وأكد ليبرمان أن هذه اللقاءات تجري في طهران، بينما تتفاوض وفود إيرانية حاليًا في بكين وموسكو وبيونغ يانغ، ما يعكس حجم التحدي القادم.
وفي توصيفه لمستوى التهديد، قال: “طالما هذا النظام قائم، فإن كل ما يُفكر فيه هناك يتمحور حول حرب انتقامية ضدنا”.
بدوره، اعتبر الجنرال يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال، أن الكيان يواجه “مشكلة حقيقية”، مشيرًا إلى أن “محاولة التعامل مع إيران كما يجري مع لبنان خطأ فادح”. وأضاف: “إذا كان الرد الإيراني يعني سقوط صواريخ على بئر السبع مقابل كل خرق تقوم به طائراتنا لمسافة ألفي كيلومتر، فنحن أمام حرب استنزاف يجب تجنّبها”، داعيًا إلى “الضغط باتجاه اتفاق أميركي – إيراني، حتى لو استدعى ذلك خوض معركة محدودة لتأمينه”.
في الولايات المتحدة، لم تكن المشاركة في العدوان على إيران موضع إجماع. فبحسب يونا ليفزون، مراسلة القناة 12 الصهيونية، فإن “السؤال المطروح في واشنطن يتمحور حول ضرورة الهجوم من الأساس”، مؤكدة وجود أصوات معارضة حتى داخل القاعدة الجمهورية، “خصوصًا تجاه خيار إسقاط النظام الإيراني”. وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لا يريد الدخول في مغامرات من هذا النوع”، ويرى أن مثل هذه المواجهة بمثابة “مقامرة غير محسوبة”.
على المستوى الميداني، كشفت وسائل إعلام العدو عن حجم الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية الصهيونية جرّاء الرد الإيراني، حيث سقطت صواريخ دقيقة على مواقع حساسة لم يعلن الاحتلال عن طبيعتها أو مواقعها.
وفي شهادة ميدانية، قال نحاميا شترسلر، المحلل الاقتصادي في الصحافة الصهيونية، إن أحد الصواريخ “سقط على بعد نحو 60 مترًا من منزلي، وكان يحمل 400 كلغ من المتفجرات، ويسير بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدة أضعاف”، مضيفًا أن “العصف الناتج عن الانفجار كان هائلًا، وامتد إلى كامل الحي، وتسبب بدمار واسع. لا أذكر الأسماء، لكن الهدف كان مباشرًا”.
في المقابل، عبّرت أوساط صهيونية عن قلقها من تراجع الحماسة الأميركية تجاه الدعم المطلق لتل أبيب في هذه المرحلة، مشيرة إلى أن هناك رأيًا عامًا أميركيًا واسعًا يعارض التورط في حرب مفتوحة مع إيران. وأكدت هذه الأوساط أن “الحذر الذي يُظهره ترامب إزاء خوض مغامرة جديدة في المنطقة يعكس إدراكًا أميركيًا متزايدًا لفشل خيار التصعيد”.
وفي ظل هذه التطورات، تبدو القيادة الصهيونية في حالة إرباك استراتيجي، بين تصعيد مكلف لم يحقق نتائج حاسمة، وبين مواجهة واقع إقليمي متغير تزداد فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية صلابةً، وقدرةً على المواجهة، واستعدادًا لجولات قادمة أكثر تعقيدًا وخطورة.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق