تشييع مليوني ومهيب لعدد من شهداء العدوان على ايران.. تجديد الدعم للنظام الإسلامي والاستعداد لمواجهة التحديات القادمة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تشييع مليوني ومهيب لعدد من شهداء العدوان على ايران.. تجديد الدعم للنظام الإسلامي والاستعداد لمواجهة التحديات القادمة, اليوم السبت 28 يونيو 2025 05:09 مساءً

شارك ملايين المواطنين الإيرانيين في مراسم تشييع جثامين شهداء الاقتدار الذين استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي على ايران الذي استمر لـ 12 يوماً. وكانت المشاركة اليوم واسعة جدًا، ولم تقتصر على الحشود الشعبية الضخمة في العاصمة طهران، بل شملت ملايين الإيرانيين الذين خرجوا إلى الساحات في مختلف المحافظات. فقد نُظّمت مراسم تشييع ورمزية في عدد من المدن الإيرانية، عكست عمق التفاعل الشعبي مع ما جرى خلال الأيام الماضية.

وكما كان الحال خلال فترة العدوان، حضر المسؤولون إلى جانب الناس في الساحات، يتقدّمهم وزير الخارجية ووزير الداخلية، إلى جانب وزير العمل، ووزير الطاقة، وغيرهم من الوزراء الذين أطلقوا تصريحات تُجمع على أن ما شهدته إيران اليوم هو ترجمة حقيقية لدور الشعب في تحقيق الانتصار بعد 12 يومًا من العدوان.

في ما يخصّ مراسم التشييع، فقد انطلقت من ساحة “الثورة” – المعروفة أيضًا بساحة “انقلاب” – في العاصمة طهران، وتوجهت الحشود نحو ساحة “آزادي” غرب المدينة، قبل أن تبدأ عملية نقل الجثامين إلى وجهاتها النهائية.

جثمان اللواء محمد باقري وعائلته نُقل إلى موقع خاص لتلقي الوداع من قبل العائلة والمحبين، على أن يُوارى الثرى غدًا في مقبرة “بهشت زهراء” قرب قبر شقيقه، وهو أحد شهداء “الدفاع المقدّس” المعروفين، وكان بدوره قائدًا عسكريًا كبيرًا.

أما العميد محرابي، فسيُدفن أيضًا في القطعة رقم 24 من مقبرة “بهشت زهراء” في جنوب طهران، وهو الموقع ذاته الذي سيضم جثمان اللواء سلامي والعميد ربّاني، وقد بدأت مراسم الدفن منذ ساعات في مرقد السيد عبد العظيم الحسني بمدينة “ري” جنوب العاصمة.

اللواء حاجي زاده، والعميد باقري من سلاح الجو الفضائي التابع للحرس الثوري، أوصيا بأن يُدفنا في القطعة المخصّصة لشهداء مدافعي الحرم في مقبرة “بهشت زهراء”، ومن المقرر أن تتم هذه الإجراءات خلال الساعات المقبلة.

كما سيتم نقل جثمان الشهيد اللواء شهيد ماني، الذي كان يشغل رئاسة موقع “خاتم الأنبياء”، إلى مدينة همدان، حيث سيُدفن إلى جانب الشهيد القائد همداني. بينما سينقل جثمان اللواء القادري، مسؤول الاستخبارات في الحرس الثوري، إلى مدينة مشهد ليوارى الثرى هناك.

أما اللواء أيزدي، المعروف بالحاج رمضان، فسيُدفن في مدينة قم المقدسة، وسط مراسم خاصة ستُقام له خلال الأيام المقبلة، تقديرًا لمكانته الرفيعة لدى الإيرانيين.

اللواء رشيد، أحد أكبر القادة الذين استُشهدوا خلال هذا العدوان من حيث المنصب، سينقل إلى مدينة دزفول. أما الشهيد محقق، فمن المرجّح أن يُدفن أيضًا في مسقط رأسه خلال اليوم أو غدًا.

سلسلة مراسم الوداع وإلقاء النظرة الأخيرة على الجثامين مستمرة اليوم، على أن تُستكمل عمليات الدفن في المدن المختلفة غدًا، كما يُتوقّع أن تُعلن السلطات عن مناسبات تكريمية متتالية في الأيام المقبلة، لتكريم القادة الذين كان لهم دور كبير، بحسب الإيرانيين، في حماية الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة.

وشهدت المراسم اليوم أيضًا حضور شخصيات سياسية وعسكرية بارزة، إضافة إلى رسائل وتصريحات رسمية. وقد شكّل حضور اللواء علي شمخاني، الذي أُصيب بجروح خطيرة خلال العدوان الأخير، أبرز هذه الرسائل الرمزية، حيث حاول العدو الصهيوني اغتياله.

رسائل التشييع

تعددت الرسائل التي عبّر عنها المشهد اليوم، سواء من خلال الحشود الكبيرة بحد ذاتها، أو من خلال اللافتات التي رُفعت، والصرخات التي أُطلقت، واللطميات التي نُظّمت، والنشيد الوطني الذي صدح في المكان.

وإذا أردنا الانطلاق من أجواء المناسبة في بُعديها الزماني والمكاني، فنحن نتحدث عن شهر محرّم الحرام، الذي يحظى بقدسية خاصة لدى الإيرانيين، وعن ارتباطهم العاطفي العميق بمسيرة الإمام الحسين (عليه السلام). هذا الارتباط ينعكس بشكل مباشر على عقيدتهم ومبادئهم، ويترجم باستعداد هذا الشعب لتقديم المزيد من التضحيات، بما يشمل الأرواح وكل ما يملكون، في سبيل مسيرتهم المستمرة في مواجهة جبهة الباطل.

وقد جدّد الإيرانيون اليوم هذا الانتماء، من خلال حضورهم اللافت، ولباسهم الأسود، وشعاراتهم المرفوعة، وراياتهم المعبّرة، وهتافاتهم التي حملت رسائل واضحة.

إحدى أبرز هذه الرسائل وُجّهت إلى العدو، وإلى الخارج الذي راهن طويلاً على تفكك هذا المجتمع وانقسامه، ليس فقط من خلال الاستهداف العسكري، بل عبر حملات دعائية وإعلامية هدفت إلى بث الشائعات وإثارة الفتن الداخلية. طوال الفترة الماضية، سعت هذه الجهات إلى الإيحاء بأن الشعب الإيراني مستعد للانقلاب على قيادته بمجرد أن تضعف أو تُستهدف.

لقد كانت الغارات والاستهدافات التي تعرض لها الشعب الإيراني تحمل بُعدًا رمزيًا، أراد منه العدو الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية، أن يثور هذا الشعب على قيادته. لكنه ثار بالفعل، لا ضدها، بل إلى جانبها. فالمظاهرات والمسيرات التي شهدتها مختلف المناطق منذ اليوم الثاني للعدوان، وصولاً إلى يوم وداع الشهداء الكبار، شكّلت تعبيرًا واضحًا عن هذا الموقف.

كما شكّلت مراسم التشييع نوعًا من الامتنان والتعظيم، ومنحت الشهداء رمزية خاصة كمنارات تُلهم الأجيال القادمة. هذه المواقف تُسجّل في التاريخ، وتتحول إلى مدرسة وطنية وروحية للأجيال المقبلة، وهو ما يؤكده الإيرانيون اليوم، كما أكدوه في الأمس وخلال العقود الأربعة الماضية من عمر ثورتهم.

في هذا السياق، يمكن الحديث أيضًا عن إعادة شحن للهمم وتحفيز جماهيري واسع، وهو ما تحتاج إليه الشعوب عمومًا، فكيف بشعب مثل الشعب الإيراني، الذي يتمتع بارتباط عاطفي وثيق بقيادته وبمبادئها المتجذّرة في السيرة الحسينية.

خروج الجماهير باللطميات، والهتافات، والشعارات، كان شكلًا من أشكال التعبير عن هذا الارتباط، وإعادة تعبئة جماهيرية للمرحلة المقبلة، والتي أكد الإيرانيون من خلال تحركاتهم اليوم أنهم مستعدون لخوضها، وأنهم واعون تمامًا لمخططات العدو، سواء على مستوى استهداف الجبهة الداخلية، أو على مستوى أي مغامرة عسكرية مقبلة.

هذا كله عبّر عنه بوضوح خطاب المشاركين في المسيرات، كما عبّرت عنه المواقف الرسمية الصادرة عن القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية، ولا سيما وزارة الخارجية، حيث أدلى المتحدث باسمها بتصريحات خلال مشاركته في التشييع، وجّه فيها الشكر للشعب الإيراني على وقفته الوطنية، مؤكدًا أن هذه المشاركة الجماهيرية تمثل ركنًا أساسيًا في المواجهة، وسلاحًا فعّالًا في الخطوط الأمامية، خاصة أن الشعب نفسه كان هدفًا مباشرًا لهذا العدوان.

في سياق متصل، صدرت تصريحات تتعلق بمواقف إيران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك بسياساتها تجاه المفاوضات والمرحلة المقبلة، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الأمني والعسكري. وتتّسق هذه المواقف مع الرسائل التي صدرت عن الحشود اليوم، والتي شكّلت تعبيرًا عن نهضة شعبية متواصلة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المرحلة تأتي استكمالًا لمراسم الوداع التي أُقيمت خلال فترة العدوان، سواء لمدنيين أو لعسكريين، وشهدت مشاركة شعبية واسعة. كما أُقيمت وداعات خاصة لبعض القادة الذين ارتقوا في سياق المواجهة.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق