العدو يستمرّ بتثبيت وجوده في الجنوب السوري.. توجّه دمشق جنوباً غير وارد!

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العدو يستمرّ بتثبيت وجوده في الجنوب السوري.. توجّه دمشق جنوباً غير وارد!, اليوم السبت 12 أبريل 2025 05:11 مساءً

زين صندوق

في القنيطرة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي نشاطها وتوغّلها في المنطقة، حيث يتّخذ طابعًا أمنيًا غير اعتيادي، بحسب ما يلحظه الأهالي هناك. وفي التفاصيل، دخلت، اليوم السبت، دورية إسرائيلية مؤلفة من دبابتين وأربع سيارات إلى أطراف بلدة كودنا في المحافظة، وهو ما اعتبره الأهالي “حالة غير اعتيادية” مقارنةً بالتحركات السابقة من حيث نطاق التوغّل، ولا سيّما أنه كان يقتصر على دورية من دبابة واحدة تعود إلى نقطة تمركزها بعد انتهائها؛ ما يُشير إلى اتساع أهداف التوغّل تبعًا لاتساع نطاقه وترافقه مع حركة طيران استطلاعي مكثّف.

وفي سياق متّصل، أقام العدو، أمس الجمعة، حاجزًا عسكريًا على طريق طرنجة – حضر، وأغلق طريق حضر – حرفا باتجاه ريف دمشق، حوالي الساعة السابعة صباحًا، تزامن ذلك مع تحليق مكثف سابق للطيران المسيّر قبل ساعتين من الإغلاق. ورجّحت مصادر أهلية أن حملات مداهمة وتفتيش دقيق طالت بعض منازل قرية طرنجة؛ دون صدور إعلان رسمي عن سبب الإغلاق أو منع تحرك المدنيين وعبورهم، أو عن حالة الترهيب التي اختلقها العدو في محيط القرية عبر إطلاق النار بشكل عشوائي.

النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا يتزامن مع توترات تشهدها العلاقة مع تركيا. ففي الوقت الذي تسعى فيه تركيا لجعل سوريا مساحة نفوذ فعّالة لمشاريعها، ترى “إسرائيل” أن ذلك يهدّد أمنها ويُثير القلق على حدودها، ما استدعى دعوة ضمنية لأميركا للدخول على خطّ ضبط التوازن بينهما. وقد تجلّى ذلك في المحادثات التي جرت بين الطرفين في باكو، والتي وصفها مسؤول إسرائيلي في حديث لصحيفة تايمز أوف إسرائيل بأنها “متفائلة للغاية”، مؤكّدًا انفتاح بلاده على “احتفاظ تركيا بقاعدة عسكرية محدودة داخل الأراضي السورية”. من جهتها، قابلت تركيا هذا الطرح بحصر قلقها في التهديدات الإرهابية المتمثلة بـ”داعش” و”حزب العمال الكردستاني”، وفق ما أشار إليه المسؤول.

وأضافت الصحيفة أن دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإردوغان “يقيّد أيضًا قدرة إسرائيل على المناورة”، مشيرة إلى أن ترامب أوضح خلال لقائه الأخير مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، استعداده “لمساعدة إسرائيل في التعامل مع تركيا، لكن على إسرائيل أن تُظهر مطالب معقولة”.

دمشق تستبق أثر الدعوة المشبوهة

وفي قراءة داخلية للوضع السوري المتعلّق بالشأن الإسرائيلي، يبدو أن دمشق تتجه نحو التطبيق الفعلي والمتسارع لرسائل الطمأنة التي أكدت فيها مرارًا أنها لن “تشكل مصدرَ تهديدٍ لأحد”، وسط ضغوط إسرائيلية تراها إدارة الشرع عامل إقلاق وإرباك لمشروع إعادة بناء الدولة. هذه الدولة تتجه نحو تنويع شراكاتها والاعتماد على تركيا في تعزيز مهارة إدارة التوازن الداخلي، بما يرضي أميركا الداعمة للنشاط الإسرائيلي، دون إغضاب تركيا الحليف الذي شكّل ركيزة دعم لدمشق في الوصول إلى قصر الشعب، ويشاركها “القلق” من ضرب الاستقرار، قبل أن تُرسَم “الخطوط الحمر” في معادلة موازنة المصالح.

استكمالًا لذلك، عُقد اجتماع بين الفصائل الفلسطينية وإدارة العمليات العسكرية في وزارة الدفاع السورية، في مخيم خان الشيح بدمشق. وقد جاء الاجتماع على خلفية دعوات وُصفت بـ”المشبوهة” دعت إلى “تحرّك شعبي نحو الجولان ودرعا”، ما دفع إدارة دمشق إلى استباق تبعاتها؛ تلافيًا لأي احتكاك أو تصعيد قد يؤدي إلى خسائر بشرية، بحسب ما نُقل عن المجتمعين، فضلًا عن تجنّب أي مظهر مسلح داخل المخيمات تحت أي ظرف، ومنع حيازة السلاح خارج الأطر الرسمية التابعة للدولة السورية.

ويشاطر أهالي نوى في ريف درعا الغربي هذا التوجه، في ظل تحركات أرتال عسكرية من دمشق باتجاه المحافظة، بعد توتر أمني أودى بحياة أحد عناصر “الأمن العام”، وتسلم السلاح من الريف الشرقي. ويأتي ذلك في سياق توجه دمشق نحو منع المظاهر المسلحة، لا سيما في المناطق الحدودية، تفاديًا لخلق “ذريعة” قد تستغلّها إسرائيل، ما قد يُحرج الإدارة السورية بتصعيد لن يمرّ مرور الكرام لدى أهالي الجنوب الذين يعضّون على نواجز ترقّب انتهاكات العدو وسياساته الاحتلالية.

وسبق أن زار وفد من وزارة الدفاع مخيم اليرموك بدمشق، عقب سقوط النظام هناك، ومنع الفصائل من حيازة السلاح، حتى الخفيف منه، بحسب ما أفادت به مصادر أهلية عاينت الموقف.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق