تفاؤل حذر لقرب التوصل لاتفاق يوقف الحرب على غزة.. تفاصيل مفاوضات الدوحة

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

بدا أن طرفي الصراع في غزة، الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة وعلى رأسهم حركة حماس اقتربا من التوصل إلى اتفاق ينهي القتال الدموي الذي تجاوز العام بأشهر، مخلفا وراءه نحو ٤٥ ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال في قطاع غزة، فضلا عن آلاف المصابين، وتدمير البنى التحتية والمنازل في القطاع الفقير والمحاصر.

وكالة رويترز، قالت إن مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى أُرسلت إلى كل من إسرائيل وحركة "حماس" للموافقة عليها، وفقا لمسئول مطلع على المفاوضات، في حين وصف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الصفقة التي يجري التباحث بشأنها حاليا بالكارثة على الأمن القومي لدولة إسرائيل.

323.jpeg

ضغوط ترامب 

وبحسب مراقبين، فإن التحول في موقف نتنياهو حدث نتاج ضغوط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على نتنياهو، ودعوته إلى التوصل إلى اتفاق قبل موعد تنصيبه. وأوردت القناة 12 الإسرائيلية أن ترامب بدأ خلال اليومين الأخيرين التدخل شخصيا في مسألة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة، وقالت إنه مهتم بتوقيع اتفاق في أقرب وقت ممكن قبل توليه منصبه.

ومؤخرا قال الرئيس الأمريكي جوبايدين إنه سيتحدث مع الرئيس عبدالفتاح السيسي للتشاور بشأن الصفقة المحتملة لوقف إطلاق النار في غزة. ولعبت القاهرة دورا محوريا لوقف إطلاق النار في غزة، وقدمت العديد من مسودات اتفاقات لوقف الحرب لكن نتنياهو وحكومته المتطرفة كانت دوما ترفض تلك الاتفاقات.

324.jpeg

انفراجة منتصف الليل 

المسئول الذي تحدث للوكالة الإخبارية، أشار إلى التوصل إلى انفراجة في الدوحة بعد منتصف الليل في أعقاب محادثات بين قيادات المخابرات الإسرائيلية، وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني.

وذكر المسئول أن رئيس وزراء قطر التقى بقيادة حماس، في حين التقى ويتكوف بوفد إسرائيلي لدفع الجانبين نحو التوصل إلى اتفاق، لكن مسئولا إسرائيليا آخر نفى لوكالة رويترز تلقي إسرائيل مسودة الاتفاق حتى الآن.

وفي الإطار ذاته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن هناك تقدما في المفاوضات بشأن اتفاق الأسرى، وأنهم يعملون بشكل مكثف لإنجاز الصفقة قريبا، كما نقلت القناة 13 عن مسئول إسرائيلي قوله إنه "يمكن القول بحذر إننا قريبون من إمكانية إتمام صفقة التبادل".

325.jpeg

أصوات المتطرفين

في المقابل، وصف وزير المالية الإسرائيلي صفقة التبادل التي يجري التباحث بشأنها حاليا بالكارثة على الأمن القومي لدولة إسرائيل، وقال إنه "لن يكون جزءا مما سماه صفقة استسلام تشمل الإفراج عن كبار الإرهابيين ووقف الحرب وإهدار الإنجازات التي تحققت"، على حد قوله.

وذكر سموتريتش أنه حان الوقت لاحتلال القطاع والسيطرة على المساعدات وفتح أبواب الجحيم حتى استسلام حماس وإعادة المختطفين، وفق تعبيره.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن عائلات المحتجزين الإسرائيليين تواجه سموتريتش في لجنة المالية بالكنيست لمعارضته صفقة التبادل ووصفها بالكارثة، بحسب موقع الجزيرة نت الاخباري.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناع سموتريتش بدعم صفقة التبادل باءت بالفشل، وكانت هيئة البث ذكرت في وقت سابق أن نتنياهو خرج بانطباع بأن سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير -اللذين عارضا جميع المقترحات السابقة لإنهاء الحرب- لن يقدما على تفكيك الحكومة إن أبرمت الصفقة.

المخابرات التركية 

إلى ذلك، بحث قادة من حماس هاتفيا وزير المخابرات التركي إبراهيم كالين تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.

واستعرض رئيس مجلس شورى الحركة رئيس المجلس القيادي محمد درويش، وخليل الحية رئيس الحركة في غزة، خلال استقبالهما اتصالين هاتفيين منفصلين، التقدم الجاري في المفاوضات غير المباشرة التي تتم بوساطة مصرية قطرية، مؤكدين حرص حماس على الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب على غزة.

326.jpeg

لقاء مع أمير قطر 

في السياق، قالت حماس إن وفدا من الحركة برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي، التقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، حيث بحث الجانبان آخر تفاصيل الجهود المبذولة للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

استعراض اللقاء، التقدم الذي أحرز خلال الأيام الأخيرة في الدوحة، مؤكدين أن الأمور تسير بشكل جيد، وأن حماس تتعامل مع هذه الجهود والتطورات بشكل إيجابي.

الإفراج عن 3 آلاف أسير

وفي إطار آخر، كشف رئيس هيئة شئون الأسرى، قدورة فارس، أن أكثر من 3 آلاف أسير فلسطيني سيفرج عنهم في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المرتقب بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بينهم 200 من المحكوم عليهم بالمؤبد.

وفي تصريحات نشرتها وكالة معا الفلسطينية للأنباء أوضح قدورة، أن المرحلة الأولى ستشمل الإفراج عن 25 محتجزا إسرائيليا في قطاع غزة، مقابل تحرير 48 أسيرا من محرري صفقة شاليط وإعادتهم إلى منازلهم، بالإضافة إلى 200 أسير محكوم عليهم بالمؤبد، و1000 أسير آخر، بينهم جميع الأطفال والنساء والمرضى في سجون الاحتلال.

وأشار فارس، بحسب الوكالة، إلى أن جميع الفئات المذكورة سيعودون إلى منازلهم في القدس وغزة والضفة الغربية، باستثناء الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد، الذين سيُبعدون على الأرجح إلى 3 دول، هي قطر ومصر وتركيا، وأكد أن هذا الخيار قد يكون اضطراريا وحكيما لتجنب تهديدات الاحتلال باغتيال الأسرى المحررين.

وفي سياق متصل، لفت فارس إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أصر على زيادة عدد المحتجزين الإسرائيليين المُفرج عنهم في المرحلة الأولى بإضافة 9 آخرين، بينهم جنود جرحى، مقابل ثمن إضافي يتم التفاوض عليه حاليا، ويتضمن تحرير مزيد من أسرى المؤبدات.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال فارس، إنه سيصل إلى العاصمة القطرية الدوحة للتأكد من معايير إنجاز صفقة تبادل الأسرى "حتى تكون دقيقة وخالية من الأخطاء"، مؤكدا أنه ليس جزءا من طاقم التفاوض.

ووفق تقارير، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن مصدرا في حركة حماس، وصفته الصحيفة بالمطلع على مسار المفاوضات، قوله، إنهم يقتربون من إعلان اتفاق وقف لإطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى، لكن هذا يتوقف على الرد الإسرائيلي المنتظر، مضيفا أنه في حال عدم اختلاق شروط إسرائيلية جديدة، سيكون الاتفاق جاهزا للإعلان لدى الوسطاء، في إشارة إلى مصر وقطر والولايات المتحدة.

ووفقا لما نقلته الصحيفة عن المصدر فإن "حماس قدمت مرونة كبيرة فاجأت الوفد الإسرائيلي عبر الموافقة على تقديم قائمة بأسماء الأسرى الأحياء ضمن المرحلة الأولى، وإضافة 11 أسيرا للقائمة بناء على طلب وشرط إسرائيلي جديد خلال الجولة الحالية من المفاوضات بشأن المرحلة الأولى".

تحول في مسار المفاوضات

كما نقلت القناة عن مصدر إسرائيلي القول إنه تقرر إرسال رئيسي الموساد والشاباك إلى المفاوضات في الدوحة بعد لقاء المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مع نتنياهو.

وقالت إن كبار أعضاء الوفد الإسرائيلي، برئاسة رئيس الموساد موجودون في قطر ويحاولون إنجاز المفاوضات.

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق