سوريا تحيي الميلاد بأشجار البهجة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بدت مدينة حيفا في أبهى حللها بالإضاءة المبهرة لشجرة عيد الميلاد الكبيرة وشارع الجبل الذي تنتشر فيه المطاعم والمقاهي والمتاحف وتعلوه قبة البهائيين، بعدما كانت المدينة هدفا لهجمات صاروخية من لبنان.

وزينت بلدية حيفا شارع الجبل، كما يسميه العرب والذي يحمل رسميًا اسم بن غريون، وهو أحد الشوارع الرئيسية في المدينة. واكتظ الشارع بالمحتفلين الذي اعتمر بعضهم قبعة بابا نويل، فيما حمل أطفال بالونات ملونة مضيئة وانتشرت بسطات باعة الكستناء المشوية والترمس والحمص والألعاب.

وتحت مسمى "عيد الأعياد"، زيّنت بلدية حيفا الشارع ونصبت شجرة ميلاد كبيرة مضاءة في منتصفه، ووضعت بجانبها فانوسًا رمضانيًا، وشمعدانًا بمناسبة عيد الأنوار (الحانوكاه) الذي يصادف يوم عيد الميلاد. كما زينت وأضاءت حي وادي النسناس القريب وسوقه الشعبية العربية، فبدت المدينة كأنها لم تعش حالة حرب قبل أسابيع فقط.

وتتدلى إضاءة الميلاد من واجهات بيوت المسيحيين، ومن بيوت العديد من الروس المهاجرين المقيمين في المدينة.

ويقول عضو البلدية رجا زعاترة، رئيس كتلة الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، إنه "في ظل الأوضاع القاسية التي تعيشها البلاد والمنطقة، اختارت حيفا إحياء الأعياد بالتركيز على الموسيقى والفن والرسالة الإنسانية من جهة وعلى إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال".

ويضيف أنه "بعد شهور غير سهلة في ظل الحرب، تم رصد ميزانيات إضافية لإقامة هذه الفعاليات في قاعات وباحات الكنائس". ويوضح أنه "أقيم وسيقام في حيفا عدد من الفعاليات والأمسيات والعروض الفنية والموسيقية الميلادية، بدعم من البلدية".

ويقول نيقولا عبدة أبو الزوز الملقب سانتا كلوز حيفا "منذ أسبوع وأنا أتجول بملابس بابا نويل، ليس فقط في مدينة حيفا، بل ذهبت أيضًا إلى مدينة الناصرة، أوزع الهدايا على الأطفال في المدارس". ويتابع "أقوم بزيارة المستشفيات، والأطفال المعاقين، ومرضى السرطان"، لافتًا إلى أن "التبرعات انخفضت نتيجة للوضع الاقتصادي، أنا أقوم بالتطوع لهذا الدور منذ 35 عامًا في المدينة كي نزرع الفرحة في قلوب الأطفال والمرضى والمحتاجين".

وتعرضت حيفا لهجمات صاروخية مكثفة نفذها حزب الله توقفت إثر التوصل إلى هدنة في تشرين الثاني بين الحزب اللبناني وإسرائيل بعد أكثر من عام من القصف المتبادل عبر الحدود الذي تحول إلى حرب مفتوحة في النصف الثاني من أيلول.

"شجرة الأمنيات"

وفي الناصرة "مدينة البشارة" نصبت شجرة ميلاد زينت بالألوان الأحمر والأبيض والأخضر على لون العلم الفلسطيني وأطلق عليها وصف "شجرة الأمنيات"، فيما وضعت أغنية تقول كلماتها "ليلة الميلاد يمحى البغض، ليلة الميلاد تزهر الأرض، ليلة الميلاد تدفن الحرب".

وأوضح رئيس كنيسة الروم الأرثوذكس في الناصرة الأب بسيم عصفور لفرانس برس أن "هذه الشجرة ليست الشجرة الرئيسية التي تسمى الشجرة الميلادية النصراوية وارتفاعها 30 مترًا ونزينها في ساحة الكنيسة كل عام وتتفق عليها كل الكنائس".

وأضاف "زيّنا هذه الشجرة بطول سبعة أمتار وسميناها شجرة الأمنيات وكتبنا وعلقنا عليها كلمة سلام بعشر لغات، فرسالة عيد الميلاد هي النور والسلام والمحبة والتعاطف الذي نؤمن به". وتابع "فعلنا ذلك بموجب توصيات مجلس الكنائس وبسبب الأوضاع العامة والحرب وتداعياتها وتاثيرها على الناس".

ولفت إلى أن "الفكرة أن تكون الاحتفالات داخل أسوار الكنيسة ببرنامج ملتزم للأطفال هادف كي يكبروا على المبادئ الإنسانية". وقد تم إضاءة كنيسة البشارة بالكامل الخميس الماضي. وتمنى أن "يهتدي القادة للسلام"، مشددًا أنه "لا يمكن أن يكون عيد الميلاد طبيعيًا ما دام كل شيء حولنا غير طبيعي".

بدوره، قال راعي كنيسة البشارة للاتين في مدينة الناصرة الأب إبراهيم صباغ "اتفقنا نحن وجميع الكنائس ألا نضيء الشجرة الرئيسية الكبيرة المتفق عليها في عيد الميلاد". وأضاف "لا نستطيع، فهناك أناس تهان كرامتها أو تموت في غزة وثمة مخطوفين"، موضحًا "نحن نحتفل بالصلاة والشعائر الدينة ولا شيئ خارج بازيلكا البشارة".

"في خط المواجهة"
وفي بلدة عبلين في الجليل التي سقط العديد من شظايا الصواريخ فيها، أضيء دير مار إلياس الذي يقع على أعلى تلة في البلدة، كما أضيئت شجرة ميلاد ضخمة فيها. ومنذ أسبوع، بدأ شباب أطلقوا على أنفسهم اسم "شبان الساحة" الاحتفال بعيد الميلاد في الشوارع، وارتدوا ملابس تنكرية على شكل دببة وأرانب ورقصوا على أنغام أغنيات تعالت من سياراتهم.

أما في بلدة معليا المسيحية الحدودية في الجليل، فلم يسمح للسكان بالتجمع بسبب تواصل سريان قيود فرضتها "الجبهة الداخلية". وقال رئيس المجلس المحلي إيليا العبد "لم يمر على الهدنة سوى شهر واحد، ونحن مصنفون باللون الأصفر، أي أننا لا نستطيع التجمع أكثر من 200 شخص".

وأضاف "نحن في خط المواجهة نبعد عن لبنان خمسة إلى ستة كيلومترات، فكرنا بإقامة مهرجان الميلاد، وكان من الممكن أن نطلب موافقة استثنائية من الجبهة الداخلية وأن نحصل على موافقة لتجمع ثلاثة آلاف شخص، لكن فكرنا إذا أعلنا عن مهرجان كهذا فسيحضر نحو عشرة آلاف من كل البلدات المجاورة، عندها قد تتدخل الشرطة فعدلنا عن الفكرة". وأوضح "أقمنا فقط حفلاً صغيرًا متواضعًا، أضأنا الشجرة وعزف كشافة البلدة وتجمع عدة مئات وانتهى الموضوع".

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق