الشرع يعرض خارطة طريق جديدة في سوريا.. هل يمكن أن تُقبل من قبل المجتمع الدولي؟

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

الاربعاء 08 يناير 2025 | 10:48 صباحاً

أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام ومبعوث الأمم المتحدةغير بيدرسن

أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام ومبعوث الأمم المتحدةغير بيدرسن

كتب : محمود أمين فرحان

يسعى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا لتحفيز مجلس الأمن الدولي لدعم تحول سوريا نحو ديمقراطية تعددية، لكن هذا المسعى يواجه مقاومة قوية داخل سوريا، حيث يشعر المواطنون بالريبة بعد مزاعم تواطؤ الأمم المتحدة مع نظام الأسد على مدى 14 عامًا من الصراع الدامي، وفقًا لتقرير "الغارديان".

تحديات الانتقال إلى الديمقراطية

تواجه الحكومة المؤقتة في سوريا مخاوف من أن رفع العقوبات الدولية قد يرتبط بمطالب غربية مبالغ فيها. هذا إلى جانب تعميق الشكوك في فعالية دور الأمم المتحدة، خاصة بعد ما يعتبره البعض إخفاقًا في تقديم حلول حاسمة على مدار السنوات الماضية.

هيئة تحرير الشام وتحول المواقف

أحمد الشرع، الزعيم الفعلي في سوريا، أوضح خلال محادثاته مع الدول الخليجية والغربية أن مجموعته "هيئة تحرير الشام" قد تحولت منذ فترة طويلة من فصيل سلفي جهادي في إدلب إلى قوة تكنوقراطية تسعى لاستيعاب جميع أطياف الشعب السوري.

الموقف الغربي تجاه الحكومة الانتقالية

بالرغم من التحول المعلن من "هيئة تحرير الشام"، يظل الموقف الغربي والأممي مترددًا في تقديم تنازلات كبيرة، باستثناء بعض الإعفاءات المؤقتة من العقوبات. تأتي هذه التحفظات بسبب غياب الضمانات الواضحة حول شكل الحكومة الانتقالية التي من المتوقع أن تولي السلطة في مارس القادم.

الانتقادات الألمانية للأطر الإسلامية

وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أكدت في زيارتها الأخيرة إلى دمشق أنه لا يمكن لبرلين تمويل سوريا في ظل الأطر الإسلامية التي قد تهيمن عليها جماعات مثل "هيئة تحرير الشام". وقالت إن حقوق المرأة ستكون المعيار الرئيسي الذي ستقيم به الدول الغربية هذه الجماعات.

ضغوط أوروبية على سوريا

تواجه سوريا خيارًا صعبًا بين قبول سياسة الجزرة والعصا الأوروبية، حيث من المتوقع أن يصدر تحذير مشابه من قادة الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم مع الولايات المتحدة في روما. ورغم ذلك، يبدو أن البلاد قد تكون أكثر مقاومة لاستقبال النصائح من الأمم المتحدة بعد سنوات من خيبات الأمل.

تراجع الدعم الشعبي للأمم المتحدة

بحسب رهف الدغلي، المتخصصة في الشأن السوري بجامعة ليستر، فإن شعبية الأمم المتحدة بين السوريين قد تراجعت بشكل كبير لدرجة أن بعض مجموعات المجتمع المدني قد تتردد في طلب مساعدتها. الدغلي أكدت أن "الصراع كان طويلًا جدًا لدرجة أن السوريين يشعرون بعدم القدرة على الاقتراب من الأمم المتحدة لطلب المساعدة بسبب خذلانها المستمر".

السوريون يعودون الى دمشقالسوريون يعودون الى دمشق

مزاعم التواطؤ مع نظام الأسد

اتهمت مجلة "سوريا في انتقال" الأمم المتحدة بتعزيز الرواية الزائفة التي تروج بأن بشار الأسد قد خرج منتصرًا في الحرب، مما جعل عملية التطبيع مع النظام خطوة طبيعية. وقد أثارت هذه المزاعم موجة من الانتقادات في الداخل السوري، حيث يعتبر الكثيرون أن الأمم المتحدة كانت مجرد ذراع مساعد للنظام في مواجهة المعاناة الإنسانية.

فشل الأمم المتحدة في إنهاء المعاناة

لطالما دافعت الأمم المتحدة عن برنامج مساعداتها في سوريا، معتبرة أن التعاون مع النظام كان ضروريًا لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين. ومع ذلك، لا يتردد أحمد الشرع في انتقاد فاعلية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن المنظمة والمجتمع الدولي فشلا في تحسين الوضع السوري بشكل جوهري.

خارطة الطريق البديلة للشرع

خلال اجتماعه مع المبعوث الأممي غير بيدرسون في دمشق، اقترح أحمد الشرع خطة بديلة تهدف إلى تأجيل الانتخابات لفترة تصل إلى أربع سنوات، وهو ما يتجاوز الجدول الزمني المحدد في القرار الأممي 2254. هذه الخطوة أثارت جدلاً، حيث يعتقد البعض أن اعتراضه قد يكون متصلًا بعدم قبول القيم التعددية والعلمانية التي تدعمها الأمم المتحدة.

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق