حالة من الجدل المستمر تفرض نفسها على الإعلام الرياضي خلال الفترة الأخيرة، وذلك عقب قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، والتي اعتمدت توصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي، وبدأ تطبيقها منذ مطلع يناير الجاري.
حول تلك القرارات تحدث «الرئيس نيوز» مع عدد من المتخصصين في الإعلام الرياضي، للحديث عن أسباب الجدل المثار حول القرارات.
أيوب: وضع ضوابط أفضل من إلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي
اعتبر الناقد الرياضي ياسر أيوب، أن قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بخصوص الإعلام الرياضي، قد يكون جزء منها له فائدة، والجزء الأخر لا داعي له، موضحا إن إلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي لم يكن لها مبرر، ولن تقضي على الجدل وانتقادات الحكام، مشيرا إنه كان من الأفضل وضع ضوابط للفقرة بدلا من إلغائها تماما.
وقال أيوب، إن هذه القرارات قد تصب في صالح قنوات أخرى غير مصرية، لأن هذه القنوات لا ينطبق عليها هذه القرارات ولا تتبع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وبالتالي قد تستفيد من هذه القرارات التي تتيح لها الانفراد بفقرة تحليل الأداء التحكيمي، في مواجهة قنواتنا المصرية، مشيرا إلى أن قرار مثل هذا يقضي على المنافسة، وكان من الممكن أن يخرج بصيغة أفضل دون إلغاء الفقرة.
أضاف أيوب، إن الأزمة الحقيقية ليست في مدة البرامج ولا توقيت عرضها، ولكن الأزمة في المحتوى المقدم للجمهور، وكان من الأفضل أن يكون الاهتمام بالمحتوى وليس بالشكل وتوقيت ومدة العرض، وقال: "التجاوز أو الخطأ المهني قد يحدث سواء كان البرنامج مدته ساعة أو ربع ساعة".
البرمي: ضبط الأداء يأتي من المحتوى وليس توقيت ومدة العرض
وعن حالة التباين حول تلك القرارات، قال الناقد الرياضي محمد البرمي، إن هذه القرارات تعكس الاختلاف حول جدواها في ضبط المحتوى للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحيانًا مفتعلة، بحثًا عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية.
وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب، ويرى أن ضبط الأداء يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ.
وتابع البرمي، أن الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور، لافتًا إلى أن ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب.
عضو لجنة الإعلام الرياضي: هدفنا القضاء على التعصب
وقال الناقد الرياضي خالد توحيد، عضو لجنة الإعلام الرياضي التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن هذه القرارات صدرت بعد مناقشات طويلة نظمتها وزارة الشباب والرياضة، مضيفا إن الهدف ليس التضييق كما يروج البعض، ولكن الهدف هو ضبط الأداء الإعلامي للبرامج الرياضية، بما يضمن عدم وجود تجاوزات وأخطاء، من شأنها نشر التعصب وإفساد الحياة الرياضية.
وأكد توحيد، أن آلية عمل تنفيذ المدونة، تضمن أنه ستحال الجزاءات في حالة مخالفة المدونة إلى القوانين واللوائح المُنظمة للعمل الإعلامي بصفة عامة، ويتعين على الجهة المنوط بها متابعة الالتزام بهذه المدونة، مخاطبة الجهة المسؤولة عن تطبيق العقوبات، واقتراح ما تراه في هذا الشأن، بحسب ما نصت عليه المادة 28 من مدونة سلوك الإعلام الرياضي، موضحا أن المجلس سيحيل أي إعلامي رياضي مخالف إلى نقابته المختصة، سواء كانت نقابة الصحفيين أو الإعلاميين.
المستكاوي: الأولوية للتدريب
يرى الناقد الرياضي حسن المستكاوي، أن الإعلام الرياضي قد يكون أكثر خطورة من أي إعلام أخر، لأنه يخاطب الملايين، ولذلك كان يجب وضع قواعد منظمة لمنع التحريض والتعب الرياضي، ولكن الأهم من هذه القرارات الصادرة، هو احتيار مقدمي البرامج الرياضية.
أوضح المستكاوي، أن الإعلامي الرياضي يجب أن يكون موضوعيا ومحايدا، كما يجب أن يكون ملم بكافة تفاصيل اللعبة ولديه ثقافة رياضية أو على الأقل مارس الرياضة.
وأشار إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أهدافه واضحة، وتتلخص في ضبط أداء الإعلام الرياضي، وهذا حق مشروع وواجب والتزام عليه، ولكن يجب أيضا أن يكون هناك أفكار أكثر واقعية لتلافي الأخطاء، مع ضمان المنافسة الإعلامية، موضحا إن الأمور لن تنضبط بمجرد قرارات، ولكن يجب اتخاذ خطوات أخرى أهم لكل من يقدم محتوى تليفزيوني رياضي، فمثلا يجب تطوير أداء المذيعين وتثقيفهم، وتوعيتهم بالرسالة التي يجب أن يقدموها للجمهور.
وتابع أن سيات ممارسة مهنة الإعلام الرياضي مرتبطة ارتباطا وثيقا بأخلاقيات الممارسة. فمن يخاطب رأيا عاما يجب أولا أن يكون موهوبا، يملك الصوت والقبول، والشخصية، والكاريزما، ويجيد فن المخاطبة، فن الكلام، ومثقفا ثقافة عامة، ويملك ثقافة رياضية عامة، ولو كان متخصصا في رياضة فيجب أن يعرف قوانينها، وتطور تلك القوانين وأسباب التطور والتغيير في القوانين.
قرارات تنظيم أداء الإعلام الرياضي
وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أصدر 4 قرارات وصفها البعض بالصادمة التي تقضي على المنافسة، في حين يرى أخرون أنها قرارات جيدة لضبط أداء الإعلام الرياضي.
وتلخصت هذه القرارات في تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري، بما لا يزيد عن 90 دقيقة (ساعة ونصف)، بالإضافة إلى تحديد مدة الاستوديو التحليلي لمباريات كرة القدم سواء كانت محلية أو دولية، بما لا يزيد عن 60 دقيقة (ساعة)، تتوزع قبل وبعد المباراة.
كما ألغى المجلس فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع مسمياتها، سواءً داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برنامج آخر، وذلك في جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية.
وحظر الأعلى للإعلام البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الـ12 ليلًا (منتصف الليل) وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي، وبين أنه لا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة، ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية بمراعاة فروق التوقيت.
0 تعليق