تراجع أعداد المتبرعين يصعب مهام مراكز تحاقن الدم في تأمين المخزون

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

خلق دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة وتوالي العطل المدرسية والوطنية ترقبا لدى مسؤولي مراكز تحاقن الدم بالمغرب، إذ ساهم في تراجع عدد المتبرعين بالنصف تقريبا وتوقف عدد أيام المخزون في 3 أيام في الحدود القصوى بكل مركز، في وقت تستمر طلبات المرضى في خلق الضغط على هذا المخزون.

على سبيل المثال، ووفقا لمعطيات رسمية، فعلى مستوى المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء تتراوح مدة المخزون من هذه المادة حاليا ما بين يومين و3 أيام في الحدود القصوى؛ وذلك بعدما صار عدد المتبرعين لا يزيد عن 200 متبرع يوميا، في وقت يحتاج تدعيم المخزون إلى حوالي 400 منهم يوميا.

أما المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط، فهو الآخر لا يزيد عدد مرتاديه للتبرع بشكل يومي عن 200 متبرع، في وقت يحتاج إلى ما بين 200 و300 متبرع في الفترات العادية، على اعتبار أن مخزونه لا يسمح بتغطية ما يزيد عن 3 أيام من الطلب المتواصل على الدم من قبل المرضى.

وفي هذا الصدد، أكدت مسؤولتان جهويتان وجود استقرار في عدد المتبرعين بالدم يوميا، بما يجعل المخزون من هذه المادة الحيوية أمام معادلة الاستجابة للطلب الحاصل عليه من لدن المرضى، مع تأكيدهما على ضرورة انخراط المغاربة في هذا الورش لدعم احتياجات الحالات المستعجلة على الخصوص.

تزايد الطلب

أمال دريد، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء، قالت إنه “يتم يوميا تسلم ما يصل إلى 480 طلبا من أجل توفير الدم، بما يوجب توفير ما يتراوح ما بين 500 و600 كيس يومي، من خلال استقبال ما يصل إلى 400 متبرع”.

وأضافت دريد، في تصريح لهسبريس، أن “المصحات والمستشفيات والمصالح الاستشفائية الكبرى، بما فيه الأنكولوجيا، تتطلب مخزونا كبيرا من هذه المادة الحيوية، إلى درجة أن الجهة يمكنها أن تستهلك لوحدها 36 في المائة من المخزون الوطني”، مبيّنة أن “الوضعية مستقرة؛ غير أنها ليست بالمطمئنة، إذ تنص منظمة الصحة العالمية على توفير مخزون من الدم يكفي لحوالي 7 أيام”.

ورأت المسؤولة ذاتها أنه “من المستحيل على مستوى الجهة ذاتها توفير هذا الرقم كمخزون من الدم، حيث في أحسن الحالات نتمكن من تأمين ما يكفينا خلال 3 أيام فقط، أي 72 ساعة”، متابعة: “نسجل في هذه الفترة 200 متبرع يومي بالدم؛ في حين أننا نحتاج على الأقل إلى 400 متبرع”.

كما أكدت “أن فترة البرد تعتبر بمثابة مرحلة صعبة بالنسبة لمراكز تحاقن الدم، حيث يعزف الناس بنسب مهمة عن التبرع، بما يجعل المراكز والمستشفيات أمام تحدي الحفاظ على المخزون الكافي للمدة التي تتراوح بين يومين وثلاثة أيام”، لافتة إلى أن “كل هذا يحدث على الرغم من العمل بثلاث استراتيجيات للتقرب من المواطنين، بما فيها توفير الوحدات المتنقلة”.

وأردفت قائلة: “يجعلنا هذا الواقع أمام معادلة صعبة، لأن صحة المواطنين المرضى تتطلب توفر أكياس الدم بشكل يومي؛ وهو ما ينضاف إلى كون الدم المتبرع به يمر من مسار خاص قبل الوصول إلى مرحلة الجاهزية، مع وجود عدد من المصحات الجديدة التي ترفع هي الأخرى من الطلب على هذه المادة الحيوية”.

في انتظار المتبرعين

جميلة الكوردو، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط، أكدت، من جهتها، “أن فترة الشتاء تتسبب في تراجع أعداد المتبرعين دائما، بما يؤثر على وضعية المخزون الوطني من هذه المادة الحيوية؛ وهي على العموم إشكالية عالمية في مثل هذا الوقت من كل سنة بالتحديد”.

وأضافت الكوردو، في تصريح لهسبريس، “أننا بالجهة مثلا نحتاج إلى ما بين 300 و400 متبرع في اليوم؛ غير أننا في هذه الفترة نسجل حوالي 200 متبرع في اليوم، وهو ما لا يتيح لنا تلبية جميع طلبات المرضى الذين يحتاجون إلى هذه المادة، سواء كانوا حالات استعجالية أو من أجروا عمليات جراحية للتو أو من يحتاجون إلى الدم في فترات غير منتظمة”.

وأكدت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط أن “المخزون من الدم لا يكفي لمدة تزيد عن 3 أيام عوضا عن الـ7 أيام التي ينصح بها”. ولأجل سد على هذا الخصاص، أبرزت المسؤولة عينها: “نقوم عادة بحملات تحسيسية لنشر ثقافة التبرع، إذ نحاول استغلال أيام العطل من أجل تدعيم المخزون؛ فعدم التمكن من توفير أكياس إضافية من الدم في كل يوم يعني ضغطا على ما نتوفر عليه أساسا من احتياطات”.

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق