افتقد مشجعو البطولات الأربع الكبرى للتنس، وبشدَّة، عروض النجم نيك كيريوس لأكثر من عامين، ولكنهم سيستمتعون بكل دقيقة عندما يعود اللاعب المتمرد إلى بلاده، عبر بوابة «بطولة أستراليا المفتوحة للتنس»، الأسبوع المقبل.

وباستخدام تصنيف «محميّ» يسمح للاعب بالمشاركة في البطولات الكبرى، بعد غيابه عن أي بطولة لمدة 6 أشهر على الأقل بسبب إصابة جسدية، سيشارك كيريوس في «ملبورن بارك» لأول مرة منذ انسحابه عشية مباراته في الدور الأول، عام 2023.

وبعد سلسلة من الإصابات المروعة في الركبة والقدم والمعصم التي حدَّت من مشاركته إلى مباراة واحدة في بطولات الفردي خلال عامين، عاد اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً إلى المنافسة في «بطولة برزبين الدولية»، الأسبوع الماضي.

وخاض كيريوس مباراة واحدة فقط، وخسر بـ3 مجموعات أمام الفرنسي جيوفاني مبيتشي بيريكار، وقال بعدها إنه سيحتاج إلى «معجزة تقريباً»، حتى يتمكن معصمه من الصمود في «بطولة أستراليا المفتوحة».

ويعتبر صديقه القديم وزميله في الزوجي، تاناسي كوكيناكيس، واحداً من العديد من الأستراليين الذين يأملون في أن يتمكن كيريوس من إحداث المفاجأة في ملبورن إذا حافظ على صحته.

وقال: «إنه شخصية غريبة الأطوار. من الواضح أنه يتمتع بنوع مختلف من الطاقة، وهو لاعب رائع، لذا أعتقد أن الناس سيفضلون عودته».

وهذا أمر مضمون على الأقل بالنسبة للاعب يُعتبر بلا شك الأكثر انفعالاً، ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته في رياضة التنس الحديثة.

ولا يفشل كيريوس أبداً في حشد الجماهير خلفه، ويمكن أن يكون حماس الجماهير مزعجاً للمنافسين، خصوصاً على الملعب المفضل للبطل المحلي.

وقال البريطاني ليام برودي الذي تعرَّض لصيحات استهجان شديدة خلال هزيمته أمام كيريوس في ملعب «جون كين»، عام 2022: «كان الجميع يقولون لي: (أوه، ستستمتع بها حقاً، ستكون مباراة مذهلة). لكنني أعتقد أنها كانت مباراة فظيعة للغاية».

وحتى مباريات كيريوس في الزوجي كانت مليئة بالجماهير؛ فقد تابعت الجماهير، التي اكتظت بها الأماكن المسموح بها، وفقاً لقيود فيروس «كورونا»، في ذلك الوقت، مسيرته غير المتوقعة نحو لقب الزوجي لعام 2022 مع كوكيناكيس.

وتأمل الجماهير في أن يتمكن كيريوس من تحقيق أداء مماثل في منافسات الفردي هذا العام حتى لو كانت تاريخ إصاباته يجعل الأمر غير واضح.

والفوز بالمباريات التي تمتد لـ5 مجموعات ليس بالأمر الهين، خصوصاً عندما يعود اللاعب بعد فترة طويلة من الإصابة.

وحمل كيريوس مضربه بالكاد في عام 2023 بسبب تمزق في أربطة معصمه.

وبعد إجراء جراحة لإعادة تشكيل معصمه، لم يعد كيريوس إلى تسديد الكرات حتى منتصف عام 2024.

وربما كانت مشكلات الإصابة وإعادة التأهيل الطويلة أكبر الاختبارات التي واجهت كيريوس في مسيرته المهنية؛ حيث جاءت بعد وقت قصير جدا من موسمه المثير في عام 2022، عندما وصل إلى نهائي «ويمبلدون» ودور الثمانية بـ«بطولة أميركا المفتوحة».

ولم يختف كيريوس عن الأنظار تقريباً؛ حيث حافظ على مكانته البارزة من خلال برامج التعليق والمدونات الصوتية (البودكاست)، بينما نشر آراء ساخنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول المنشطات في رياضة التنس.

ولكن هناك حماسة حقيقية، لأن كيريوس عاد إلى الملعب، وبدأ يستعد لما يأمل هو وجماهيره في أن تكون فرصة حقيقية للفوز بالألقاب الكبرى.

وقال كيريوس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عند تأكيد عودته إلى «ملبورن بارك»: «كانت الأعوام القليلة الماضية صعبة للغاية، ولكنني أريد فقط أن أكون هناك، وأن أشعل حماس الجماهير وألعب في بلادي. سواء كان الأمر جيداً أم سيئاً، فمن المؤكد أنه سيكون ممتعاً للغاية.

الدافع الوحيد الذي يقودني للعودة واللعب هو محاولة الفوز ببطولة كبرى، وسأحاول مرة أخرى».