جريمة في محراب العلم.. مقتل "خالد" على يد زميله داخل معهد تعليمي بالشرقية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع الضوء الأول للشمس معلنة عن نهار جديد، استيقظ خالد الشاب صاحب الـ١٩ ربيعا، كعادته للاستعداد للذهاب نحو المعهد لأداء الامتحانات، دون أن يدرى أن السيناريو المعتاد سوف تتبدل أحداثه فى ذلك اليوم.
داخل غرفته بمنزل الكائن بمنزلة أسرته فى منطقة العاشر من رمضان. 

تناول "خالد" وجبة الإفطار، ثم خرج من المنزل، بعد أن ودع أسرته على أمل العودة فى نهاية اليوم عقب انتهاء يومه التعليمي، رافعاً أكف الضراعة طوال الطريق للمولى عز وجل، والأمل يحدوه أن يوفق فى الامتحان، حتى لا يضيع مجهوده طوال الشهور الماضية، ويحقق أحلامه التى لطالما حدث أسرته عنها.


وصل "خالد" الطالب المجتهد نحو المعهد كعادته، مبتسمًا ومتفائلًا، ينتظر بحماس لحظة دخول الامتحان، وهو الأمر الذى تحقق مع وصول عقارب الساعة التاسعة صباحا، ليكون أول الحاضرين داخل "المدرج" منتظراً ورقة الإجابة ليبدأ ملئها بما خزنته ذكراته طوال الفترة الماضية من تعليم وبحث واجتهاد، إلا أن كابوساً كان ينتظره فى الخارج بعد أداء الامتحان.


داخل أروقة المعهد، وبينما كان خالد يؤدى الامتحانات كان هناك طالب آخر "زميله" يدعى "أحمد" يخطط لارتكاب جريمة مروعة وضع لها خطة محكمة استطاع خلالها من الدخول إلى محراب العلم بـ سلاح أبيض ليساعده فى تنفيذ جريمته النكراء، والتى قرر خلالها الانتقام من "خالد" ، لوجود خلافات سابقة بينهما.


حيث نشب فى وقت سابق شجار عابر، لكنه انتهى بما لا يمكن تصوره، حيث عقد "أحمد" العزم على تأديب الضحية وسط المعهد أمام جميع زملائه وكأنه يريد أن يقول للجميع إن هذا مصير من يقف أمامى داخل هذا المعهد.


مع وصول عقارب الساعة إلى الحادية عشرة صباحا، خرج خالد من قاعة الامتحان كـعصفور صغير يحلق بجناحيه نحو الخارج حيث العودة نحو منزله ولقاء الأسرة ليفرح قلوبهم بقيامه بالإجابة على جميع الأسئلة الواردة فى الامتحان.


حتى اصطدمت فرحته بزميله "أحمد" حيث كان ينتظره فى الخارج، والذى قام بافتعال مشاجرة مع خالد، ليرد عليه خالد قائلا:" أنت عاوز تعمل معايا مشكلة ليه، انا مش فاضى لك دلوقتي"، ليبدأ أحمد فى التشاجر معه وهنا قرر خالد الدفاع عن نفسه حتى لا يسقط على الأرض.


تجمع الطلاب داخل المعهد من كل حدب وصوب وقاموا بفض المشاجرة، إلا أن المتهم الذى انتزعت الرحمة من قلبه أخرج من بين طيات ملابسه سلاح أبيض، وهرول نحو المجنى عليه خالد وسدد له طعنة نافذة ليسقط على الأرض غارقاً فى دمائه فى مشهد مأساوي.


خلال دقائق وصلت سيارة الإسعاف إلى مسرح الحادث وجرى نقل المجنى عليه إلى المستشفى فى حالة خطيرة، لتصعد روحه إلى بارئها بعد إجراء عملية جراحية داخل المستشفى متأثرا بإصابته.


عقب وقوع الحادث انتقلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، إلى مسرح الحادث، ثم انتقلت إلى المستشفي، حيث التقى رئيس المباحث مع أسرة الضحية، واستمع لأقوالهم حول ملابسات وظروف الواقعة.


كما استمع رجال البحث الجنائى إلى أقوال عدد من زملاء المجنى عليه والذين أكدوا قيام القاتل بالتربص بالمجنى عليه بقصد تأديبه لوجود خلافات سابقة بينهما، ثم لاذا بالفرار عقب ارتكاب الجريمة.


بدورها؛ نجحت الأجهزة الأمنية فى القبض على المتهم، والذى أقر بارتكاب الجريمة.
بالعرض على النيابة العامة أمرت بالتصريح بدفن جثمان المجنى عليه، وحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات.


"خالد كان أحن قلب فى الدنيا، ولم نتخيل أن يموت بهذه الطريقة"، بكلمات الحزن التى فاضت بدموع الفراق، روت والدة المجنى عليه تفاصيل الساعات الأخيرة فى حياة نجلها لـ"البوابة".


فقالت: ابنى مش بتاع مشاكل كان طول عمره عايش يحلم أنه يبقى إنسان مؤثر فى المجتمع، ودائما كان يجلس معى يتجاذب أطراف الحديث ويحدثها عن تحويل الألم لأمل ليطمئن قلبها بكلماته التى كانت تخطف مسامع الجميع، فرغم صغر سنه لكنه كان متزنًا هادئ الطبع".


تابعت والدة المجنى عليه:" خالد كان شاب مختلف عن جميع أقرانه، فكان لا يضيع وقته فى الجلوس على المقاهي، بل يسعى لكسب المال بالحلال ليساعد نفسه على متطلبات الحياة الدراسية حتى لا يحملنا فوق طاقتنا، فكان يشعر بنا ولا يريد أن يزيد الحمل علينا.


وأضافت الأم: "القاتل قرر الانتقام من ابنى عشان شاطر وناجح وعقد العزم على التخلص منها، حيث اعترف بارتكاب الواقعة أمام الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، وكل ده بسبب أنه عاوز يفرض السيطرة على الطلاب داخل المعهد ويعيش دور الزعيم عليهم".


وأوضحت الأم:" أن اتصال ورد إليهم أخبرهم أن خالد تم نقله إلى المستشفى بسبب قيام زميله بالتعدى عليه بسلاح أبيض داخل المعهد، وحينما وصلت وجدته فى غرفة العمليات، وأخبرنا الأطباء أن حالته خطيرة، وحينها كنت اتمنى أن أكون مكانه ولا يحدث له هو اى مكروه، حتى أخبرنا الأطباء بعد عدة ساعات أن الأمر الإلهى نفذ واستردت الامانه لخالقها، ووقتئذ فقدت الوعى لفترة وحتى هذه اللحظة لا اصدق أن ابنى وقرة عينى قد مات اجلس أمام المنزل انتظره عودته كعادته بعد انتهاء اليوم الدراسي.


واستطردت الأم: "القاتل مشهور عنه سوء السلوك، وكثرة المشاجرات إزاى يدخل قلعة علم ومعه سلاح أبيض، انا ابنى مكنش معاه غير قلم رايح يمتحن ومافيش فى دماغه اى حاجه تاني، وكان بينهما خلاف قديم وخلص ليه يقتل ابنى بالطريقة دى ومين يعوضنى ابنى دلوقتى انا قلبى أصبح ميت وحياتى تحولت إلى جحيم بعد موت خالد ولن تدخل الفرحة بيتى مرة أخري.


واختتمت الأم حديثها:" مش عايزة غير حق ابنى بالقانون، ولن يريح قلبى سوى إعدام القاتل حتى يكون عبرة لغيره".
 

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق