نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فضيحة – تسريب هائل في روسيا : نشر مليوني وثيقة سرّية تتعلق بقواعد نووية على الإنترنت ؟, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 02:44 صباحاً
نشر بوساطة حمزة بن خليفة في تونس الرقمية يوم 09 - 06 - 2025
فضيحة جديدة تهز روسيا : نحو مليوني وثيقة سرّية مرتبطة بمنشآتها النووية الاستراتيجية تم تسريبها على الإنترنت، وفقًا لتحقيق مشترك أجرته كلّ من منظمة "دانواتش" الدنماركية والأسبوعية الألمانية "دير شبيغل".
و يُعدّ هذا التسريب من أخطر وأدق التسريبات التي تم رصدها حتى الآن بشأن البنية العسكرية الروسية.
قاعدة الصواريخ الاستراتيجية في قلب الفضيحة
في صلب هذه التسريبات تبرز قاعدة قوات الصواريخ الاستراتيجية (RVSN) الواقعة قرب مدينة ياسني في منطقة أورنبورغ، وهي القاعدة المعروفة بأنها تحتضن، وفقًا للكرملين منذ سنة 2019، صواريخ "أفانغارد" فرط الصوتية، القادرة على حمل رؤوس نووية والمناورة بسرعات فائقة.
قاعدة نووية مكشوفة بكل تفاصيلها
الوثائق، التي بقيت متاحة على الإنترنت لعدة أشهر، تضم مخططات كاملة للبنية التحتية العسكرية: مبانٍ، أنفاق تحت الأرض، أنظمة أمنية، أجهزة مراقبة، مواقع الكاميرات، أجهزة الإنذار، الأبواب المدرعة، النوافذ المعزّزة، التجهيزات المعلوماتية، و حتى الشعارات المعلّقة في الممرات.
و تغطي هذه المخططات مناطق شديدة الحساسية من مهاجع الجنود إلى غرف الأسلحة، مرورًا بشبكات الكهرباء وأنابيب المياه.
و يكشف التحقيق أيضًا معلومات حول عادات الجنود، وأنشطتهم الترفيهية، والمعدات الرياضية المستخدمة داخل القاعدة، وحتى طبيعة التدريبات العسكرية المجراة هناك.
كنز استخباراتي للغرب
بحسب فيليب إنغرام، القائد السابق للكتيبة الأولى للاستخبارات العسكرية البريطانية، فإن هذه الوثائق تمثل مستوى من التفاصيل يضاهي ما تمتلكه أجهزة الاستخبارات المتقدمة، وقد تمكّن من كشف نقاط ضعف محتملة في الدفاعات النووية الروسية.
أما توم روسيث، الأستاذ في الكلية العسكرية النرويجية، فيعتبر أن هذا التسريب يأتي في وقت تعزز فيه روسيا اعتمادها على الردع النووي، وسط تصاعد التوتر مع حلف شمال الأطلسي والغرب. ويشير إلى أن هشاشة مثل هذه المنشآت قد تضطر موسكو إلى إعادة بناء جزء كبير من بنيتها التحتية، وهي عملية مكلفة ومعقدة سياسيًا.
ثغرة إدارية تعود إلى عام 2024
تعود جذور هذا التسريب، على ما يبدو، إلى خطأ إداري أدى إلى نشر وثائق حساسة ضمن طلبات عروض عسكرية خلال صيف 2024، في ممارسة سبق أن تعرّضت لانتقادات واسعة، رغم سنّ تشريعات جديدة لتقييد مناقصات الدفاع أقرّتها الدوما في ديسمبر 2020.
و قد استغلّت شركات روسية قاعدة بيانات كان من المفترض أن تكون محمية، لتُدرج فيها عن غير قصد مخططات بالغة الحساسية صارت متاحة للعموم.
و رغم ضخامة التسريب، لم يصدر أي تعليق عن وزارة الدفاع الروسية، إلا أن قاعدتين استراتيجيتين في ياسني قد تم وضعهما في حالة تأهب قصوى، وفقًا لمصادر غربية.
فضيحة أم زلزال استخباراتي ؟
يثير هذا التسريب غير المسبوق تساؤلات عميقة حول قدرة روسيا على تأمين معلوماتها الرقمية، حتى في أكثر قطاعاتها حساسية.
و في خضمّ تصاعد التوترات الجيوسياسية، يُهدد هذا الانكشاف مصداقية الموقف النووي الروسي. فبينما تكمن قوة الردع في القدرة على الردّ غير القابل للاختراق، فإن جعل المخططات النووية متاحة للجميع قد يشكل نقطة ضعف استراتيجية حاسمة.
و تبرز هذه القضية أيضًا الأهمية المتزايدة لحروب المعلومات والاستخبارات السيبرانية في موازين القوى الحديثة، حيث قد تصبح قيمة وثيقة مسرّبة تفوق قيمة صاروخ أُطلق.
.
0 تعليق