وزير الطاقة السعودي يحقق أهداف تحالف أوبك+ (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أصبح من المؤكد لدى جميع المشاركين في أسواق النفط، أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قد نجح في تحقيق أهداف تحالف أوبك+.

ووفق قاعدة البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتجه أسعار النفط نحو أضيق نطاق سنوي منذ عام 2019؛ ما يشير إلى استقرار السوق وعدم حدوث اضطرابات شديدة في الإمدادات.

ويعكس ذلك صحة قرارات تحالف أوبك+ الأخيرة، رغم تعرضه لعديد من الانتقادات خلال المدّة الأخيرة، في محاولة للتقليل من دوره الفعّال في تحقيق التوازن والاستقرار في أسواق النفط.

وخلال اجتماعه الوزاري الأخير في 5 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن تحالف أوبك+ تمديد تخفيضات الإنتاج الجماعية والطوعية من قبل السعودية و7 دول أخرى أعضاء في التحالف.

وأوضح التحالف أن قراره جاء في ضوء الالتزام المستمر للدول الأعضاء بتحقيق سوق نفط مستقرة، وتوفير التوجيه والشفافية على المدى الطويل للسوق، وتماشيًا مع النهج المتمثل في الحيطة والاستباقية والوقائية.

تمديد تخفيضات أوبك+

قرّر تحالف أوبك+ تمديد تخفيضات إنتاج النفط بمقدار مليونَي برميل يوميًا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2026.

كما أعلنت السعودية و7 دول أعضاء في تحالف أوبك+ تمديد إنتاج النفط الطوعية بمقدار 1.65 مليون برميل يوميًا، التي أُعلنت في أبريل/نيسان 2023، حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2026.

وقررت الدول الـ8 تمديد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، التي أُعلِنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لمدّة 3 أشهر حتى نهاية مارس/آذار 2025، على أن تُعاد على مدار 18 شهرًا، ويُمكن إيقاف هذه الزيادة الشهرية، أو عكسها، وفقًا لمستجدات السوق.

وأعربت الدول المشاركة في إعلان التعاون عن خالص امتنانها للمملكة العربية السعودية على قيادتها الاستثنائية والتزامها الراسخ باستقرار سوق النفط العالمية.

فقد تمكّنت الدول، برئاسة وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، من تجاوز التحديات برؤية إستراتيجية، وتعزيز التماسك في المجموعة من خلال جهود بناء التوافق وضمان التوازن والشفافية في سوق النفط، بحسب ما جاء في البيان الذي أصدره التحالف عقب الاجتماع.

وشدّد الوزراء على أهمية الالتزام بحصص الإنتاج المقررة وآلية التعويض الكاملة، مع تمديد مدة التقييم من قبل المصادر المستقلة الـ3 إلى بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2026، لاستعمالها دليلًا لمستويات الإنتاج المرجعية لعام 2027.

تحالف أوبك+

نطاق أسعار النفط

وفق المعلومات التي رصدّتها منصة الطاقة المتخصصة، أصبح من المؤكد أن العقود الآجلة في لندن ونيويورك تتجه نحو أضيق نطاق سعري سنوي منذ عام 2019؛ ما يشير إلى توقف مفاجئ لسنوات من التقلبات الكبيرة في أعقاب الوباء العالمي ثم الحرب في أوكرانيا.

وتأرجح خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 22.40 دولارًا حتى الآن، وهو نطاق لم يتقلص إلا مرتين فقط خلال العقدين الماضيين.

ويتناقض عدم اتخاذ خطوات كبيرة بصورة صارخة مع عدد المخاطر الكبيرة التي واجهها النفط الخام خلال العام الجاري (2024)، من الهجمات الانتقامية بين إسرائيل وإيران إلى تباطؤ في الصين، أكبر مستورد في العالم.

وبدلاً من ذلك، سيطر الشلل -خاصةً في الأشهر الأخيرة من عام 2024- على المشهد، مع انخفاض تقلبات الخام، في الوقت الذي يُقيّم فيه المتداولون خطر فائض المعروض في العام المقبل (2025)، في سوق وضعت فيها قيود إنتاج أوبك+ حدًا أدنى للأسعار، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وقال كبير إستراتيجيي السلع الأساسية في شركة الخدمات المالية ماريكس (Marex)، ريان فيتزموريس: "لقد عادت تقلبات السوق أخيرًا إلى طبيعتها بعد الصدمات التي سببتها جائحة فيروس كورونا وحرب أوكرانيا في السنوات القليلة الماضية.. هناك فرصة جيدة لاستمرار النطاق العام المقبل أيضًا".

وجزء من سبب بقاء الأسعار هادئة للغاية هو أن العديد من المخاطر لم تصاحبها اضطرابات في الإمدادات، وفي الوقت نفسه، عادت الطاقة الاحتياطية في جميع أنحاء السوق إلى مستويات أكثر راحة، بحسب ما أكدته بلومبرغ في تقريرها.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تمتلك منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك نحو 5.4 مليون برميل يوميًا من الإمدادات التي يمكنها إعادتها إلى السوق.

كما ساعد إضافة مصافي التكرير الجديدة في إعادة الهوامش إلى وضعها الطبيعي، ما أدى إلى مزيد من انخفاض التقلبات.

وزير الطاقة السعودي يرد على الاتهامات

كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قد أكد في تصريحات سابقة أن "الاتهامات لأوبك+ بأنه جهة مثبتة لأسعار النفط لن ترهب التحالف".

وشدد وزير الطاقة السعودي على أن تحالف أوبك+ قادر على الاستجابة سريعًا لأي تغيير في سوق النفط؛ إذ لديه الخيار لوقف أو عكس زيادة الإنتاج إذا ما اقتضت الحاجة.

وأشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أنه جرى التعامل مع كل التباينات داخل "أوبك+" بشأن قرارات الإنتاج، مشددًا على أن التحالف لم يتحول إلى التركيز على الحصة السوقية.

وقال الوزير، خلال مشاركته بمنتدى بطرسبرغ الاقتصادي في روسيا: "من أجل زيادة الطاقة الإنتاجية على مر السنين، يجب أن يكون لديك مسار واضح لكيفية فعل ذلك، لكن هذا لا يعني كما يُقال الآن أن أوبك+ تحوّل من كونه مثبتًا للأسعار كما يزعمون، إلى مقاتل على حصة السوق".

وتابع: "إن اجتماع أوبك+ (الذي انعقد في 2 يونيو/حزيران 2024) كان الأنجح منذ اجتماع أبريل/نيسان 2020"، مشيرًا إلى أن المنتجين سيكونون أمام زيادة تدريجية في الإنتاج في الأعوام الـ3 المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. أسعار النفط تتجه إلى أضيق نطاق سعري سنوي من وكالة بلومبرغ.
  2. قرارات تحالف أوبك+ بتمديد تخفيضات الإنتاج من الموقع الرسمي لمنظمة أوبك.
  3. تمديد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية لـ8 دول من التحالف من الموقع الرسمي لمنظمة أوبك.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
مصطفى منصور
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق