اقرأ في هذا المقال
- • كوريا الجنوبية استوردت 865.33 مليون برميل من الخام من يناير إلى أكتوبر الماضيين
- • المصافي دفعت ما معدله 83.96 دولار أميركي للبرميل في الأشهر الـ10 الأولى
- • أساسيات تكرير وتجارة النفط في كوريا الجنوبية ما تزال سليمة تمامًا
- • المصافي تستمر في تلقّي وشراء النفط الخام كالمعتاد، وتنفيذ عقود توريد المنتجات النفطية
تتأثر واردات مصافي التكرير في كوريا الجنوبية بسعر صرف الدولار الأميركي مقابل العملة المحلية الوون، التي تراجعت قيمتها بشكل ملحوظ.
وتخشى المصافي الكورية ارتفاع تكاليف تسوية النفط الخام وسط ضغوط تمرُّد رئيس البلاد، يون سوك يول، على العملة المحلية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتراقب هذه المصافي عن كثب الانخفاض الحادّ الأخير للوون مقابل الدولار مع تجاوز تكاليف تسوية النفط الخام لتقديرات إنفاقها الأولي على شراء المواد الخام حيث تحوم العملة المحلية عند أدنى مستوى لها منذ عدّة سنوات، وسط صراع سياسي داخلي.
من جهتها، تتأثر مصافي التكرير الـ4 الكبرى في كوريا الجنوبية -إس كيه إنوفيشن، وجي إس كالتكس، وإس-أويل، وهيونداي أويلبنك- بشدة بسعر صرف الدولار مقابل الوون، حيث تعتمد ثالث أكبر دولة مستوردة للنفط الخام في آسيا على الواردات لتلبية جميع احتياجاتها من النفط الخام تقريبًا.
(الوون كوري جنوبي = 0.00070 دولارًا أميركيًا)
وتيرة إعادة الأموال الأجنبية
تسارعت وتيرة إعادة الأموال الأجنبية إلى البلاد بعد أن أعلن الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وما يزال الوون الكوري الجنوبي تحت الضغط، على الرغم من مشروع قانون العزل الذي أقر في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث يسعى معارضو الرئيس يون والحزب الحاكم إلى اعتقاله والتحقيق بشأن تأثير محاولة الانقلاب في تقويض ثقة المستثمرين، وفقًا لصناعة التكرير والمشاركين في السوق المالية.
وتستقبل المصافي شحنات الخام الحامض من الشرق الأوسط التي حُمِّلَت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هذا الأسبوع.
وقد أُبرِمت الصفقات الفورية في الغالب في وقت أبكر كثيرًا خلال دورة التداول في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما كان سعر صرف الدولار مقابل الوون أكثر ملاءمة.
ويقول مديرو المواد الخام في اثنتين من المصافي الكبرى في كوريا الجنوبية، إن التسويات النهائية لفواتير الشحنات الفورية سوف تتمّ بمجرد استكمال عمليات فحص الجودة والخدمات اللوجستية وجميع الأوراق الإدارية في الأسابيع المقبلة.
وقال كبير مديري المواد الخام في إحدى المصافي الكبرى في كوريا الجنوبية: "لدينا فريق خاص بنا للمشتقات النفطية والتحوط من العملات، ولكن الانخفاض الحادّ والمفاجئ في قيمة الوون كان بمثابة مفاجأة كبيرة، حيث كانت سلسلة الأحداث السياسية الأخيرة غير متوقعة".
وبحسب إدارة المواد الخام ومصادر التداول التي لديها معرفة بالأمر، ومقرّها سيول وسنغافورة، فإن المصافي قد تسجل خسائر مرتبطة بالعملات الأجنبية تتراوح بين 5 و10 ملايين دولار أميركي مقابل كل زيادة قدرها 10 وون في سعر صرف الدولار مقابل الوون.
وبلغ سعر صرف الدولار مقابل الوون 1436.26 وون خلال جلسة التداول في سيول بعد الظهر في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مقارنة بـ 1403.96 وون في بداية الشهر، بحسب بيانات بنك كوريا.
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن شركة كوريا الوطنية للنفط المملوكة للدولة أن البلاد استوردت 865.33 مليون برميل من الخام من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول الماضيين، ودفعت المصافي ما معدّله 83.96 دولارًا أميركيًا للبرميل في الأشهر الـ10 الأولى.
وتشمل بيانات تكاليف الاستيراد لشركة كوريا الوطنية للنفط الشحن والتأمين والضرائب وغيرها من الرسوم الإدارية ورسوم المواني.
من ناحيتها، قامت وحدة بلاتس التابعة لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights بتقييم خام الشرق الأوسط الحامض (خام دبي) عند 73.46 دولار أميركي للبرميل في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
مصافي التكرير في كوريا الجنوبية
قال التجّار ومديرو المواد الخام ومسؤولو مصافي التكرير في كوريا الجنوبية والمديرون التنفيذيون، إن أساسيات تكرير وتجارة النفط في البلاد ما تزال سليمة تمامًا، حيث يُعدّ الصراع السياسي المحلّي مسألة منفصلة تمامًا عن الأنشطة التجارية والصناعية.
ورغم أن ملايين المواطنين الكوريين الجنوبيين يتجمعون يوميًا للمطالبة باعتقال الرئيس يون والتحقيق الجنائي السريع مع كل من يزعم تورّطهم في مرسوم الأحكام العرفية الصادر في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري، فإن الاحتجاجات لم تتسبب في إحداث أيّ ضرر يُذكر للشركات الخاصة والبنية الأساسية العامة.
بدورها، تستمر المصافي في استلام وشراء النفط الخام كالمعتاد وتنفيذ عقود توريد المنتجات النفطية لعملاء مختلفين في آسيا وأوقيانوسيا، وفقًا لمسوّقي المشتقات المتوسطة ومديري التداول في المصافي وشركات البتروكيماويات في كوريا الجنوبية.
من ناحية ثانية، فإن العملة المتقلبة تنذر بالسوء بالنسبة لهامش التكرير الإجمالي، وتأمل الصناعة في إنشاء هيكل قيادي جديد للحكومة بسرعة وسلاسة، وفقًا لمشاركين في التجارة ومصادر المصافي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقد نجحت الجمعية الوطنية في تمرير مشروع قانون لعزل الرئيس يون في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، واعتُقِل العديد من كبار العسكريين وموظفي مجلس الوزراء التابعين ليون بتهمة التمرد.
في المقابل، ما تزال ثقة المستثمرين في الأسواق المالية في كوريا الجنوبية هشة، حيث ما يزال العديد من كبار المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك القائم بأعمال الرئيس هان داك سو والعديد من نواب الحزب الحاكم، قيد التحقيق، أو في انتظار الاعتقال بتهمة مخالفة مرسوم الأحكام العرفية غير الدستوري.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق