مع دقات الساعات الأولى من العام الجديد، توقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، وهناك كان إقليم ترانسدنيستريا المنفصل عن مولدوفا أولى الضحايا.
ويربط شركة غازبروم الروسية وعددًا من دول شرق ووسط أوروبا اتفاق لتزويدها بالغاز المنقول عبر شبكة الأنابيب الأوكرانية، لكن كييف ترفض تجديد الاتفاق ما لم تنتهِ الحرب الدائرة على أراضيها منذ قرابة 3 سنوات.
ووسط درجات حرارة تصل إلى 4 مئوية فقط، انقطعت إمدادات التدفئة والماء الساخن إلى المنازل منذ وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء، وإلى الآن لا يُعرف موعد استئنافها وسط تحذيرات من كارثة إنسانية.
وانفصل إقليم ترانسدنيستريا عن مولدوفا في مطلع تسعينيات القرن الماضي مع انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن تتمركز على أراضي الإقليم قوة عسكرية روسية قوامها 1500 جندي، وتُوصف بأنها "ابنة بوتين المدللة".
توقف الغاز الروسي
بحلول الساعة السابعة صباح أول أيام عام 2025، قطعت شركة الطاقة المحلية في ترانسدنيستريا إمدادات التدفئة والماء الساخن لكل البنايات باستثناء المستشفيات.
وحثّت الشركة المواطنين على ارتداء ملابس تُبقيهم دافئين، كما نصحت بتجمع أفراد العائلة داخل غرفة واحدة ووضع البطانيات والستائر الثقيلة على النوافذ وأبواب الشرفات أو تشغيل أجهزة التدفئة الكهربائية.
كما حذّرت الشركة عبر موقعها الإلكتروني من استعمال المواقد الغازية أو الكهربائية لتدفئة المنزل، قائلة إنها "قد تؤدي إلى كارثة".
وفي رسالة إلى السكان، البالغ عددهم 450 ألف نسمة تقريبًا، أكد زعيم الإقليم فاديم كراسنوسيلكي أن الوضع "ليس بهيّن، لكن في العموم كنا مستعدين له".
وأشار إلى أن سبب توقف إمدادات الغاز الروسي يرجع في الأساس إلى خلاف حول متأخرات مولدوفا لشركة غازبروم الروسية.
ويربط روسيا ومولدوفا -التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي سابقًا- تاريخ طويل من العلاقات المتوترة والخلافات حول مدفوعات الغاز، لكنها تسعى الآن مع أوكرانيا إلى الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
وهناك، قال المتحدث باسم الحكومة دانيل فودا إن كل مستهلكي الطاقة في مولدوفا بمأمن، حيث تعمل كل محطات الطاقة الحرارية بصورة طبيعية.
وبحسب فودا، دعمت حكومة مولدوفا سكان ترانسدنيستريا، وتبحث عن حلول بديلة لتزويدهم بالحرارة والطاقة.
وكان من بين الحلول المقترحة تزويد الإقليم بالغاز عبر خط أنابيب ترك ستريم، بوساطة ضخ الغاز من تركيا ثم إلى بلغاريا ورومانيا ثم مولدوفا.
الغاز الروسي إلى مولدوفا
تعتمد منطقة ترانسدنيستريا المدعومة سياسيًا وعسكريًا من موسكو على الغاز الروسي في التدفئة وتوليد الكهرباء، وتمتلك محطة كهرباء عملاقة تعمل بالغاز الروسي، ومنها تشتري مولدوفا الكهرباء بسعر ثابت رخيص نسبيًا.
وقبل انتهاء اتفاق مرور الغاز الروسي عبر أوكرانيا، كانت موسكو تضخ قرابة ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا إلى ترانسدنيستريا، كما كانت الإمدادات الروسية تشغّل محطة كهرباء تعتمد عليها مولدوفا بنسبة 77%.
بدوره، ناشد برلمان المنطقة الكرملين والبرلمان في موسكو التوصل إلى اتفاق جديد مع أوكرانيا لاستمرار التدفقات الحيوية.
وفي ذلك الوقت، وعدت روسيا بحماية مواطنيها وجنودها بالمنطقة التي يتحدث معظم سكانها اللغة الروسية.
وقبل نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024 توجّه وزير الطاقة في مولدوفا فيكتور بارليكوف إلى سان بطرسبرغ، لإجراء محادثات مع قيادات شركة غازبروم لبحث السبل البديلة لتزويد ترانسدنيستريا بالغاز الطبيعي.
من جانبها، لم ترفض الشركة الروسية تزويد المنطقة بالغاز الطبيعي عبر الوسيلة الطبيعية -شبكة الأنابيب الأوكرانية- لكنها اشترطت الاتفاق بين مولدوفا وأوكرانيا على ذلك.
كما اشترطت دفع مستحقاتها أولًا، لكن ثمة خلاف حول حجم الدين، إذ تقول موسكو إنه 709 ملايين دولار، أما مولدوفا فتقول إنه 8.6 مليونًا فقط.
ووصف الوزير توقف الغاز الروسي بالسيناريو الواقعي، لكنه أقرّ بأن الأمر سيتطلب تقديم مساعدات مالية إلى الإقليم لمساعدته على البقاء وتجنّب حدوث كارثة إنسانية.
وفي خطوة مفاجئة، قرر رئيس مولدوفا إقالة الوزير بارليكوف، داعيًا مسؤولين اثنين في وزارة الطاقة إلى تقديم استقالتهما؛ بسبب الفشل في حل ما سماه "أزمة الطاقة".
كما قال رئيس الوزراء دورين ريكين، إنه سيطلب من البرلمان إعلان حالة الطوارئ في قطاع الطاقة لإدارة المخاطر -ولو جزئيًا على الأقل- بما يسمح للحكومة بفرض إجراءات من بينها حظر تصدير الغاز.
وكانت مولدوفا تستقبل ملياري متر مكعب من الغاز الروسي عبر أوكرانيا، لكن منذ عام 2022 اتفقت ترانسدنيستريا ومولدوفا على أن تذهب الإمدادات إلى المنطقة المنفصلة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- توقف إمدادات التدفئة في إقليم ترانسدنيستريا من وكالة رويترز.
- إقالة وزير الطاقة في مولدوفا من منصة يوراكتيف.
0 تعليق