تحقيق الحياد الكربوني في آسيا يتباطأ.. خطط مليئة بـ"الثغرات والحلول الزائفة"

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

اقرأ في هذا المقال

  • اليابان نجحت في خفض انبعاثات الكربون 25% خلال 10 سنوات
  • خطة اليابان لتحول الطاقة تعتمد على محطات توليد الكهرباء بالفحم والغاز المسال
  • إندونيسيا تعلن هدف تحقيق الحياد الكربوني في 2050 مثل الدول الغربية
  • خطة التخلص من محطات الفحم في إندونيسيا صعبة لكنها ليست مستحيلة

تمرّ خطوات تحقيق الحياد الكربوني في آسيا بمرحلة تباطؤ في الآونة الأخيرة، رغم ما شهدته بعض دولها من تقدم كبير في ذلك -مثل اليابان- إضافة إلى إندونيسيا التي طرحت خطة للتخلص من محطات الكهرباء العاملة بالفحم خلال 15 عامًا، وهي التي وصفها البعض بـ"المبالغ فيها".

ويعتمد عدد كبير من دول القارة على توليد الكهرباء بحرق الفحم، وتتصدر الدولتان العملاقتان -الهند والصين- هذا النهج، لذلك لا شيء يدعو إلى الاندهاش عند معرفة أن الأولى تحتل المركز الثالث بين أكبر مصدري انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا، في حين تتصدر الثانية القائمة، وجعل ذلك القارة مسؤولة عن معظم تلك الانبعاثات عالميًا.

ورغم ظواهر تغير المناخ التي باتت أكثر تطرفًا في السنوات الأخيرة، وكبّدت خزائن هذه الدول خسائر مليارية، فإن التحرك نحو تحقيق الحياد الكربوني في آسيا يتباطأ، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقالت رئيسة شبكة "كيكو نتورك" غير الربحية في اليابان، التي تعمل على علاج أزمة تغير المناخ من خلال المجتمع، مي أساوكا: "إن تباطؤ تحقيق الحياد الكربوني في آسيا يعكسه عدم اتخاذ التدابير الضرورية لذلك مثل التخلص من محطات الفحم ومضاعفة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة".

وأشارت إلى أن التحدي الرئيس الآن يتمثل في تلكّؤ خطة تحول الطاقة في آسيا، وخطط الحياد الكربوني في دول القارة مليئة بالثغرات والحلول الزائفة التي ستضر بمناخها، وتقود اليابان في جذب المنطقة إلى الوراء في ذلك.

اليابان تقود الحياد الكربوني في آسيا

كانت اليابان -حتى وقت ليس بالبعيد- في مقدمة الدول التي تقود خطط تحقيق الحياد الكربوني في آسيا. وفي بداية هذه الألفية حقّقت الدولة تقدمًا كبيرًا في خفض انبعاثات الكربون، إذ سجلت تراجعًا بنسبة 25% منذ عام 2013، وهو من أعلى المعدلات العالمية. كما تضاعف توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في اليابان من 10.9% في 2013 إلى 21.7% في 2022.

وجاء نجاح اليابان في خفض انبعاثات الكربون نتيجة النمو السريع لمشروعات الطاقة الشمسية بين عامي 2012 و2022، ورفع مستوى كفاءة الطاقة، إضافة إلى استهلاك وقود أحفوري أقل.

ولسوء الحظ، توقف تقدم اليابان في هذا الأمر خلال السنوات الأخيرة، إذ تباطأ نمو الطاقة الشمسية، كما لم تعتمد نشر طاقة الرياح على نطاق واسع حتى الآن.

ورغم وجود خطة جديدة لدى طوكيو التي أُطلِق عليها "غرين ترانسفورماشن" أو "جي إكس" لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050؛ فإنها تثير القلق؛ لأنها تعتمد -بصورة رئيسة- على تقنيات مثل الأمونيا والهيدروجين والتقاط الكربون وتخزينه.

كما ترتكز خطة "جي إكس" على تحقيق الحياد الكربوني عبر محطات الطاقة الحرارية التي تولد الكهرباء بحرق الفحم والغاز الطبيعي المسال، مع تقنيات التقاط الكربون الناجم عنها وتخزينه، أو بحرقه مع الأمونيا، وهما تقنيتان لم تثبت نجاعتهما، إضافة إلى ارتفاع تكلفتهما.

تفاصيل الخطة اليابانية لتحقيق الحياد الكربوني التي تبدو نوعًا ما "سد خانة" بسبب عدم جديتها، دفعت نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة "أصدقاء الأرض" في اليابان أيومي فوكاكوسا، إلى وصفها بأنها "غسل أخضر صافٍ".

وفي مطلع 2023، أطلق رئيس الوزراء الياباني السابق فوميو كيشيدا، منصة مجتمع آسيا للانبعاثات الصفرية "إيه زد إي سي" للتعاون في تحقيق الحياد الكربوني في آسيا". غير أن المنصة الجديدة تعتمد أساسًا على بنود مشابهة لخطة اليابان؛ لذلك لاقت رواجًا وتشجيعًا من دول آسيوية عديدة منتجة للوقود الأحفوري في القارة.

محطة طاقة شمسية في اليابان
محطة طاقة شمسية في اليابان - الصورة من ذا رينيوابل إنرجي إنستيتيوت

فحم إندونيسيا

الحياد الكربوني في آسيا ليس مهددًا بخطط اليابان "الغريبة" فقط، بل بمبالغة إندونيسيا -أيضًا- وهي من كبار الملوثين في القارة، في خططها للتخلص من الفحم، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وإندونيسيا من الدول الموقعة على اتفاقية باريس للمناخ. وبعد إعلانها تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060، أعلنت، خلال مشاركتها في قمة العشرين في البرازيل، التي انعقدت الشهر الماضي، تبكير هذا الموعد 10 سنوات ليصبح الهدف في 2050، مثل الدول الأوروبية وأميركا.

ولتحقيق الهدف، قرّرت إندونيسيا التخلص من محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم خلال 15 عامًا، أي بحلول 2040.

ويرى المتخصص في تمويل الطاقة في إندونيسيا بمعهد أبحاث اقتصادات الطاقة والتحليل المالي موتيا يوستيكا، أن هذا الأمر بمثابة تحدٍّ كبير، لكن من الممكن تحقيقه عبر وضع خطة صحيحة وسياسات واستثمارات، إضافة إلى الاستعانة بالدعم الدولي.

وكانت شركة الأبحاث المستقلة "إمبر" قد أطلقت تقريرًا الأسبوع الماضي، قيّمت فيه احتياجات إندونيسيا لتحقيق هدف التخلص من محطات الفحم في هذه المدة.

وأشارت إلى أن إندونيسيا تحتاج إلى 8 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، ودمج قدرة لتخزين الكهرباء بمقدار 4 غيغاواط/ساعة، إضافة إلى خفض كهرباء محطات الفحم بمقدار 3 غيغاواط سنويًا حتى عام 2040.

وقالت المحللة الرئيسة لسياسة الكهرباء في جنوب شرق آسيا في شركة "إمبر" دينيتا سيتياواتي: "إن التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2040 يضع إندونيسيا في مستوى يسمح لها بتحقيق هدف السيطرة العالمي على زيادة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، ما يمثل خطوة مهمة نحو مستقبل مستدام ومنخفض الكربون".

وتوفر محطات الكهرباء العاملة بالفحم الكهرباء لملايين الأسر في جميع أنحاء إندونيسيا، لكنها مصدر لنحو 60% من إجمالي انبعاثات البلاد، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1-تحول الطاقة في آسيا واليابان ليس على الطريق إلى الحياد الكربوني من إنرجي تراكر آسيا.

2- تحديات التخلص من محطات الفحم في إندونيسيا من تشينا دايلي.

3- الموقع الإلكتروني لكيكو نتورك.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
رانيا عبد المقصود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق