اقرأ في هذا المقال
- شركة وودسايد إنرجي أطلقت أول مشروع لتطوير النفط البحري بالمياه العميقة في السنغال.
- تطوير المرحلة الأولى من حقل سانغومار يتضمن 23 بئرًا.
- الاكتشافات الأخيرة بحوض أورانج في ناميبيا تُقدم بصيصًا من الأمل.
- مصر تستكشف خيارات لتكثيف تطوير الطاقة المتجددة.
تتسارع وتيرة العمل على مشروعات النفط والغاز عالميًا لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، خلال وقت تتشابك فيه الديناميكيات التقليدية مع الجهود الرامية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية.
هذه المشروعات لا تقتصر فقط على تعزيز أمن الإمدادات، لكنها تمثل أيضًا جسورًا تقنية نحو مستقبل أكثر استدامة؛ ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في مشهد الطاقة المتغير.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تصدّرت 3 مشروعات نفط وغاز المشهد العالمي خلال العام المنصرم (2024)؛ إذ نجحت بعض الدول في إطلاق مشروعات مبتكرة تمزج بين الكفاءة الإنتاجية وتقليل الانبعاثات؛ فمن تطوير أول مشروع بحري في السنغال إلى إطلاق المرحلة الثانية من مشروع بالين في ساحل العاج، أظهرت هذه المشروعات مدى مرونة القطاع في مواجهة التحديات.
وبالتزامن مع هذه الجهود، تظل هناك تحديات تعوق توسع مشروعات النفط والغاز؛ أبرزها ارتفاع التكاليف والتعقيدات التقنية، لكن النجاحات المسجلة في دول مثل ناميبيا ومصر تثبت أن الابتكار قد يكون مفتاح التغلب على هذه العوائق.
وفي الوقت نفسه، تسعى شركات مثل شيفرون وتوتال إنرجي لاقتحام آفاق جديدة عبر مشروعات تحت الضغط العالي؛ ما يعزز أهمية التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال.
وفي هذا السياق، يسلط هذا التقرير الضوء على أبرز مشروعات النفط والغاز لعام 2024، موضحًا كيف أسهمت في تعزيز أمن الطاقة ودعم التحول نحو مستقبل أكثر استدامة.
حقل سانغومار في السنغال
أطلقت شركة وودسايد إنرجي الأسترالية مشروع حقل سانغومار، الذي يُعد أول مشروع لتطوير النفط البحري بالمياه العميقة في السنغال، وأحد أبرز مشروعات النفط والغاز عالميًا في 2024.
بلغت تكلفة المشروع بين 4.9 و5.2 مليار دولار، وبدأ الإنتاج فعليًا في يونيو/حزيران 2024، باستعمال وحدة الإنتاج والتخزين العائمة "ليوبولد سيدار سنغور" (FPSO Léopold Sédar Senghor) التابعة لشركة "موديك" اليابانية (MODEC)، وفق ما أوردت منصة "أوفشور إنرجي".
وصُممت هذه الوحدة بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف برميل يوميًا وسعة تخزين تبلغ 1.3 مليون برميل؛ ما يجعلها أحد أكبر مشروعات الإنتاج في المنطقة.
وتشمل المرحلة الأولى من مشروع تطوير حقل سانغومار 23 بئرًا؛ من بينها 11 بئرًا إنتاجية، و10 آبار لحقن المياه، وبئران لحقن الغاز؛ ما يعزز مكانة السنغال بصفتها لاعبًا ناشئًا في سوق الطاقة الأفريقية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
مشروع بالين في ساحل العاج
شهدت ساحل العاج تقدمًا ملحوظًا مع إطلاق المرحلة الثانية من مشروع بالين بقيادة شركة إيني الإيطالية، الذي يُعد الأكبر في البلد الواقعة غرب أفريقيا، وأول مشروع نفطي أفريقي خالٍ من الانبعاثات من المنبع، مع الأخذ في الاعتبار نطاقا 1 و2.
وأسهمت هذه المرحلة في رفع الإنتاج إلى 60 ألف برميل يوميًا من النفط و70 مليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب؛ أي ما يعادل 2 مليون متر مكعب.
واعتمدت المرحلة الثانية من المشروع على وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة بتروجارل كونغ التابعة لشركة "ألتيرا إنفراستركشر" (Altera Infrastructure) ووحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة "ياموسوكرو" (Yamoussoukro) لتمكين تصدير النفط.
ومن المتوقع أن تلبي 100% من الغاز المعالج الطلب المحلي على الطاقة من خلال خط الأنابيب الذي بُني خلال المرحلة الأولى من المشروع، ويُعزز هذا الإنجاز قدرة ساحل العاج على تحقيق أمن الطاقة مع الحفاظ على الالتزام بمعايير الاستدامة.
اكتشافات ناميبيا
رغم التحديات التي تواجهها مشروعات النفط والغاز، والتي من أبرزها ارتفاع التكاليف وتراجع حجم الاكتشافات، قدّمت ناميبيا إشراقة جديدة مع اكتشافات في حوض أورانج.
وتشير التوقعات إلى إمكان تحقيق اكتشافات كبيرة تعيد رسم خريطة الطاقة في المنطقة، وهو ما يعكس أهمية الاستمرار في أنشطة استكشاف الهيدروكربون رغم التحديات.
قطاع النفط والغاز في مصر
تسعى مصر لتوسيع نشاطها في قطاع النفط والغاز من خلال خطط طموحة تشمل حفر 586 بئرًا بحلول عام 2030، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
إلى جانب ذلك، تعمل مصر على تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة؛ ما يعكس رؤية شاملة لتحقيق أمن الطاقة وتنويع المصادر.
مشروع أنكور في خليج المكسيك
في الولايات المتحدة، أطلقت شركتا شيفرون وتوتال إنرجي مشروع أنكور (Anchor) في خليج المكسيك، الذي يُعد الأول من نوعه في تطوير المياه العميقة تحت الضغط العالي (20 ألف رطل لكل بوصة مربعة)، مع أعماق خزان تصل إلى 34 ألف قدم تحت مستوى سطح البحر، ما يمثل إنجازًا تقنيًا كبيرًا.
ويؤكد هذا المشروع أهمية الابتكار في تحقيق تطورات كبيرة في القطاع، ولا سيما في ظل التحديات البيئية، ويُعد أحد أهم مشروعات النفط والغاز عالميًا في 2024.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون" نايغل هيرن، إن مشروع أنكور يمثل نجاحًا كبيرًا لصناعة الطاقة، موضحًا أن تطبيق تقنية المياه العميقة الأولى في الصناعة يسمح بإطلاق العنان للموارد التي كان من الصعب الوصول إليها سابقًا، وسيمكن من تطويرات مماثلة للمياه العميقة تحت الضغط العالي للصناعة.
مشروعات مؤجلة وتحديات مالية
رغم الإنجازات؛ فإن مشروعات النفط والغاز لم تسلم من التحديات؛ إذ أجّلت شركة "نافيتاس بتروليوم" الإسرائيلية (Navitas Petroleum) اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في مشروعها النفطي سي ليون في حوض فوكلاند الشمالي إلى منتصف العام الجاري (2025).
واتخذت الشركة هذا القرار بسبب ارتفاع تكاليف المرحلة الأولى إلى 1.4 مليار دولار، والتوقعات بشأن وصول إجمالي الإنفاق الرأسمالي لجميع المراحل الـ3 للمشروع إلى 4 مليارات دولار.
وتعكس مشروعات النفط والغاز لعام 2024 صورة متشابكة تجمع بين الإنجازات التقنية والتحديات المالية، ومع التركيز على الاستدامة والابتكار، يبدو أن قطاع الطاقة العالمي في طريقه لتحقيق توازن بين تلبية الطلب العالمي وخفض الانبعاثات الكربونية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق