أعلنت تركيا عزمها دعم شبكة الكهرباء في سوريا بـ500 ميغاواط، في خطوة من شأنها الإسهام في وضع حلول لأزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده توفر لسوريا نحو 210 ميغاواط من الكهرباء يوميًا من خلال 7 نقاط مختلفة.
وأضاف، في مقابلة مع قناة "سي إن إن تورك"، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن بلاده تخطط لزيادة إمدادات الكهرباء إلى سوريا بنحو 500 ميغاواط خلال الأشهر الـ6 المقبلة إلى محافظة حلب شمال سوريا.
وتعرّض قطاع الطاقة في سوريا لأضرار بالغة منذ اندلاع الحرب في عام 2011. وتُعدّ الكهرباء من العناصر الأساسية للحفاظ على الحياة واستمرارها وعودتها إلى طبيعتها في سوريا.
الطاقة في سوريا
أشار بيرقدار إلى أن تركيا أرسلت وفدَين إلى دمشق لتقييم احتياجات الطاقة في سوريا، مؤكدًا أن الهدف هو استعادة الحياة الطبيعية في سوريا لتمكين اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إلى بلادهم بصورة آمنة ومنظّمة.
وأوضح الوزير التركي أن بلاده تصدّر الكهرباء ومنتجات الوقود إلى سوريا منذ عام 2017، قائلًا: "نصدّر حاليًا 210 ميغاواط يوميًا من خلال 7 نقاط مختلفة، وهناك جهود مستمرة لزيادة الكمية إلى 300 ميغاواط بحلول فبراير/شباط المقبل".
وكشف بيرقدار عن خطط أنقرة لتزويد محطات توليد الكهرباء في حلب بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب من تركيا.
وقال: "يمكننا شحن الغاز الطبيعي الذي تحتاج إليه محطات توليد الكهرباء في حلب عبر خط أنابيب من تركيا".
وكانت قدرة الكهرباء في سوريا تبلغ نحو 9 آلاف ميغاواط عام 2012، وتراجعت حاليًا إلى نحو 3 آلاف و500 ميغاواط؛ إذ أدت الحرب التي استمرت 13 عامًا إلى تدمير 15 من أصل 39 محطة للكهرباء بالكامل، وتضرُّر 10 محطات جزئيًا، في حين تَعطَّل أكثر من نصف البنية التحتية للكهرباء وخطوط النقل في البلاد.
سفن توليد الكهرباء
كشف مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، المهندس خالد أبو دي، عن أن سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر قادمتان إلى سوريا خلال الأيام المقبلة.
وأشار خالد أبو دي إلى أن السفينتين تولّدان 800 ميغاواط، وهو ما يعادل نصف ما يُوَلَّد حاليًا في سوريا، الأمر الذي سيُسهم في زيادة حصة المواطن من الكهرباء بنسبة 50% تقريبًا.
أكد المدير العام للمؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء أن العمل جارٍ حاليًا لتأمين خطوط نقل لاستقبال التيار الكهربائي من مكان رسو السفينتين، إذ ستُمَدّ خطوط نقل كهرباء من موقع السفن قبالة سواحل سوريا إلى أقرب محطة تحويل لتُوَصَّل على الشبكة الكهربائية.
من جانبه، أعلن وزير الطاقة الأردني الدكتور صالح الخرابشة، استعداد بلاده لتوصيل الكهرباء والغاز الطبيعي إلى سوريا، وتقديم كل الدعم الممكن.
وأكد جاهزية خط الربط الكهربائي من الجانب الأردني، لتصدير الكهرباء، وأن هناك فرقًا فنية أردنية ستبدأ من اليوم تقييم وضع الشبكة الخاصة بالجانب السوري.
وفي حال إكمال ذلك، فإن الأردن سيكون جاهزًا لتصدير 250 ميغاواط يوميًا، إلى جانب استعداده لتصدير الغاز عبر خط الغاز العربي.
وتُقدّر الأضرار التي لحقت بقطاع الطاقة في سوريا بنحو 40 مليار دولار من التكاليف المباشرة، و80 مليار دولار من التكاليف غير المباشرة، وأدّت الحرب والانقسامات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة إلى توقف نحو 6.5 غيغاواط من قدرات توليد الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق